ملعب الشاذلي زويتن تحكيم: الكاميروني أليوم نيان تشكيلتا الفريقين: النادي الصفاقسي: الجريدي – يوسوفو – المعلول – بن صالح – الدربالي – البولعابي – ساسي – ندونغ – الخنيسي (الحناشي) – منصر – اللواتي (بن يوسف). أهلي بنغازي: البودي – الجمل – عبده – علواني – معتز (محمد) – بن دالة – أبهر – سادومبا – الزوي (الطيب) – الفيتوري – مبارك (نكانا). الانذارات: طارق الجمل – العلواني – الزوي – عبده محمد علي منصر الأهداف: الفرجاني ساسي ( دق 66) حجز النادي الصفاقسي أولى مقاعد المربع الذهبي في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية وذلك بعد تغلبه على مضيفه أهلي بن غازي الليبي بهدف لصفر سجله الفرجاني ساسي في إطار الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية. المباراة لم تبلغ مستوى فنيا كبيرا واقتسم خلالها الفريقان السيطرة على شوطيها ولكن خبرة وواقعية ممثل كرة القدم التونسية مكنته من تحقيق الفوز والمرور إلى المربع الذهبي.في المقابل لم يقدر أهلي بن غازي على المحافظة على أمل المرور إلى نصف النهائي وغادر المسابقة مرفوع الرأس بعد مشوار طيب رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها طوال مسيرته في المسابقة. «الروج» على البنك على غير العادة فضّل المدرب الفرنسي فلييب عمر تروسيي الإبقاء على مهاجمه الأول فخر الدين بين يوسف احتياطيا وخير التعويل على طه ياسين الخنيسي ومحمد علي منصر وعماد اللواتي في الخط الأمامي. هذا الثالوث اجتهد كثيرا في الفترة الأولى ولكنه لم يقدر على إحداث الخطر على مرمى الحارس وسام البوضي إلاّ في مناسبات قليلة.المجازفة بعدم تشريك «الروج» أفقدت خط هجوم ال«css» فاعليته المعهودة وسهلت مهمة دفاع الفريق الخصم. نسق بطيء على الرغم من قيمة الرهان وحاجة الفريقين لنقاط الفوز للإبقاء على حظوظ التأهل للمربع الذهبي بالنسبة لممثل كرة القدم الليبية والختم على تأشيرة العبور إلى نصف النهائي بالنسبة لفريق عاصمة الجنوب، فإن بداية المباراة كانت ذات نسق بطيء ولم نشاهد خلالها ما يستحق الذكر رغم قيمة الأسماء التي أثثت أرضية ملعب الشاذلي زويتن.أهلي بن غازي كان أكثر جرأة من ضيفه وحاول الضغط منذ البداية بنية الوصول إلى مرمى الجريدي الذي تألق في صد كرة الزوي في الدقيقة الثالثة وتسديدة الفيتوري القوية. زملاء الحارس أسامة البودي طبقوا طريقة الضغط العالي على منافسهم واعتمدوا بشكل كبير على التسديد من مختلف المسافات في محاولة لكسر الدفاع المتماسك لنادي عاصمة الجنوب ولكن النجاعة غابت عن رفاق الزوي أمام يقظة عناصر الخط الخلفي وسذاجة مهاجمي الفريق الليبي. في المقابل غاب النادي الصفاقسي في الناحية الهجومية رغم الزج بثلاثة مهاجمين لم يقدروا على إحراج دفاع الخصم في غياب فكر هجومي واضح زاده تعقيدا فلسفة الفرنسي فيليب تروسيي الذي أبقى على مهاجمه الأول فخر الدين بن يوسف على دكة البدلاء. فغابت بذلك الخطورة «الصفاقسية» ولم يختبر الحارس أسامة البودي في أية مناسبة خلال الفترة الأولى التي انتهت على نتيجة التعادل السلبي.شوط باهت غاب فيه اللعب الجميل وفرص التهديف وحضرت فيه الحسابات التكتيكية. حذر مفرط أداء النادي الصفاقسي في الفترة الأولى لم يكن مقنعا بالمرة وحاد الفريق عن أدائه الاعتيادي. وإضافة إلى أداء اللاعبين الذي لم يرتق إلى المستوى المطلوب يتحمل الفرنسي فيليب عمر تروسيي جزءا من المسؤولية من خلال الإفراط في الحذر والمبالغة في احترام المنافس الذي سبق لفريق عاصمة الجنوب أن دك حصونه بثلاثية كاملة في مباراة الذهاب. الفرنسي تخوف كثيرا من المباراة واعتمد على ثلاثة مدافعين وخمسة لاعبين في الوسط مع مهاجمين لم يجدا المساندة المطلوبة من لاعبي الرواق ونعني المعلول ويوسوفو اللذين لم يساهما وعلى عكس العادة بشكل فعال في الناحية الهجومية. وهو ما جعل هجوم النادي الصفاقسي يغيب عن الفترة الأولى من المباراة. بداية «صفاقسيّة» بعد حديث حجرات الملابس دخل النادي الصفاقسي الفترة الثانية بمردود مغاير،حيث تحسن أداء زملاء الفرجاني ساسي الذين تسيّدوا الملعب وأخضعوا منافسهم لضغط متواصل أثمر عديد الفرص ضاع أبرزها على محمد علي منصر الذي صوب في مناسبتين ولكن التأطير كان غائبا قبل أن يعود في الدقيقة 58 وينفذ مخالفة مباشرة تألق البودي في التصدي لها. تحسن مردود ممثل الكرة التونسية كان نتيجة للرفع في النسق وتقارب الخطوط الثلاثة ومساندة لاعبي وسط الميدان والرواقين لثلاثي الخط الأمامي الذي برز فيه بشكل لافت الشاب عماد اللواتي الذي تحرك كثيرا وأتعب دفاع المنافس الذي نجح في الصمود في وجه العاصفة «الصفاقسية». أسبقية مستحقة قلنا إن أداء النادي الصفاقسي تطور بشكل لافت في الشوط الثاني ولاح جليا عزم الفريق على حسم بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي منذ هذه الجولة والابتعاد عن حسابات الجولة الأخيرة. وفعلا كان لزملاء الجريدي ما أرادوا حيث نجح الفرجاني ساسي في منح الأسبقية لفريقه بعد تسديدة أرضية باغتت الحارس أسامة البودي إثر هفوة في التمركز في دفاع أهلي بن غازي.هدف منح أسبقية منطقية لأبناء عاصمة الجنوب الذين كانوا أكثر إصرارا على التسجيل وأكثر اندفاعا وحركية على أرضية الميدان. ردة فعل محتشمة أهلي بن غازي ورغم تأخره في النتيجة وتأكده من الخروج بصفة نهائية من حسابات التأهل إلى المربع الذهبي لم يقو على رد الفعل وعجز لاعبوه عن تجاوز صدمة هدف الفرجاني ساسي ولم يقدروا على الوصول إلى المناطق الخلفية لمنافسهم وإحراج الحارس رامي الجريدي الذي كان في إجازة مريحة عشية الأمس. ورغم التحويرات التي أدخلها المدرب الليبي لم يتغير أداء أبنائه الذين استسلموا لمشيئة منافسهم الذي نجح في المحافظة على تقدمه وإنهاء المباراة بفوز مستحق ضمن من خلاله تأهله بصفة رسمية إلى المربع الذهبي من المسابقة الأغلى في القارة. فيما أنهت الهزيمة طموح الجار الليبي في بلوغ المربع الذهبي الذي ودع المسابقة مرفوع الرأس ولولا التغييرات المستمرة على مستوى الإطار الفني لكانت النتائج أفضل. لمسة واضحة صحيح أن الخطة التكتيكية التي اعتمدها المدرب الفرنسي فيليب تروسيي في مباراة الأمس لم تمكن فريقه من تقديم مباراة كبيرة على مستوى الأداء إلاّ أن المتابع لفريق عاصمة الجنوب في المبارتين الماضيتين يقف على حقيقة ثابتة و هي القيمة المضافة للمدرب الفرنسي الذي بدأت لمسته تظهر على الأداء العام للفريق ويتجلى ذلك بوضوح من خلال التنويع في تنفيذ الكرات الثابتة ورميات التماس التي كانت سببا مباشرا في هدف التأهل إلى المربع الذهبي. عملية الهدف لم تكن بمحض الصدفة حيث تكررت أكثر من مناسبة في مباراة الأمس بشكل يقيم الدليل على ان الفريق تدرب عليها في التمارين. دون أن ننسى الانضباط الكبير للاعبين و التزامهم بتعليماته. نجم المباراة هو طبعا ودون منازع الغابوني ديدي ندونغ القلب النابض في تشكيلة النادي الصفاقسي. حيث برز الأخير بشكل لافت في وسط ميدان النادي الصفاقسي ونجح في شل أكثر من هجوم للفريق الخصم كما أجاد ندونغ التحكم في إيقاع المباراة وكان بحق المحرار في كتيبة الفرنسي تروسيي. ندونغ لم يكتف بالدور الدفاعي بل كان اللاعب رقم واحد في صناعة الهجمات وكان مساندا دائما لخط الهجوم. مردود الحكم الكاميروني أليوم نيان كان في مستوى الحدث ونجح في قيادة المباراة إلى شاطئ الأمان بفضل لياقته البدنية وحضوره الذهني وقربه من جل العمليات ممّا مكنه من أخذ القرارات الصائبة.ورغم الاحتجاجات الليبية على صافرته فإن الكاميروني لم يفقد أعصابه وفرض شخصيته على اللاعبين ومنح كل فريق حقه وحتى الأخطاء القليلة التي ارتكبها لم تؤثر على النتيجة النهائية للمباراة. قالا: «ونيس خير» ( مدرب أهلي بن غازي): «أنا راض على الأداء العام لفريقي ولكن الحظ لم يكن إلى جانبنا والهدف الذي قبلناه أربكنا وأدخل علينا الشك.حاولنا العودة في النتيجة من خلال إدخال بعض التحويرات ولكننا لم نوفق في ذلك وخرجنا من المسابقة مرفوعي الرأس.مبروك للنادي الصفاقسي الذي كنا نتمنى مروره للمربع الذهبي.بالنسبة إلينا أعتقد أننا قمنا بمسيرة مشرفة رغم الصعوبات الكبيرة وعلينا الاستفادة من هذه التجربة للتحسن والتطور في قادم المسابقات». «علي معلول» (لاعب النادي الصفاقسي): «الحمد لله أننا نجحنا في تحقيق أول أهدافنا وبلغنا المربع الذهبي للمسابقة بعد فوز صعب على فريق أهلي بن غازي الذي قدم مباراة محترمة للغاية.لقد جهزنا أنفسنا كما يجب لهذه المباراة وقرأنا ألف حساب لنقاط قوة المنافس وكما تابعتم فقد اعتمدنا خطة تكتيكية مغايرة اقتضتها طبيعة المنافس وطريقة لعبه.المهم أننا فزنا وأسعدنا جماهيرنا والأهم هو التحضير للمرحلة الحاسمة».