اعتلت الفنانة السورية أصالة نصري ركح المسرح الأثري بقرطاج ليلة أول أمس وهي في حالة من التوتر بعد الحملة التي شنت ضدها ومطالبة البعض بمقاطعة سهرتها على المواقع الاجتماعية وتأثير هذه الضجة على عدد الجمهور الحاضر خاصة وأن إشاعات خروج السهرة عن مسارها الفني انتشرت بسرعة بين رواد مهرجان قرطاج في دورته 48. ورغم أن تذاكر حفل أصالة نصري لم تشهد إقبالا كبيرا ويتردد في الوسط الفني والإعلامي أن بعضها وزعت مجانا على الجماهير دعما لهذه الفنانة المناصرة لثورة السوريين ضد بشار الأسد إلا أن أبناء الشام ونخبته المقيمة بتونس حضروا بكثافة أول أمس في قرطاج لمساندة صوت ثورتهم حاملين العلم السوري وراية وطنهم القابع تحت القصف.. أصالة نصري كشفت قبل اعتلائها ركح مسرح قرطاج خلال ندوتها الصحفية أنها تكره السياسة، ومواقفها بعيدة كل البعد عن الحسابات الضيقة للسياسيين مشيرة إلى أنها وقفت في صف الثوار لأنها ضد قتل الأبرياء من أبناء شعبها كما اعتبرت وصف بعض الفنانين لها ب"الخائنة" - وخصوصا ما جاء على لسان الفنانة ميادة الحناوي- كلام سيرد عليه مستقبلا لأنها دائما تكون على حق في مواقفها حتى ولئن لم يقبل بها الآخرون في البداية. وفي رد على سؤال "الصباح" حول حضورها إلى قرطاج في هذه المرحلة بالذات من التاريخ العربي الثائر وكيف استعدت للعرض أكدت الفنانة السورية أنها لن تكف عن دعم ثورة بلادها في كل المحافل التي تحضر فيها قائلة:"دعمت الثورة منذ يومها الرابع وربما كنت حساسة أكثر من العادة بحكم حملي في تلك الفترة لكني لم أتراجع عن مواقفي فيما بعد لأني صادقة فيها.
وافتتحت أصالة سهرتها بأغنية للثوار هدية منها لشباب بلدها المقاوم ولكل الثورات العربية ومنها التونسية على حد قولها فيما خيمت على سهرتها الأنغام الحزينة وفضلت المطربة السورية أداء أعمالها الطربية وذات المغزى الثائر والرافض للظلم منادية بالحب خصوصا في معانيه الوطنية فغنت "لو تعرفوا" أول نجاحاتها في التسعينات و"آسفة" و "قد الحروف" ولبت القليل من طلبات الجمهور التونسي القادم للسهر والمتعة فرددت "يا مجنون" لتعود لحزنها على وطنها مستنجدة بتراث الشام وغنت "طال المطال" و"طيري يا حمامة" بتأثر انتقل للصفوف الأمامية من الجمهور الحاضر فشهدنا دموع السوريين المغتربين بعيدا عن وطنهم وقوة عزيمتهم في شعارات تنادي بحماية سوريا من إراقة الدماء وبعضهم ظل طيلة السهرة يردد "الله وسوريا وأصالة وبس..." وتجدر الإشارة إلى أن عرض الفنانة السورية أصالة نصري بقرطاج انتظم تحت حماية أمنية مشددة كانت واضحة من خلال انتشار أعوان الأمن في كل زوايا المسرح والتفتيش الدقيق لكل المتابعين لسهرة أول أمس وذلك تفاديا لأي خلاف أو تجاوز للقانون قد يتسبب فيه مساندو الثورة السورية ومناهضوها.