التونسية(الكاف): يعيش هذه الايام سلك مندوبي حماية الطفولة بتونس حالة كبيرة من التشنج والاحتقان بسبب توتر الاجواء مع سلطة الاشراف ممثلة في كتابة الدولة للمرأة والأسرة ووزارة الشباب والرياضة. ووفق ما اكده عدد من مندوبي حماية الطفولة من مختلف ولايات الجمهورية ل"التونسية" فان كل جلسات الحوار مع ممثلي الطرف الوزاري باءت بالفشل الذريع وخاصة منها تلك المخصصة لمناقشة الاجراءات الاخيرة المتخذة من قبل الوزارة والمتمثلة اساسا في سحب السيارات الادارية الموضوعة على ذمة المندوبين وتغيير صيغتها وإقرار الزامية حصول مندوب حماية الطفولة على اذن مكتوب من زميله المندوب الجهوي للأسرة و المرأة والطفولة مما يتعارض مع سرية وفجائية عمل مندوب حماية الطفولة التي كفله لها القانون بحكم تمتعه بالضابطة العدلية، كما اعتبر مندوبو حماية الطفولة ان هذا الاجراء مسقط ومرتجل و من شانه ان يحد من استقلالية قراراتهم وتنقلاتهم ومن شانه كذلك ان يوتر الاجواء بين مختلف هياكل الوزارة الموجودة بالجهات. وهدد مندوبو حماية الطفولة بالتوجه الى المحكمة الادارية لإبطال مفعول هذه الاجراءات كما لوحوا بالتصعيد خلال قادم الايام عبر كل الاشكال النضالية الممكنة . كما طلب عدد اخر من المندوبين بضرور الاسراع بإقرار منحة الاستمرار لمنتسبي هذا السلك الذين يعملون كامل ايام السنة وخارج اوقات العمل الاداري بما في ذلك ايام العطل والآحاد ويتدخلون بصفة حضورية وفورية في كل الاماكن والأزمنة في حال وقوع اي انتهاك للطفولة. ورغم الدور المهم الذي لعبه هذا سلك منذ انبعاثه في مجال العناية بالطفولة المهددة فان العناية بهذا السلك قد تراجعت بشكل لافت وكبير فبعض مكاتب مندوبي حماية الطفولة عاجزة اليوم عن توفير ابسط وسائل العمل لمنظوريها كالأقلام وأوراق الطباعة وفق ما اكده ل"التونسية" عدد منهم ... وأمام تدهور وضعية هذا السلك وتتالي الاجراءات التي تقيد من حرية عمل مندوب حماية الطفولة وإقرار اجراءات جديدة تتناقض احيانا مع القانون المنظم لعمل هذا السلك فضل بعض المندوبين الالتحاق بوزارات اخرى او تغيير الاختصاص داخل نفس الوزارة، كما عبر بعض المندوبين عن رغبتهم في مغادرة هذا السلك قريبا وهو ما من شانه ان يفقد السلك عددا هاما من الكفاءات المتمرسة التي خبرت طبيعة العمل طوال السنوات الفارطة..ولعل ما اجج فتيل احتجاجات مندوبي حماية الطفولة مؤخرا هو تمسك وزارة الاشراف بما اعتبروه قرارات فوقية وصمها الاذان عن كل مقترح عملي من شانه ان يرمم العلاقة المتشنجة بين السلك والوزارة ويضيق شرخ الخلافات التي بدأت تتشعب بين الطرفين. وأكد مندوبو حماية الطفولة ان مختلف الاجراءات والقرارات الاخيرة علاوة على رفض كل مطالبهم المشروعة في اقرار منح مستحقة جزاء عمل استمرار منجز لازال دون اجر حتى الان من شانه ان يؤثر على مردودية ونجاعة هذا السلك خاصة في ظل ارتفاع مؤشرات نسب الطفولة المهددة في تونس وازدياد حجم التهديدات وتنوعها... ولتجاوز مختلف هذه المشاكل العويصة دعا مندوبو حماية الطفولة رئاسة الحكومة عبر صفحات جريدتنا "التونسية" الى فتح ملف الطفولة وإعادة مراجعة مختلف القرارات والإجراءات الاخيرة التي لا تخدم اطلاقا قطاع الطفولة بل انها تعتبر خطوة كبيرة الى الوراء ستضر حتما بمكانة تونس المتقدمة عالميا في هذا المجال والتي تبوأتها بفضل تضحية ابناء هذا السلك الذين كافاتهم هذه الحكومة بالجحود والنكران على حد قولهم...