مثّل الإطلاع على مشروع المحافظة على البيئة الساحلية و السلاحف البحرية بجزر قوريا المموّل من صندوق شراكة الأنظمة البيئية الهامة و معاينة مدى تقدم مراحل إعلان جزر قوريا كمنطقة ساحلية محمية و التعرف على ابرز الاخلالات و الاشكاليات البيئية محور اليوم البيئي التحسسي بجزيرة قوريا وقد قامت بهذه المبادرة جمعية أحباء مدينة الشابة وذلك تحت إشراف السيد منير المجدوب كاتب الدولة لدى وزير التجهيز و التهيئة الترابية المكلف بالتنمية المستدامة وبمشاركة جمعية "أزرقنا الكبير" . وخلال زيارته مؤخرا الى الشابة أكد السيد منير المجدوب كاتب الدولة المكلف بالتنمية المستدامة على ضرورة معالجة كافة الإخلالات و المشاكل البيئية المطروحة بالجهة و إلى ايجاد حلول تشاركية من اجل بلورة تصور شمولي يجمع كافة الفاعلين في المنظومة البيئية و بما يمكّن كذلك من الخروج بحلول عملية . ودعا منير المجدوب إلى ضرورة حماية الجزر من كافة المخاطر المحدقة بها وذلك نظرا لخصوصياتها الايكولوجية مع العمل على اعادة تطويرها و استغلالها بما يساهم إيجابا في النهوض بالبيئة الساحلية و السياحة البيئية ،مشيرا في ذات السياق الى ان مراعاة الجانب البيئي للجزر باعتبارها محمية وفضاء سانحا لتعشيش الطيور ولتكاثر السلاحف البحرية يعد من أوكد الأولويات وبالمناسبة تولى كاتب الدولة اعادة سلحفاة بحري في عرض البحر بعد ان قامت مصالح المعهد الوطني لعلوم و تقنيات البحار بإنقاذ السلحفاة ورعايته صحيا منذ حوالي سنة، ومن جانبه أكد مكرم البعتي رئيس جمعية احباء مدينة الشابة ان اللقاء الذي جمعهم بالسيد منير المجدوب كاتب الدولة المكلف بالتنمية المستدامة مثل فرصة هامة للتباحث وتبادل الآراء و التصورات حول اهم المشاكل البيئية الموجودة بمدينة الشابة، و اعتبر البعتي ان المشروع الذي أنجز في جزر قوريا والذي يتمثل في خيمة علمية تحسيسية يعد مشروعا رائدا بما انه سيساهم في حماية السلاحف البحرية من مختلف المخاطر على غرار الانتصاب العشوائي بمناطق تعشيش هذه الزواحف البحرية والذي يتم بطريقة مخالفة للقانون ويخل بالمنظومات البيئية الساحلية الهشة جراء دهس بيض وفراخ السلاحف و النباتات وتفاقم النفايات والمياه المستعملة. و للتذكير فان جزر قوريا تمثل أهم موقع في تونس لتعشيش السلحفاة البحرية وتتراوح فترة التعشيش من شهر جوان إلى أواخر شهر سبتمبر وتقع جزيرتا قوريا الكبرى والصغرى شرق مدينة المنستير ويبلغ طول الجزيرة الكبرى حوالي 5.3 كم وعرضها كيلومترين، وهي تغطي حوالي 270 هكتارا. وتتميز جزر قوريا من الناحية الجيولوجية بتعدد السباخ بها وبانخفاضها الشديد إذ يبلغ ارتفاع أعلى نقطة بها 5 أمتار عن مستوى سطح البحر، بالإضافة الى الدور الذي تلعبه هذه الجزر من حيث التنوع البيولوجي البحري والبري. وتزخر جزر قوريا بعدد كبير من النباتات والحيوانات النادرة المهددة بالانقراض كما تمثل محطّة هامّة لعديد الطيور المهاجرة النادرة ومركزا لتعشيش البعض منها. أمّا في المجال البحري تتميز جزر قوريا بتواجد تشكيلات فريدة من نوعها على الصعيد المتوسطي لأعشاب البوزيدونيا التي تحمي الجزر من الانجراف من ناحية وتمثل موقعا هاما لتفريخ وترعرع عدد كبير من الأصناف السمكية على غرار السلاحف البحرية.