ثلاث هزائم في أربع مقابلات هي الحصيلة التي جناها الترجي الرياضي إلى حد الآن في دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية مما جعله يقبع في قاع الترتيب وهي وضعية لم يسبق لفريق باب سويقة أن عرفها عبر تاريخه في كل مشاركاته القارية ، حظوظ الوصول إلى المربع الذهبي ومعادلة تجربة السنة الفارطة ضئيلة جدا إذ أن التأهل يمر أولا وقبل كل شيء عبر الفوز في اللقاءين المتبقيين ثم انتظار نتائج تخدم مصلحته في المواجهات الأخرى. الإنتصار إذن هو الخيار الوحيد أمام الترجي الرياضي في المباراة القادمة ضد ممثل كرة القدم الجزائرية وصاحب طليعة المجموعة فريق وفاق سطيف في نهاية الأسبوع المقبل. فهذه النتيجة هي التي ستبقي على آمال أبناء باب سويقة في اقتلاع احدى الورقتين المؤهلتين إلى المربع الذهبي وإلا فإن المسيرة القارية ستتوقف في ملعب 8 ماي قبل جولة من نهاية منافسات دور المجموعات. المشكل الذي يعترض الأحمر والأصفر في هذه المقابلة المصيرية هو أن الفوز خارج الديار ليس من عادات المدرب الحالي سيباستيان دو سابر ، فالفرنسي ومن سوء حظ الترجيين لم يذق قط طعم الإنتصار خارج القواعد مع فريق باب سويقة وهو الأمر الذي يحيّر كل الأطراف داخل النادي ويضع دو سابر أمام ضرورة التخلي عن تقاليده السيئة وذلك من خلال مراجعة حساباته والتخلي على أفكاره الدفاعية التي لا تتماشى مع أهداف الأندية الكبرى وبالتالي إعداد الخطة المثلى لتطوير الآداء وتحسين الجانب الهجومي الذي شكل أكبر نقطة ضعف في لقاء صفاقس وتمهيد كل الظروف لتحقيق نتيجة إيجابية في الجزائر وإمضاء الفرنسي على أول فوز له بعيدا عن ملعب رادس... موقعة ملعب 8 ماي بسطيف هي بدون أدنى شك الإختبار الأكبر والأهم لدو سابر في مشواره مع فريق باب سويقة باعتبار أهمية الرهان وتأثير النتيجة على مصير الترجي الرياضي القاري. فهل سيوفق الفرنسي في هذه المهمة ويثبت جدارته بتدريب شيخ الأندية التونسية ويكون فعلا عند حسن ظن من وضعوا ثقتهم فيه ومنحوه فرصة العمر للبروز والتألق ؟ هذا ما يتمناه أبناء باب سويقة وهذا ما سنعرفه في نهاية الأسبوع القادم . الفرصة الأخيرة لئن أثبتت مباراة صفاقس ضرورة مراجعة بعض الحسابات الفنيّة والتكتيكية وإدخال تعديلات على التركيبة الأساسية وطريقة اللعب ،لتفادي النقائص العديدة والكبيرة التي يشكو منها الفريق فإن وسط الميدان يشهد غيابا اضطراريا بسبب جمع حسين الراقد لإنذارين مما سيجبره على التخلف عن مقابلة واحدة تتزامن مع التحوّل الصعب والمصيري إلى سطيف ... هذا الغياب سيمنح فرصة كبيرة للكاميروني تيري ماكون للتواجد مجددا ضمن التركيبة الأساسية ومحاولة كسب ثقة الإطار الفني من خلال القيام بدوره في خط وسط الميدان على الوجه الأكمل وتقديم الإضافة المطلوبة من لاعب أجنبي . فهل ينتفض هذا اللاعب في الوقت المناسب ويقدم خدمة جليلة لفريقه وخاصة لمدربه الذي كان سببا في ثقة إلى حديقة الرياضة «ب»؟ «نجانغ» يمهّد الطريق ل« ماريغا» لئن كانت الفرصة التي منحها حسين الراقد لتيري ماكون اضطراية فإن التمهيد لأول مشاركة رسمية للمهاجم موسى ماريغا جاء بصفة تلقائية من يانيك نجانغ الذي هاج وماج بعد لقاء صفاقس ووجه انتقادات لاذعة لمدربه سيباستيان دو سابر ولزملائه في الخط الأمامي محملا إياهم مسؤولية الهزيمة والمردود المتواضع وهو تصرف قد لا يمر دون ردود فعل وقرارات كبيرة ربّما يكون أبرزها شطب اسمه من القائمة الإفريقية وتعويضه بالمالي ماريغا هداف الوديات... هذا التعديل على مستوى الثلاثي الأجنبي القانوني لصنف الأكابر منتظر بشدة نظرا لتصرف الكاميروني من جهة والرغبة في استغلال نجاعة المالي من جهة أخرى وهو التغيير الثاني المتوقع في تشكيلة الأحمر والأصفر التي ستواجه وفاق سطيف في نهاية الأسبوع القادم مقارنة مع اللقاء الفارط ضد النادي الصفاقسي. ود مع شبيبة القبايل نأتي الآن إلى تحضيرات الترجي الرياضي للمباراة المصيرية أمام وفاق سطيف لنشير إلى عودة أبناء باب سويقة إلى التمارين أول أمس بعد راحة بيومين بمناسبة عيد الفطر ... المدرب سيباستيان دو سابر ومساعده طارق ثابت أعدا برنامجا يحتوي على تسع حصص تدريبية موزعة بين نهاية هذا الأسبوع وكامل الأسبوع المقبل وعلى مباراة ودية ضد شبيبة القبائل غدا السبت... هذا اللقاء ضد فريق جزائري سيكون على غاية من الأهمية لتجربة حلول جديدة ومحاولة تطوير الآداء الجماعي وخاصة الهجومي منه بغية تحقيق نتيجة إيجابية في مدينة سطيف بالذات وعلى الإطار الفني أن يحسن استغلال هذه المباراة الودية ويتفطن خلالها إلى السلبيات حتى لا يسقط في نفس هفوة اللقاء ضد بجاية الذي كان المردود فيه هزيلا ولم تعقبه أي إصلاحات فكانت النتيجة التي نعرفها جميعا.