أعرب الدكتور علي عبد السلام الترهوني رئيس «الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي» الذي يزور تونس علي رأس وفد من الهيئة، خلال لقائه ظهر أمس بقصر باردو مع السيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي عن تقديره لمسار الإنتقال الديمقراطي في تونس وما حققه من نتائج إيجابية في مقدمتها صياغة الدستور الجديد التوافقي، مؤكدا أن نجاح التجربة التونسية سيكون له الأثر الإيجابي على كامل المنطقة ومشيرا في ذات السياق إلى الرغبة في الإستفادة منها والإستئناس بها. كما قدم عرضا عن عمل الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي، مجددا شكره لتونس ولشعبها على ما تقدمه من دعم ومساندة متواصلين للشعب الليبي. من جهته أكد السيد مصطفى بن جعفر ما يجمع بين الشعبين التونسي والليبي من علاقات أخوية عريقة، مبرزا الاستعداد الدائم لمواصلة تقديم ما يلزم من مساعدة للأشقاء في ليبيا بما يمكّن من تحقيق نجاح مسارها الإنتقالي. كما قدم توضيحات عن تجربة تونس في صياغة دستورها الجديد وما تميزت به من حوار عميق بين مختلف الأطراف ومكونات المجتمع المدني والإستنارة بآراء الخبراء والبحث المتواصل عن التوافق بما مكّن من الوصول إلى دستور يستجيب لتطلعات التونسيين. وكانت قد انعقدت قبل ذلك جلسة عمل بين وفد من المجلس الوطني التأسيسي ووفد الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا ترأسها السيد العربي عبيد النائب الثاني لرئيس المجلس وحضرها المقرر العام للدستور ورؤساء اللجان التأسيسية والكتل والمجموعات البرلمانية تناولت خصوصيات الدستور التونسي ومختلف أحكامه ومبادئه والمنهجية التي تم توخيها في مختلف اللجان التأسيسية وحجم العمل الذي قام به المجلس للتوصل إلى صياغة دستور توافقي، ومن جهتهم قدّم أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا توضيحات عن أبرز مضامين مشروع الدستور الليبي معربين عن اهتمامهم بالتطورات التي تعيشها تونس على مختلف الأصعدة وعن تقديرهم للخطوات الإيجابية التي قطعتها على درب مسارها الإنتقالي، ومؤكّدين رغبتهم في الإستفادة من التجربة التونسية في صياغة الدستور.