بقلم: نصر الدين بن سعيدة ذباب كثير... ذباب كثيف ليس من جنس الخريف إنه ذباب المناسبات، ذباب نظيف فيه الذكر والأنثى... يجتمع الذباب عادة في المزابل، بين الفضلات ووسط الأوساخ وهو يهوى أيضا لمة المآدب والحلويات وأطراح «القاتو». كما يمكن أن يكون لهذا الذباب شهوات غير معلنة ومحطات أخرى... ذباب المناسبات نظم أخيرا وقفات احتفالية أمام مسارح العروض الانتخابية رسم حلقات، ألّف رقصات، احتفل بعودته للطنين إنه الشوق والحنين... الذبابة حشرة ركيكة بل شديدة الركاكة، تطاردها... تطردها... تحاصرها... تحصرها... ترشها بالمبيد لكنها عنيدة، بليدة تختفي برهة ثم تعود من جديد. رأينا وسط حشود الذباب بعض أنواع الطيور، رأينا العندليب والشحرور، وكان الطاووس في حلة العرسان عثرنا على الغراب وسمعنا الببغاء يصول ويجول... الزواحف لم تغب عن المهرجان فتخايلت الأفعى بعنقها المسموم وصفّر الثعبان في كل مكان وكانت الحرباء عارية تنتظر نهاية المهرجان لتلبس ما يناسبها من ألوان... ذباب... طيور وزواحف... طنين، غناء وصفير، كرنفال انتخابات لم يحجب تواجد الفارس الجسور حتى وإن غلب على المشهد حضور الأحمرة والزواحف والطيور.