مع دخول عملية الجرف الصامد في قطاع غزة يومها الحادي عشر والإعلان عن بدء العملية البرية الإسرائيلية، بدأت تتصاعد النداءات التي تطالب بوقف العملية الإسرائيلية وضبط النفس. وطالبت الأردن عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث التطورات الأخيرة حول العملية العسكرية الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد حض الخميس إسرائيل على "تفادي تصعيد جديد" مع بدء عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة. وفي اتصال هاتفي اجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدد كيري "على ضرورة تفادي تصعيد جديد وطلب إحياء وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في عام 2012 في أسرع وقت مكرراً تأييده لمبادرة السلام المصرية ومؤكدا على ضرورة أن توافق حماس على هذه الخطة في أقرب فرصة"، بحسب بيان للخارجية الاميركية. بالإضافة الى الولاياتالمتحدة، دانت مصر الهجوم البري على غزة بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لبدء الهجوم وطلب من اسرائيل "بذل جهد أكبر لوقف سقوط الضحايا المدنيين". وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان "فرنسا تعرب عن قلقها الكبير حيال القرار الإسرائيلي ببدء التدخل البري في غزة". وقال المتحدث بإسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان ان باريس "تدعو إسرائيل الى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس" لأن "حماية السكان المدنيين وتفادي سقوط ضحايا هما أمران أساسيان". وبعيد ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيتوجه الجمعة الى مصر وإسرائيل بهدف التباحث في وقف لإطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد صرح الخميس ان حركة حماس كان بوسعها إنقاذ أرواح العشرات من سكان غزة لو قبلت بوقف إطلاق النار الذي أقترحته مصر ووافقت عليه إسرائيل. وأتهم شكري "محور حماس- قطر- تركيا بمحاولة إفشال الدور المصري الذي يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي لتفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة، مستشهدا على ذلك بما يحدث في ليبيا والعراق وسوريا والسودان"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط. وعندما اندلع النزاع بين حماس واسرائيل الاسبوع الماضي، اعدت مصر -وهي وسيط تقليدي في مثل هذه النزاعات- مبادرة لوقف إطلاق النار أيدتها إسرائيل على وجه السرعة وكذلك الدول العربية والولاياتالمتحدة ولكن حماس رفضتها. ودعت المبادرة المصرية الى وقف فوري "للأعمال العدائية" على أن يتلوه "فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية على ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض". لكن حماس رفضت اي وقف لاطلاق النار ما لم توافق مصر واسرائيل على مناقشة شروطه. إسرائيل تحاول إبعاد قطر من المفاوضات لوقف إطلاق النار قال مسؤول إسرائيلي يوم الخميس ان المبادرة القطرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس "ليست مطروحة على طاولة المفاوضات"، في تصريح يظهر ان إسرائيل معنية بالوساطة المصرية وليس القطرية. وأضاف المسؤول ان إسرائيل معنية بإتفاق لوقف إطلاق نار يكون فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طرفاً في المحادثات. وأنه من أجل نجاح عملية الوساطة يجب ان يكون واضحاً انه يوجد وسيط واحد وإسرائيل معنية بأن يكون هذا الوسيط هو مصر وليس قطر. مسؤول رسمي في السلطة الفلسطينية قال إن محاولات الرئيس عباس للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق نار لم تنجح حتى الآن، ملمحاً بأن قطروتركيا تمارسات ضغوطات على حركتي حماس والجهاد الإسلامي لرفض الهدنة التي طرحتها مصر.