أحيت ليلة أول أمس الفنّانة اللبنانيّة نانسي عجرم،سهرة من أنجح سهرات مهرجان قرطاج الدولي في دورته الخمسين أمام جمهور حضر بالآلاف ليصافح نجمته المفضّلة بعد غياب دام طويلا. نانسي التي وعدت جمهورها خلال الندوة الصحفيّة التي نظمتها هيئة المهرجان بسهرة مميّزة تليق بالدورة الخمسين لهذا المهرجان العريق، أوفت بوعدها وتألّقت فأمتعت كلّ الحاضرين. اطلالة جميلة وحضور مميّز لا يمكن أن يكون صعود هذه النجمة التي أحبّها الكبار قبل الصغار على مسرح قرطاج عاديّا، فالكلّ كان ينتظر اطلالتها المميّزة والكلّ كان يهتف باسمها وقد كانت في الموعد المحدّد ولم تترك جمهورها ينتظر وهذا أحد أسباب نجاحها. وبرقّتها ودلالها المعهودين، أطلّت نانسي لتستهلّ الحفل بأغنية « ما تجي هنا» التي أثارت ضجّة في الوطن العربي وحقّقت نجاحا كبيرا وتفاعل الجمهور مع هذه الأغنية كثيرا ثمّ حملت الحضور في رحلة فنيّة تضمّنت باقة من أحلى أغانيها على غرار « مين ده اللي نسيك» و« آه ونص» و« فيه حاجات» التي أهدتها لكلّ نساء تونس بمناسبة عيدهنّ و«شيخ الشباب» و«ماشي حدّي»، فضلا عن أغنية « يا خاين « وهي من تلحين الفنان غازي العيّادي. ولم تنس نانسي جمهورها من الأطفال الذي حضر بأعداد هامّة فغنّت له أغنية « يا بنات» التي تفاعل معها الكبار قبل الصّغار، كما لم تفوّت الفرصة لتؤدّي أغنية تونسيّة تعبّر بها عن محبّتها الخاصّة للشعب التونسي فغنّت مقطعا من أغنية « أمّ القد طويلة صالحة» للفنّانة القديرة نعمة وهو ما زاد في حماسة الجمهور، وطربه وختمت الحفل بأغنية « كان يا مكان » للفنّانة ميّادة الحنّاوي. نجاح هذه الفنّانة لم يكن محض الصّدفة فقد كانت حريصة على التألّق وكانت تسعى دوما إلى تقديم شيء مميّز وهو ما جعلها تترك بصمة خاصّة في الساحة الفنيّة العربيّة وحتّى العالميّة إذ أنّها تحصّلت ثلاث مرّات على جائزة الموسيقى العالميّة سنوات 2008 و2011 و2014 . لقد قدمت نانسي سهرة ناجحة لا فقط على المستوى الجماهيري وإنّما أيضا على المستوى الفنّي بالإضافة إلى تصرّفاتها على المسرح والتي كان فيها احترام كبير لجمهورها ولمهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج الدولي الذي سبق أن قالت إنّه محطّة هامّة في حياتها.