الترجي الرياضي فريق ألقاب لا يمكنه العيش دون بطولات وكؤوس وذلك هو قدر الأندية الكبرى التي لا يرضى أنصارها بالبقاء دون ... تتويجات. وعلى هذا الأساس فإن النتائج تمر في المقام الأول قبل الآداء والمستوى وجمالية اللعب خصوصا في ظل بعض الظروف الصعبة التي تفرضها كثرة الإلتزامات... ظروف تتعلق بغياب الراحة سواء بين الموسمين خلال الصائفة أو في فصل الشتاء خلال الفترة الفاصلة بين مرحلتي الذهاب والإياب. نسق أرهق اللاعبين... وفرض برنامج عمل على دي كستال الترجيون لم يعرفوا أي نوع من الراحة منذ سنوات طويلة لأسباب مختلفة تتعلق بالتزامات العديد من لاعبيه مع المنتخب الوطني أو بالتزامات الترجي الرياضي نفسه بحكم مشاركاته القارية خاصة وكذلك الإقليمية بل إن الأمور ازدادت صعوبة في الفترة الأخيرة بحكم المقابلات المتأخرة وروزنامة البطولة مما أجبر الترجيين على خوض أكثر من لقائين في الأسبوع الواحد وهو أمر مرهق خصوصا إذا تتالى أكثر من مرة... هذه الوضعية أثرت على إمكانيات اللاعبين وبالتالي على إضافتهم وتسببت بالتالي في تراجع الآداء الجماعي للفريق بصفة آلية... الأمر لم يتوقف على اللاعبين بل وصل إلى الإطار الفني حيث منعت هذه الوضعية المدرب ميشال دي كستال من وضع العمل اللازم طبقا للنقائص والسلبيات والمؤهل إلى منح فريقه صبغة تكتيكية خاصة به... لقد أجبر السويسري منذ قدومه إلى الترجي الرياضي على إخضاع لاعبيه إلى نسق خفيف بحكم تتالي المقابلات في فترة قصيرة ولم يجد الوقت الكافي للقيام بتمارين خاصة دفاعية كانت أو هجومية لتحسين النجاعة أمام المرمى من جهة وللتخلص من بعض الهفوات الدفاعية من جهة أخرى... لقد فرض النسق المراطوني على دي كستال برنامج عمل خاص لا يسمح بتطوير مردود الفريق جماعيا ووضع طريقة لعب واضحة وخاصة بالترجي الرياضي. المارطون متواصل... بل سيتفاقم بانطلاق دور المجموعات الإفريقية هذا هو المشكل الأساسي الذي يعاني منه الترجي الرياضي والذي لم يسمح له بتطوير آدائه بل أثر عليه بشكل سلبي والأدهى من ذلك هو أن هذا الماراطون سيتواصل إلى ما بعد الصائفة القادمة لأن الترجي الرياضي وفي حالة تأهله إلى دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية سيدخل معمعة المقابلات في هذا الدور المتقدم قبل نهاية البطولة التونسية ما سيجبره على اللعب في وسط الأسبوع وتحمل مشقة السفرات الإفريقية وعدم الركون إلى أي يوم راحة بعد نهاية البطولة التونسية... إذن هذه هي النقطة التي تشغل بال الترجيين من مسؤولين وإطار فني قبل أي شيء آخر لأن عدم منح اللاعبين فترة من الراحة في الصائفة القادمة سيؤثر على مستواهم في الأدوار المتقدمة واللقاأت الصعبة في رابطة الأبطال وهو اللقب الذي يريد ويسعى أبناء باب سويقة إلى المحافظة عليه وبالتالي تمهيد كل ظروف النجاح لبلوغه وهو أمر لا تسمح به الالتزامات والروزنامة. الحل في تدعيم المجموعة بتعزيزات في المستوى ما هو الحل يا ترى؟ هذا هو السؤال الأهم... لكن قبل الإجابة على ذلك لابد من الإشارة إلى عنصر هام ميز مقابلات الترجي الرياضي في الفترة الأخيرة ويتمثل في غياب البدلاء المناسبين القادرين على تعويض بعض ركائز الفريق دون التأثير على الآداء... فدي كستال لم يجد المعوضين في نفس مستوى نجانغ في الهجوم ويوسف المساكني في صناعة الهجومات وخالد المولهي ومجدي تراوي في التغطية الدفاعية والربط بين الدفاع والهجوم وكذلك خليل شمام وسامح الدربالي في مركزي ظهيرين وخاصة وليد الهيشري وادريسا كوليبالي في محور الدفاع. لقد تبين بالكاشف ومن خلال عدة تجارب أن كل هؤلاء ليس لهم من يعوضهم في التشكيلة الأساسية وبالتالي لا يمكن للإطار الفني منحهم راحة أو إعطائهم الفرصة لاستعادة أنفاسهم ناهيك وأن الفريق يعيش ضغوطات النتائج ومطالب بالفوز في كل لقاء... إذن لا مفر من الإنتدابات وهذا هو الحل الذي يفرض نفسه في مثل هذه الوضعيات... حل يسمح بالمحافظة على نفس المستوى وربما تحسينه لم لا والتنافس الجدي على كل الألقاب التي يلعب من أجلها الفريق... وفي هذا الإطار هناك برنامج وضعته الهيئة المديرة بالتنسيق مع المدرب دي كستال سيتم بمقتضاه القيام بانتدابات في المستوى تليق بحجم الفريق وذلك في ميركاتو الصيف القادم ... ومن أهم هذه الانتدابات هناك أخبار عن مهاجم إفريقي سيعوض هاريسون آفول كأجنبي ثالث في المجموعة وعن ثنائي في الدفاع سواء في مركز ظهير أو في محور الدفاع إضافة إلى متوسط ميدان يملك النزعتين الدفاعية والهجومية على حد السواء وكذلك لاعب رواق يوفر حلا جديدا على مستوى صناعة اللعب... المهم هو أن الترجيين واعون بنقائصهم وانطلقوا في برنامجهم الرامي إلى تعزيز المجموعة وتدعيمها بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة وتعويض ركائز الفريق عند الحاجة ثم إن التزامات الأحمر والأصفر وكذلك حرصه على التتويجات وحصد النتائج الإيجابية تفرض تقوية المجموعة الحالية وتهيئة الفريق القادر على غزو الملاعب الإفريقية للسنة الثانية على التوالي والتي تؤهل الفريق للمشاركة في مونديال الأندية للموسم الثاني على التوالي .