قال هشام أزفزاف رئيس الجمعية الوطنية لأحباء الطيور ل"التونسية" أنه تم أمس ولأول مرة في تونس ترقيم حوالي 45 طائرا من فراخ النحام الوردي بسبخة قربة من ولاية نابل ، وتتمثل عملية الترقيم في إلباس خاتم بلاستيكي لفرخ النحام الوردي كتبت عليه حروف تعرف به وبالمنطقة التي ينتمي اليها، ويمكن قراءتها بالمنظار على مسافة 300 متر تقريبا دون الحاجة إلى مسك الطير ،مشيرا الى ان هذه العملية تأتي بعد متابعة ميدانية ومراقبة مستمرة وتحضيرات فنية ولوجستية. وأضاف رئيس الجمعية الوطنية لأحباء الطيور انّ الترقيم يساعد في متابعة ورصد الأماكن التي تذهب إليها هذه الطيور،واعتبر انه لأول مرة يقوم النحام الوردي بالتعشيش في قربة، مبينا انه استقرّ سابقا بالملاحة بصفاقس وبشط الجريد ملاحظا ان هذه الطيور تتولى التعشيش عندما تجد الهدوء والطعام . وتجدر الإشارة إلى ان عديدة الجمعيات البيئية بقربة ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والوكالة الوطنية لحماية المحيط قد شاركت أمس في عملية الترقيم، وأشرف السيد منير المجدوب كاتب الدولة لدى وزير التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة المكلّف بالتنمية المستدامة على عملية الترقيم . و أكد السيد منير المجدوب كاتب الدولة المكلف بالتنمية المستدامة خلال مشاركته في هذه العملية على أهمية الوعي بأن الحفاظ على البيئة لا يختصر على التصرف في الفضلات بل يشمل أيضا صيانة المنظومات الطبيعية وحماية الحياة البرية، داعيا إلى ضرورة إيلاء الأهمية اللازمة للطيور من أجل تحقيق التوازن الطبيعي والبيولوجي وأيضا في إطار تحقيق تنمية مستدامة من خلال نشر سلوك وقيم المحافظة على الموارد الطبيعية. وأمام التلوث الصناعي و الاعتداءات المختلفة على المنظومة البيئية اعتبر السيد كاتب الدولة المكلف بالتنمية المستدامة ان الحفاظ على المنظومة الطبيعية يمثل جزءا من الحل ودعا الى ضرورة تضافر الجهود والتعاون بين مختلف الهياكل من مكونات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة والبلديات من اجل بلورة تصور شمولي يجمع كافة الفاعلين في المجال بما يمكن من الوقوف على جميع الإخلالات وتحديد مختلف المسؤوليات وهو ما يمكّن كذلك من الخروج بحلول عملية يساهم فيها كافة المتداخلين في المنظومة البيئية.