في الذكرى 61 لاستشهاد الزعيم الهادي شاكر (يوم13 سبتمبر 1953) اغتيالا على يد المستعمر الفرنسي أصدر «حزب المبادرة» بيانا وافانا بنسخة منه جاء فيه : «تمرّ اليوم إحدى وستون سنة على استشهاد الزعيم الهادي شاكر، أحد روّاد الحركة الوطنية التي مهدت لتخليص البلاد من براثن الاستعمار وتحقيق الإستقلال. وبهذه المناسبة يحيّي حزب المبادرة بكل إجلال وإكبار روح هذا المناضل الكبير الذي سخر حياته ووهبها فداء للوطن. إنّه من المفيد أن نتذكّر الهادي شاكر الذي عرفته سجون المستعمر، من جنوب البلاد، إلى شمالها وإلى فرنسا، رفقة أبرز زعماء تونس أمثال الحبيب بورقيبة ومحمود الماطري، والذي عاش المنافي والإقامات الجبرية إلى آخر المطاف بمدينة نابل حيث كانت تتربّص به أيادي الغدر والخيانة. لقد كان الهادي شاكر من رموز حركة التحرير الوطني منذ 1934 ولعب دورا رائدا وطلائعيا، مع إخوانه من الوطنيين كفرحات حشاد وصالح بن يوسف والمنجي سليم وغيرهم في إنجاح مسار هذه الحركة في ظرف دقيق وحرج وكان يتحلى بشجاعة نادرة وإيمان لا يلين إلى ان استشهد من أجل قضية شعبه العادلة. وكان استشهاده من دوافع تعجيل نيل الإستقلال. إن إحياءنا لهذه الذكرى ينطوي على عدة دلالات فلقد خلّدتها الذاكرة الوطنية وأصبحت عنوانا لكفاح شعب بأسره من خلال نضالات شخصيات فذّة أخلصت للّه والوطن دون حسابات ومرام شخصية. كما تبرز هذه الذكرى مدى الترابط بين مختلف حلقات النضال عبر العصور لتبقى تونس حرة منيعة طول المدى. إنّ هذا التمشي يندرج في صميم المبادئ التي أرسى عليها حزب المباردة مرجعيته وتوجهاته وأهدافه. وسيظلّ مخلصا للمصلحين والزعماء حتي تستلهم الأجيال المتعاقبة من مسيرتهم وأفكارهم وتضحياتهم وسيبقى حزبنا وفيّا لأرواح الشهداء عبر مختلف تاريخ تونس المجيد. رحم اللّه الهادي شاكر وجميع شهداء وطننا العزيز وبوأهم المكانة التي وعد بها. قال سبحانه وتعالى في كتابه المجيد : {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا } (صدق الله العظيم).