أثار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيره للحرب إيهود باراك احتمال استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في حال لم يتم احترام وقف إطلاق النار من قبل حماس التي هددت بدورها بانها لن تقف صامتة في حال تجدد العدوان الاسرائيلي. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في زيارة لمقر الشرطة الاسرائيلية «نعطي فرصة لوقف اطلاق النار، ولكننا مستعدون ايضا لاحتماليه خرقه وسنرد حينئذ وفق الحاجة». أما رئيس الاركان الجنرال بني غانتز أكد بأن الجيش «حقق كل اهداف عملية «عمود السحاب» وحين لا يكون هناك اطلاق نار من قطاع غزة فسيسود السلام في المنطقة».
تهديد اسرائيلي
من جانبه قال باراك للإذاعة العامة إن وقف إطلاق النار «يمكن أن يستمر تسعة أيام، تسعة أسابيع أو أكثر، لكنه إذا لم يصمد فسنعرف كيف نتصرف وسننظر بالتأكيد حينئذ باحتمال استئناف أنشطتنا «العسكرية» في حال إطلاق النار أو القيام باستفزازات»
وبرر باراك قرار الحكومة الاسرائيلية العدول عن شن عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة رغم تعبئة عشرات الاف الجنود الاحتياطيين. وقال «مثل هذه العملية كانت لتخلق وضعا كنا لنبقى فيه لسنوات في قطاع غزة. لا احن الى غزة، وانا متأكد ان حماس ايضا لا تحن الى ما حصل لها في الايام الماضية».
واضاف الوزير الاسرائيلي «النقطة الأكثر أهمية تتناول التزام كل الفصائل الفلسطينية بوقف كل انشطتها المناهضة لاسرائيل بما يشمل اطلاق صواريخ او الهجمات ضد الجيش الاسرائيلي على طول الحدود بين غزة والاراضي الاسرائيلية». وعلى الرغم من دعمها لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عند بدء عملية «عمود السحاب» انتقدت المعارضة الاسرائيلية التوصل الى اتفاق مع حماس قائلة بان اهداف العملية العسكرية لم تتحقق.
وفي مقابل هذا الوعيد الاسرائيلي توعد سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في كلمة ألقاها أمام الصحافيين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة بأن «المقاومة» الفلسطينية ستضرب تل أبيب إذا نفذت إسرائيل أي هجوم على غزة
وسادت التهدئة صباح امس الاول في قطاع غزة بعد اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه مساء الأربعاء الماضي بين إسرائيل وحماس بعد أسبوع من المواجهة المسلحة التي اوقعت 155 شهيدا فلسطينيا وخمسة إسرائيليين.
ودخلت الهدنة التي تم التوصل إليها بعد جهود دبلوماسية مكثفة في كل الاتجاهات قامت بها خصوصا مصر والولاياتالمتحدة، حيز التنفيذ عند الساعة 19,00 ت.غ. بحسب نص الاتفاق الذي أعلنه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وفي قطاع غزة انطلق آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة وسط إطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال ب«انتصار المقاومة». وأطلق مسلحون ظهروا للمرة الأولى في الشوارع منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية قبل ثمانية أيام، الأعيرة النارية، كما أطلقت أبواق السيارات والألعاب النارية في شوارع مدينة غزة، بينما ما زال يسمع هدير الطائرات الإسرائيلية في سمائها.
وردد المواطنون «انتصرت المقاومة» مهللين «الله أكبر». وأفاد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن 12 صاروخا سقطت على إسرائيل في الساعة التي تلت دخول اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، من دون أن تؤدي إلى إصابات. وكان الوزير المصري أعلن خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأمريكية أن جهود مصر من أجل التهدئة اتاحت «الاتفاق على وقف لإطلاق النار يبدأ عند الساعة 21,00 بتوقيت القاهرة». وقالت كلينتون من جانبها «إن الولاياتالمتحدة ترحب بالاتفاق على وقف إطلاق النار. وفي الأيام القادمة ستعمل الولاياتالمتحدة مع شركائها في المنطقة على تدعيم هذا التقدم» الذي تم إحرازه. وفي القدسالمحتلة اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه قبل «اعطاء فرصة» للاقتراح المصري بعدما تحدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
شهيد جديد
وبعد يومين من سريان وقف إطلاق النار أعلنت مصادر في قطاع غزة عن استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي على الشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل.. وقالت مصادر طبية ومحلية في قطاع غزة إن فلسطينياً استشهد بنيران إسرائيلية عبر حدود غزة امس فيما أصيب آخرون بجروح، بعد يومين من بدء سريان وقف لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل. واتهم متحدث باسم الحركة إسرائيل بانتهاك الهدنة التي أبرمت بوساطة مصرية.
وقال إن حماس ستشكو للقاهرة. لكن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي صرحت بأن الجيش يتحرى تقارير عن الواقعة. واوضح مسعفون لوكالة رويترز أن الشاب أنور قديح البالغ من العمر 23 عاما أصيب في الرأس بنيران إسرائيلية، بعد اقترابه من السياج الأمني الذي يمتد على حدود غزة.
وقال أحد أقارب الشهيد إن قديح كان يحاول رفع علم حماس على السياج، مضيفا أن جنديا إسرائيليا أطلق النار في الهواء ثلاث مرات قبل أن يصاب بعيار ناري في الرأس..