ذكرت أمس صحيفة «الخبر» الجزائرية أن الجزائر رفضت طلبا غربيا بفتح أجوائها للطائرات الغربية, في حال تقرّر توجيه ضربات جويّة لمعاقل «المتطرفين» في ليبيا. و تابعت الصحيفة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، استدعى أعضاء المجلس الوطني الأعلى للأمن، لاجتماع استثنائي تعلق بنقطتين، أولها الحرب المتوقعة في ليبيا والتي تحشد لها فرنسا و دول غربية أخرى, مشيرة الى أن هذه الدول طلبت بالفعل من الجزائر تسهيلات لوجيستية وفتح مجالها الجوّي لضرب معاقل المتطرفين في ليبيا، و ثانيها تعلق بمدى التعاون الذي يجب أن توفره الجزائر للحرب التي تعدّ لها دول غربية ضد تنظيم «داعش». وأضافت «الخبر» أن الرئيس بوتفليقة ومعه صناع القرار في الجزائر يواجهون صعوبة كبيرة في تبرير أي قرار للتعاون مع أي حملة عسكرية غربية في ليبيا, لأن مبررات تقديم تسهيلات لوجيستية وفتح الأجواء غير موجودة في حالة ليبيا الا اذا انطلقت مقاتلات فرنسية من مالي أو مقاتلات أمريكية من احدى الدول الافريقية. وحسب المصدر ذاته نقل مسؤول جزائري كبير لمسؤولين فرنسيين رسالة قصيرة من الرئيس بوتفليقة مفادها «ان الجزائر لا يمكنها تبرير تقديم تسهيلات عسكرية لأية حملة عسكرية جوّية على ليبيا». وأضافت «الخبر» نقلا عن مصادرها أن التعاون الجزائري في الحرب الفرنسية على الجماعات المتشدّدة في مالي كانت له عدّة مبرّرات، فقبل أشهر قليلة من العملية العسكرية الفرنسية «سيرفال»، اختطف إرهابيون من مالي 7 ديبلوماسيين جزائريين وأعدموا أحدهم، كما نفذوا 3 عمليات إرهابية كبيرة انطلقت كلها من إقليم «أزواد»، واستهدفت مخيم «الرابوني» في «تيندوف» ومقرّي قيادات الدرك في «تمنراست» و«ورقڤلة»، ولكن في حالة ليبيا فإن المبرر الوحيد هو انعكاسات سيطرة الجماعات السلفية الجهادية على ليبيا. و أشارت الصحيفة الى أن القيادة الجزائرية لديها معلومات بأن قيادة الجيش والقوات المسلحة الفرنسية بدأت في التحضير لعمليات عسكرية جديدة في ليبيا، بمشاركة قوات أمريكية. و نقلت عن مصدر أمني رفيع قوله إن العمليات العسكرية ستستهدف هذه المرة تدمير أكثر من 800 هدف في ليبيا، هي معسكرات الكتائب السلفية الجهادية ومراكز تدريبها ومخازن السلاح، وطرق إمدادها.