كشف مصدر جزائري أمس أن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي (الناتو) طلبا من الجزائر مساعدة قوات التحالف في حصار نظام العقيد معمر القذافي حتى ازاحته من الحكم تتضمن تقديم تسهيلات لوجستية في حال اندلاع حرب برية في ليبيا، في وقت عززت فيه الجزائر نشر قواتها على الحدود مع ليبيا. ونقلت صحيفة «الخبر» الواسعة الانتشار عن مصدر أمني جزائري كبير قوله إن القيادة العسكرية لحلف «الناتو» ووزارة الدفاع الأمريكية شرعا في التحقيق حول أخطاء ارتكبت خلال الغارات الجوية على ليبيا، وزار عسكريون أمريكيون الجزائر في هذا الإطار، بعد ورود تقارير عن سوء تقدير الموقف وقدرات القوات الموالية للقذافي قبل انطلاق العمليات العسكرية في ليبيا. مشاركة في الحصار وأوضح المصدر أن دولا غربية طلبت من الدول المجاورة لليبيا من بينها الجزائر المساعدة في إحكام الحصار حول نظام القذافي وغلق الحدود أمام ممثليه ومسؤولي نظامه، وعدم السماح بمرور أي مواد ذات استغلال عسكري أو شبه عسكري وحتى سيارات الدفع الرباعي وقطع غيارها. وقال إن دولا غربية قدمت عبر قنوات دبلوماسية قائمة بأسماء مسؤولين عسكريين وسياسيين في نظام القذافي على أنهم مشتبه فيهم بممارسة جرائم ضد الإنسانية، ومنهم أبناء القذافي ومقربوه وقادة عسكريون. وتسعى دول غربية الى إصدار قرار بحصار المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي، ويشمل الحصار منع التنقل برا مع دول الجوار لخنق القذافي تمهيدا لإزاحته عن الحكم. ولفت المصدر النظر إلى أن لجانا أمنية وعسكرية من قيادة «الناتو» والقيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا تحقق في تقارير ومعلومات كاذبة سبقت التدخل العسكري في ليبيا، مشيرة إلى أن عسكريين وأمنيين جزائريين زاروا واشنطن قبل أيام بدعوة أمريكية الى إجراء مباحثات حول الوضع الأمني في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي بعد اندلاع الحرب في ليبيا. كما زار عسكريون من قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا الجزائر بعد ورود تقارير تشير إلى تأثير سوء تقدير للموقف الميداني في ليبيا على مسار العمليات العسكرية وتأثير ذلك على الوضع الأمني في الساحل الإفريقي. وقد أجرى العسكريون الأمريكيون مباحثات مع مسؤولي أجهزة الأمن والجيش الجزائريين في إطار تحقيق ميداني، تجريه وزارة الدفاع الأمريكية حول تأثير الحرب في ليبيا على الوضع الأمني في الساحل وتأثير أي تدخل عسكري في ليبيا على زيادة نفوذ تنظيم «القاعدة» في ليبيا والساحل، وطلب العسكريون الأمريكيون تسهيلات لوجيستية من الجزائر في حالة اندلاع الحرب البرية بين الحلف الأطلسي وقوات القذافي، وأهم هذه التسهيلات المساعدة في إجلاء الجرحى والمصابين والسماح بتحليق طائرات النقل الثقيلة. قوات على الحدود في الأثناء قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية ان بلاده دفعت بقوات كبيرة الى حدودها مع ليبيا، حيث تجري مواجهات عنيفة بين المعارضة والنظام الليبي. وقال ولد قابلية للاذاعة الرسمية ان الحكومة الجزائرية عززت تواجد الاجهزة الأمنية على حدودها الشرقية على مسافة ألف كيلومتر لتصل حتى منطقة الساحل الافريقي. وألمح الوزير الجزائري الى احتمال وجود علاقة بين تصاعد هجمات الجماعات المسلحة في الجزائر في الأيام الأخيرة وامكانية حصول تنظيم «القاعدة في المغرب الاسلامي» على أسلحة من ليبيا، وقال ان الأمر يبقى احتمالا وهناك فعلا فرصة لتسلل الاسلحة عبر الحدود الليبية. أما وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة فربط مباشرة عودة العمليات المسلحة في الجزائر بوضع ليبيا المتأزم جراء انسحاب الجيش الليبي من الحدود مع الجزائر وانكشاف الحدود أمام عمليات تهريب الأسلحة. وقال بلخادم ان عدم استقرار وضع ليبيا عمقه تنقل الأسلحة الى وجهات لا يعلمها أحد «دون أن يستبعد أن تكون الأسلحة قد وقعت في أيدي تنظيم «القاعدة». واتهم المجلس الوطني الانتقالي الليبي مرارا سلطات الجزائر بدعم نظام القذافي بالأسلحة والمرتزقة وهو ما نفته الجزائر بشدة.