يكثر النخيل في المناطق التي يتوفر فيها عنصران ضروريان لنموه وهما الحرارة والماء وقد حبا الله الجريد مناخ حار ودافئ ومياه تجود بها منذ قرون الينابيع الطبيعية فكانت واحات توزر ونفطة ودقاش وحامة الجريد وحزوة وتمغزة آية من آيات الله سبحانه تبهر الأنظار وتحير الأفكار تنتج الخيرات الوفيرة. فمن عصي النخيل استنبط الجريدي مهد الصبي والكرسي والطاولة والخزانة والسرير العائلي (السدة) ومن خشبها صنع الأبواب والنوافذ وسقف البيت ومن ليفها صنع الحبال ولهذا وغيره ساعدت النخلة على بقاء العديد من الحرف اليدوية منها بالخصوص صناعة السعف ولكن كيف جاءت إلى أرض الجريد؟؟ فالمظلة والقفة والمروحة والسجاد كلها منتوجات تقليدية حبكتها أياد ماهرة من سعف النخيل والنخلة يستغلها الجريدي استغلالا كاملا غير منقوص حتى أنه لا يستغنى عن أي جزء من أجزائها فمنها الجمار والبلح والبسر والرطب والتمر رزقا وفاكهة ومنها عصير اللاقمي شربا وعلاجا يذكر أن صناعة السعف وردت على الجريد من مدينة مراكش المغربية وقد إنتشرت في مرحلة أولى صناعة المظلات قبل أن يوظف سعف النخيل في صناعات وإبتكارات متنوعة وفي هذا يقول بوبكر بركان أحد رواد صناعة السعف بتوزر يمكن الحصول على السعف من جريد النخيل الذي يتخصص في «ضفره» بعض الرجال والنسوة بحامة الجريد حيث يجمع السعف الأخضر ويتم بعد وضعه تحت أشعة الشمس حتى يصبح يابسا ليبل بالماء ويضفر في شكل «أحزمة» وعادة ما يتراوح طول الضفيرة بين 6 و7 أمتار وفي كل أسبوع يفد على حامة الجريد صانعوا المظلات لشراء الضفائر وفي السنوات الأخيرة تنوع المنتوج ليشمل القفة والمروحة وغيرها من المنتوجات الأخرى التي لم تعد تقتصر على توزر فقط لتشمل كذلك حامة الجريد ودقاش وبعض المناطق الأخرى فكثرالعرض وقل الطلب ولربما في قادم الأيام ستتغير الوضعية بعد إحداث مركز متعدد الإختصاصات بالحامة الذي قد يساهم في ترويج المنتوج والإحاطة أكثر بالحرفيين والحرفيات بعد أن تراجع مردودهم وكادت صناعة السعف أن تندثر.