غرقت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من ضواحيها في الظلام الدامس الليلة قبل الماضية بعد أن انقطاع التيار الكهربائي عنها نتيجة تعرض محطة التزويد الرئيسية وشبكة الكهرباء لقصف عشوائي خلال الاقتتال الدائر بين المليشيات المسلحة في طرابلس. و عاد التيار الكهربائي أمس لمدة ساعتين، قبل أن ينقطع من جديد كما انقطعت شبكة الإنترنات،وتعطلت شبكة الاتصالات الهاتفية لساعات طويلة في عدد من أحياء طرابلس، بينما اصطفت طوابير السيارات أمام محطات التزود بالوقود في مشهد أعاد الى الأذهان الأزمة التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي. وحسب مواقع اخبارية ليبية انتشرت مولدات الكهرباء المنزلية في عدد كبير من المنازل وأمام المحلات التجارية، لكن نقص الوقود الذي تعانيه المدينة منذ شهرين تقريبا جعلها خارجة عن الخدمة وقد تدخلت عناصر من قوة الردع التابعة لوزارة الداخلية في مداخل المحطات لتأمينها وتنظيم عملية التزود بالبنزين. وتعاني مدينة طرابلس منذ اندلاع الاشتباكات في محيط مطارها وبعض الأحياء القريبة من المطار أزمات متلاحقة في مجال الخدمات العامة كانقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود بأنواعه ورداءة الاتصالات واغلاق عدد من الفروع البنكية، مما انعكس سلبا على الأداء الإداري في قطاعات الدولة وجعل المدينة تعيش حالة شلل شبه تام. من جهة أخرى ذكرت المصادر ذاتها أن دوي الانفجارات سمع طوال نهار أول أمس في محيط مطار العاصمة الذي يشهد اشتباكات لم تتوقف منذ أسابيع ، ووصلت القذائف الطائشة إلى قلب المدينة. وقال شهود عيان إن القصف طال مصنعا ومخازن شركة التنمية والاستثمار الصناعي (الزحف الأخضر سابقًا) في منطقة الدريبي إحدى ضواحي العاصمة وأدى إلى نشوب حريق أتى على محتويات مصنع الأثاث وثلاثة مخازن تابعة له.