انتظمت ليلة أول أمس مسيرتان شعبيتان سلميتان للتنديد بما يسمى بالعمل الإرهابي الذي ما فتئ يتنامى بالبلاد التونسية وآخره الحادثة الأليمة التي استهدفت 14 عسكريا وأودت بحياتهم وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة وذلك بهنشير «التلة» بجبل الشعانبي من ولاية القصرين أثناء قيامهم بواجبهم الوطني . وكانت المسيرة الأولى قد انطلقت بعيد الإفطار بمدينة المكناسي مسقط راس الشهيد عصام العليبي (رقيب اول بوزارة الدفاع) من أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل وجابت الشارع الرئيسي لتتوقف أمام ساحة الشهداء أين انشد المحتجون من كافة مكونات المجتمع المدني وممثلي الأحزاب والجمعيات والهيئات والمنظمات المحلية بالمكناسي النشيد الوطني ورفعوا عديد الشعارات المناوئة لمنفذي العمليات الإرهابية والإرهابيين ومناصريهم وقبل أن تتفرق المسيرة توجهت أعداد هامة من المحتجين إلى مقر سكنى الشهيد لمواساة وتقديم التعازي لافراد عائلته . اما المسيرة الثانية فقد نظمها ممثلو الجبهة الشعبية في سيدي بوزيد وعدد من مكونات المجتمع المدني والجمعيات انطلقت من ساحة الشهيد محمد البوعزيزي لتجوب طول الشارع الرئيسي ذهابا وغيابا وذلك للتعبير عن رفضهم المطلق لأي عمل إرهابي ولمساندة ومؤازرة وحدات الجيش الوطني وعائلات الشهداء والمصابين خلال حادثة مساء الأربعاء المنقضي الإرهابية بهنشير التلة من ولاية القصرين. و طالب المحتجون من الحكومة ومن الجهات المسؤولة بالإسراع في تفعيل قانون الإرهاب والضرب على أيدي المجرمين أينما حلوا كما طالبوا بمحاسبة وملاحقة كل العناصر والجيوب الإرهابية في كل المناطق من تراب الجمهورية ومعاقبتهم . ودعا المحتجون من خلال الشعارات المرفوعة أثناء المسيرة الشباب إلى ضرورة التحلي بالوطنية والشجاعة لمساندة الوحدات العسكرية ورفض دعوات الجهاد في سوريا سيما ان الجهاد لا يحق ولا يجوز على حد تعبيرهم إلا في فلسطين وذلك انطلاقا من ترديدهم لشعار « الجهاد في فلسطين يا تجار الدين».