سبق لنا في «التونسية» أن انفردنا قبل اسابيع بنشر الكثير من التفاصيل المتعلقة بجريمة قتل أحد أبناء منطقة اللطايفة من معتمدية بئر علي بن خليفة والذي لقي حتفه بعد توجيه طعنات له على مستوى اجزاء من جسده لما كان نائما ب«فيراندا» منزل العائلة. وبدقة كبيرة اشتغلت الفرقة العدلية الجهوية للحرس الوطني بصفاقس على هذه الجريمة لإماطة اللثام عن تفاصيلها وعن مرتكبها او مرتكبيها وقد بحثت لمدة طويلة في كل التفاصيل والجزئيات الدقيقة الى ان حصرت الشبهة في اثنين احدهما خطيب سابق للفتاة التي عقد عليها الشاب الهالك قرانه ويبدو ان هذا الامر هو ما اثار حفيظة الخطيب السابق لينتقم منه حسب التحريات القائمة وقد تم ايقاف الخطيب السابق وشخص ثان معه كان يشتغل سائقا لسيارة أجرة «لواج» وبعد الاحتفاظ بهما لمدة 6 ايام للبحث معهما اذنت النيابة العمومية بإحالتهما على التحقيق لا سيما أنهما الى الآن متمسكان بنفي التهمة عنهما رغم الارتباك البادي عليهما وخصوصا سائق سيارة «اللواج». الفرقة العدلية الجهوية للحرس الوطني بصفاقس اشتغلت بحرفية كبيرة واستمعت الى الكثير من الشهادات والشهود وظلت تربط بين المعلومات وتوصلت إلى أنه عند تنفيذ الجريمة شاهد البعض الشاب الموقوف الثاني يقود سيارة «لواج» مرت من ذلك المكان مباشرة بعد الجريمة بقليل وكشفت التحريات انه منذ تلك الليلة لم يعد سائق سيارة «اللواج» يشتغل عليها بل واكثر من ذلك فإنّ هذا الشخص شرع في القيام بإجراءات استخراج جواز سفر قصد السفر الى ليبيا وهو امر غريب بالنظر الى الاوضاع الامنية في هذا البلد الشقيق والتي جعلت الليبيين انفسهم يفدون على بلادنا بأعداد ضخمة وبالتالي لم يكن هناك من مبرر منطقي للسفر الى ليبيا الا التهرب من تبعات جريمة وهذا ما غذّى الشكوك ويبدو حسب التحريات الاولية ان هذا الشخص كان المنفذ للجريمة بمقابل مالي بتحريض ومشاركة من الخطيب السابق. والأكيد أن التحقيقات القادمة ستحمل المزيد من التفاصيل.