اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، في حوار صحفي عقب مؤتمر الاتحاد الاسلامي لعلماء المسلمين المنعقد باسطنبول أنه لا معنى للخلافة التي أعلنها تنظيم “الدولة الإسلامية” في كل من العراق وسوريا، وأنها لا تستوفي الشروط المطلوبة. واضاف القرضاوي: “الخلافة التي يمكن أن تقوم في هذا العصر، يمكن أن تكون من خلال عدد من الدول التي تحكمها الشريعة، من قبل حكام وشعوب يرغبون في ذلك، على شكل فيدرالية، أو كنفيدرالية، وليس كما كان في السابق”. وأضاف: «هناك دول كبيرة مثل الصين، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليار ونصف المليار، حسب الإحصائيات، في وقت يبلغ فيه عدد المسلمين في العالم نحو مليار و700 مليون، وبالتالي يمكن أن يجتمعوا على شكل اتحاد”، لافتاً إلى أن ذلك “يتطلب حكاما عادلين ينظرون للأمور بواقعية، ويتعاونون مع شعوبهم، وهؤلاء من يمكنهم بناء هذا الاتحاد»، على حد وصفه. وحول «الجماعات المتشددة»، أوضح القرضاوي :«تلك المجموعات التي تظهر بين المسلمين، هي نتيجة فساد الأوضاع والحكام، فيتبع الشباب المسلم بعض المتشددين، معتقدين بأنهم يقاتلون في سبيل الله، ويكفِّرون، ويقتلون من أهل الذمة، وهذه مشكلة كبرى»، مشيرا إلى أن «الإسلام لا يقبل الغلو»... أما عن سبل مواجهة التطرف بين الشباب المسلم، فقد قال القرضاوي أن «ذلك بحاجة إلى عمل كثير، وأنه لا بدّ أن يسود الفقه المعتدل في الساحة الإسلامية، والمقصود به الوسطية، مشيرا إلى أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث، نبذ الغلو ودعا إلى الاعتدال، قائلا : «لا تشدّد في الدين ولا تسيّب معه».