ثماني نقاط في ست جولات من انتصارين وتعادلين وهزيمتين ومثلها كفارق مع صاحب الطليعة النجم الساحلي ، هذه النتائج المتواضعة والوضعية الصعبة تجعل فريق باب سويقة أمام خيار واحد وهو التدارك في أسرع وقت ممكن حتى لا تزيد وضعيته في البطولة تعقيدا وحتى لا يخرج مبكرا من دائرة التنافس الجدي على اللقب. كلّها مقابلات كأس كل مقابلات الترجي الرياضي انطلاقا من مواجهة يوم الجمعة القادم ضد الشقيق الأصغر وإلى غاية الجولة الختامية للبطولة هي مقابلات كأس سيكون الفريق مطالبا خلالها بالإنتصار ولا شيء غيره لأن إضاعة نقاط أخرى سيقضي نهائيا على آمال الترجيين في لعب الأدوار الأولى وفي المحافظة على اللقب... صحيح أن المهمة لن تكون سهلة بالمرة في ظل النقائص العديدة التي تشكو منها المجموعة وكذلك الفارق الكبير الذي يفصل الأحمر والأصفر على النجم الساحلي وكذلك على النادي الإفريقي لكن ذلك هو الخيار الذي لا بديل له أمام المدرب خالد بن يحيى وأبنائه إذا ما أرادوا فعلا التنافس كالعادة على اللقب ومزاحمة المنافسين التقليديين على مراكز الصدارة. هزم الشقيق الأصغر حتى لا تتأخر الإنطلاقة الحقيقية أكثر فأكثر بداية عملية التدارك لا بد أن تنطلق منذ الجولة القادمة حين نزول الترجي الرياضي ضيفا على شقيقه الأصغر الترجي الجرجيسي ، هو تحوّل صعب جدا ومحفوف بالمخاطر دون أدنى شك ويمكن أن يترك فيه فريق باب سويقة نقاطا جديدة ضائعة نظرا لشراسة العكارة على أرضهم وأمام جماهيرهم ، لكن ورغم كل الصعوبات والعراقيل التي يضعها أمامهم هذا اللقاء لا بد أن يجد الترجيون مفاتيح وعناصر النجاح لاجتياز هذه العقبة بسلام وضمان انطلاقة حقيقية لا مجال لتأخرها أكثر فأكثر تفاديا لتعقيد الوضعية ... الفوز على الترجي الجرجيسي يوم الجمعة القادم أمر ضروري ، وهو في غاية الأهمية وسيشكل المنعرج الذي يمكن أن يعود به الترجيون للمنافسة الحقيقية على اللقب وعدم توديعه بصفة مبكرة لا تليق به ولا تتماشى وطموحاته. تعديلات تكتيكية ضرورية المدرب خالد بن يحيى مجبر على إيجاد الحلول الكفيلة بتطوير الآداء والتقليص من حجم النقائص ضمن المجموعة المتوفرة لديه والتي والحق يقال ليس من السهل أن تتوفر فيها عوامل النجاح خصوصا في ظل غياب الفورمة على ركائز الفريق واللاعبين القادرين على حسم مصير المقابلات بإنجازاتهم الفردية وبإضافاتهم... ما يمكن أن يقوم به المدرب في ظل هذه الوضعية هو إدخال تعديلات تكتيكية على طريقة اللعب ومنها على التشكيلة الأساسية بحثا عن التوازن الذي كان من أبرز النقاط غيابا عن آداء الأحمر والأصفر في جل اللقاءات السابقة. الترجي الرياضي يشكو من ضعف كبير على الرواقين سواء دفاعيا أو هجوميا ويغيب عليه التوازن في خط الوسط لوجود لاعب وحيد يجيد افتكاك الكرة وهو حسين الراقد، وحين نعلم أن عملية افتكاك الكرة هي العنصر الأساسي المؤهل إلى الإستحواذ عليها وحبك الهجومات الخطيرة فإن إضافة لاعب ثان يساند الراقد في هذا الدور أضحى أمرا ضروريا يفرض نفسه بقوة. «آفول» ظهير أيمن... و«كوليبالي» لمساندة «الراقد» طبقا لهذه المعطيات والسلبيات التي ذكرناها فإن تجربة هاريسون آفول كظهير أيمن هي الحل الأنسب اليوم أمام المدرب خالد بن يحيى للقضاء على نقائص الجهة اليمنى وذلك في ظل غياب أبسط مواصفات الظهير العصري لدى بقية العناصر،فاللاعب الذي لا يحذق التوزيع الدقيق لا يجوز له اللعب أساسيا في خطة ظهير في فريق مثل الترجي الرياضي ، وبما أن الغاني هو العنصر الوحيد في المجموعة الذي يحسن ذلك فإن استغلاله في هذا المركز يفرض نفسه لإعطاء حلول هجومية إضافية يمكن أن يصنع بها الفريق الفارق في مقابلاته القادمة... أما في وسط الميدان وبالتحديد في جانبه الدفاعي فقد أصبح التعويل على كوليبالي إلى جانب الراقد ضرورة لا هروب منها لتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم ، ولا تعني إضافة « بيفو» ثان أن الترجي الرياضي سيلعب الدفاع أو سيتأخر إلى الوراء من ناحية الإنتشار ، بل بالعكس إذ سيكون لذلك وقع إيجابي على الناحية الهجومية من خلال حل جديد وإضافي لعملية افتكاك الكرة مما يضمن استرجاعها بسرعة والإنطلاق في البناء وتهديد مرمى المنافس... هذان التعديلان هما الأنجع اليوم في ظل ما يتوفر لخالد بن يحيى من لاعبين وفي المجموعة الحالية وقد يؤدي هذا التحوير الثنائي إلى نقلة نوعية في الآداء الجماعي ويساعد فريق باب سويقة على التدارك بسرعة وضمان انطلاقته الحقيقية في بطولة هذا الموسم.