بعين دامعة وقلب مكسور زارتنا في مقر مكتبنا بصفاقس المواطنة دليلة البشراوي حرم الطرابلسي وهي ام وولية التلميذ محمد اسكندر الطرابلسي لتحدثنا عن مظلمة اعتبرت ان ابنها تعرض لها ودفعها ذلك الى توجيه مراسلات لعديد الاطراف ومنها رئيس الحكومة مهدي جمعة لابداء حزنها على قرار مجلس الاقسام واعتراضها عليه حسب ما جاء على لسانها. وقالت لنا دليلة البشراوي الطرابلسي إن ابنها محمد اسكندر الطرابلسي من ذوي الاحتياجات الخاصة وأنه يحمل اعاقة عضوية ومرسّم بالسنة الثانية من التعليم الثانوي شعبة الاقتصاد والتصرف بمعهد الحبيب المعزون بصفاقس. وأضافت ان ابنها لما كان في العاشرة من عمره تم ادماجه بالمدرسة الأساسية في نطاق برنامج ادماج المعوقين بالمدارس العادية وأنه رغم عدم قدرته على الكتابة كان متميزا في دراسته بشهادة المديرة واثر نجاحه انتقل الى المدرسة الاعدادية الحبيب بورقيبة بصفاقس وتميز كذلك في دراسته ونجح في امتحان التاسعة اساسي بمعدل79, 13 وذلك استنادا الى بطاقة الاعداد المسلمة له من المؤسسة التعليمية التي درس بها وهو ما اهله الى الانتقال الى التعليم الثانوي حيث تم ترسيمه بالسنة الاولى من التعليم الثانوي بمعهد الحبيب المعزون. وقالت الولية دليلة البشراوي حرم الطرابلسي انها وجدت التفهم من مدير المعهد عبد الوهاب الجربي وانه بذل جهده من أجل مساعدة ابنها لدى الاساتذة لمراعاة حالته واعاقته وأضافت الأمّ الحزينة انه باستثناء بعض الاساتذة فان عددا آخر منهم تذمروا من وجود ابنها باعتبار ان وجوده يتطلب منهم مجهودات اضافية في عملهم واضافت انه مع تلك الصعوبات فان ابنها تمكن من الارتقاء الى السنة الثانية بمعدل 07, 11 وانه مباشرة بعد ذلك انطلق العد التنازلي لمسيرته ملاحظة أنه تعرض الى استفزازات من الاطارين الاداري (بعد مجيء مديرة جديدة خلفا للمدير السابق عبد الوهاب الجربي) والتربوي وان الاطار التربوي اعتبر وكأن ابنها غير موجود في القسم ولا يشركونه اثناء الدرس على حدّ تعبيرها. وأضافت الولية ان الاساتذة حرموه من اجراء امتحان الثلاثية الاولى من السنة الثانية نظرا لعدم وجود الوقت الكافي لتحضير تمارين الامتحان له ولعدم حضورهم في المواعيد المحددة مشيرة إلى أنهم بذلك حرموه من حقه في اجراء الامتحانات وقالت السيدة دليلة البشراوي الطرابلسي ان ابنها تعرض في الثلاثية الثانية الى حادث مرور واجريت له عملية جراحية على يده مما تسبب له في الغياب عن الدروس لمدة شهرين وانه مع ذلك اجرى الامتحانات وكان معدله 89, 8 وان ابنها بذل مجهودات كبيرة في الثلاثية الثالثة وتحصل على معدل 34, 10 ليكون معدله العام 61, 9 وهو ما يؤهله الى الارتقاء الى السنة الثالثة من التعليم الثانوي لا سيما مع مراعاة اعاقته وعدم قدرته على الكتابة وحيث انه تلميذ مدمج مؤكدة ان مجلس الاساتذة (مجلس الاقسام) قرر رفته من المعهد بتعلة تجاوزه السن القانونية مشيرة الى ان هذا الاجراء لا ينطبق على ابنها باعتبار انه وقع ادماجه وهو في سن العاشرة وانه ليس هناك سن محدد لانهاء دراسته وهو الذي لم يرسب في أية سنة من مشواره التعليمي. وقالت لنا دليلة ان قرار مجلس الاقسام بالمعهد والقاضي برفت ابنها اثر كثيرا على نفسيته وزاد في تردي حالته الصحية ملتمسة ان يتم النظر الى وضعيته بعين الرحمة والانسانية وهو الذي يسعى الى تحدي اعاقته ويريد التقدم في اعلى مدارج العلم والمعرفة بدليل انه لم يرسب في أية من سنواته التعليمية الماضية. الام الملتاعة افادتنا انها وجهت مراسلات الى كل من يعنيهم الامر بما في ذلك رئيس الحكومة ووزارة التربية من اجل احاطتهم بالموضوع وهي تنشد انصاف ابنها وتمكينه من مواصلة دراسته حتى لا تتدمر نفسيته ويدخل في دوامة الحزن والاحباط.