أكّد أمس محمد علي الجندوبي مدير عام شركة اللحوم ل«التونسيّة» أنّ بلادنا لا تتعامل مع الجزائر ولا تتخذها وجهة لتوريد اللحوم منها مبيّنا انه لا داعي للخوف من تسرّب لحوم غير صالحة للإستهلاك إلى بلادنا وذلك بعد انتشار مرض الحمى القلاعية في العديد من المناطق الجزائرية ولجوء عدد من مربّيي الأبقار والموالين إلى ذبح أبقار يشتبه في إصابتها بالمرض دون إشعار المصالح الفلاحية والبيطرية المعنية بالأمر، وتوجيهها إلى الجزارين لبيعها بأثمان مخفّضة على حدّ قول صحيفة «البلاد» الجزائريّة. وأضاف الجندوبي انّ تونس تستورد لحومها من إسبانيا وإيرلندا موضّحا انّ بلادنا ستواصل في هذه الفترة وإلى حدود عيد الإضحى إنتهاج الخطّة التي اعتمدتها خلال شهر رمضان مؤكّدا أنّها حدّدت كميات ب1100 رأس مذبوح أو ما يعبّر عنه ب«السقيطة» لكل أسبوع لتصل إلى 4 آلاف رأس خلال فترة العيد وذلك حسب حاجات المواطنين. وأوضح الجندوبي أنّ التخوّفات من إصابة اللحوم بالحمى القلاعية عرفتها بلادنا عند إنتشار المرض في بعض جهاتها قبل انتقالها إلى الجزائر موضّحا انه تمّت محاصرة المرض آنذاك من قبل كلّ الدوائر البيطرية ممّا حال دون انتقال العدوى مضيفا انّ ما تشهده الجزائر في الوقت الراهن رغم انها جارة حدوديّة لا يبعث على الخوف لأنّنا لا نتعامل معها ولا نستورد منها اللحوم. وكان بعض التونسيين قد عبّروا عن خشيتهم من إنتقال أو تسرّب أو تهريب لحوم مصابة من الجزائر إلى بلادنا وذلك بعد تهافت السماسرة من الجزارين وبائعي اللحوم وأصحاب غرف التبريد على المسالخ الجزائرية وإقتناء اللحوم بأسعار مخفّضة لتحقيق الربح السريع.و قد زادت التخوّفات بعد إقرار الحكومة الجزائرية عجزها عن محاصرة المرض الذي يواصل زحفه متسببا في نفوق مئات الأبقار ممّا جعل الإقبال على اللحوم الحمراء هذه الأيام أمراً نادرا في الجزائر رغم انخفاض أسعارها على غير العادة إضافة إلى أن العديد من الفلاحين في المناطق الحدودية مع بلادنا يجهلون طريقة التعامل مع هذا المرض. ففي مزارع تربية المواشي ولاية تيزي وزو شرق الجزائر يلجأ العديد من الفلاحين الى التخلص بأنفسِهم من بقايا الأبقار النافقة، دون مراعاة الشروط الصحية. وكانت المفوضية الأوروبية قد قرّرت إرسال مليون جرعة لقاح ضد المرض إلى الجزائر، لدعم حملة مكافحة المرض أمّا عن طريقة التعامل مع الحيوان المصاب فقد اشار مختصون إلى إنه يجب قتله وحرقه ودفنه في المكان الذي يوجد فيه دون نقله إلى مكان آخر، مع عزل المزارع المصابة بهذا المرض ورشها بمادة الجير. و للإشارة فإنّ الحمى القلاعية هي مرض يصيب الحيوانات واسمه (Foot and mouth disease) ولا يصيب البشر، وهو يختلف عن مرض اليد والقدم والفم (Hand Foot and Mouth disease) الذي يصيب الإنسان، ومع ذلك يوصى بعدم تناول لحوم الحيوانات المصابة به.