التونسية ( مكتب صفاقس ) أقيم معرض " ترنيمات خزفية " بالتعاون بين المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس ودار الثقافة بجبنيانة تزامنا مع الأيام الأولي لمهرجان مدينة جبنيانة وقد واكب هذا المعرض عدد محترم من الجمهور من مختلف الأعمار والمستويات العلمية والثقافية من أساتذة وطلبة وهواة الفن التشكيلي إلي جانب حضور الأستاذ والناقد الفني فاتح بن عامر الفنان محمد علي الدرويش حمل أعماله الخزفية عدة قضايا فنية ونقدية استلهم فيها الفنان إبداعاته تارة المتولدة من عالمه الخاص و طورا من ما يدور حوله من فيض الحياة والحركة المستمدة من الحياة اليومية مقدما بذلك فرضيات جديدة لفن ' الخزف الفني " فأعمال محمد علي الدرويش التي أثثت قاعة الفنون التشكيلية بدار الثقافة بجبنيانة دعت الجمهور الحاضر للتفاعل الجيد معها لما فيها من حضور فني و خطاب استيطيقي فكانت الأعمال تحاور عيون المشاهدين و تستدعيهم تارة إلى لمسها لما احتوته من أنسجة و ألوان للتعبير عن حميمية هذا الوجدان الذي يربط الإنسان بمادة الطين والخزف أعمال تحرر عبرها الفنان من كلاسيكية الخزف و أقحمها دائرة الفن المعاصر بتقنيات قديمة " كالراكو " و " البريق المعدني" فتشكيلاته الفنية حملت طابعا مميزا لما احتوته من طرح إشكالي لعديد القضايا الراهنة كعمله " Hommage aux femmes contrastées" الذي حيا من خلاله المرأة حسب اختلافاتها و كذلك عمله " وجوه " الذي نقد فيه الخطاب الديني المتطرف الذي ظهر في واقعنا اليوم وكان مخلصا للصراع العنيف بين المحبة والكراهية والخوف عديدة هي الأعمال التي قدمها الفنان الشاب محمد علي الدرويش في محاولة منه لتجاوز المألوف و تقديم صورة مغايرة عن فن الخزف الفني فخلق متعة المغامرة في اكتشاف فنه و قد عبر الفنان في لقاء له مع ' للتونسية " عن سعادته بهذا المعرض الشخصي الأول و اعتبره خطوة نحو التجديد و خطوة نحو التألق و الإبداع حيث تمكن الفنان من إيصال انفعاله للمتلقي من خلال الديناميكية وعنفوان الحركة والبحث عن الجديد والتميز من خلال العمل الفني متجاوزا لأسوار التقليد لمعانقة لذة التجريب والبحث وإطلاق العنان للإبداع من أجل صباغة هوية فنية تونسية معاصرة.