قبل أسبوعين من الآن وقف الشارع الرياضي التونسي صفا واحدا وراء فريق النجم الساحلي ووراء جماهيره وجهة الساحل برمتهما بعد الضرر المعنوي الكبير الذي لحقها على إثر اللافتة المسيئة التي رفعتها فئة من جماهير النادي البنزرتي في المباراة التي جمعت ناديها بفريق جوهرة الساحل في حركة أدانها الجميع لما احتوته من تحريض واضح على الجهويات التي نعتقد جازمين بأن لا مكان لها في تونسنا الحبيبة.و كنا نعتقد أن جماهير النجم ستكون في مستوى الحدث وستترفع عن الرد عن هذه الحركة الهجينة التي أتتها شرذمة من أحباء ال«CAB» ولكن خاب ضننا بما أن الصورة التي أتتنا من مدارج «الشنوة» كانت قاتمة للغاية وأشد وقعا على كل من وقعت عيناه عليها. ففي المباراة التي جمعت أول أمس النجم بمستقبل قابس والتي كانت بدايتها جميلة للغاية بعد اللافتة التي رفعها ممثلون عن لجنة أحباء الفريق المحلي والتي دعت إلى نبذ الجهويات والتأكيد على التآخي بين كل التونسيين «كلنا توانسة ... كلنا إخوة ...جنوب ...شمال ...ساحل» أصرت فئة قليلة من جماهير «ليتوال» على أن تخرج عن النص وألحت إلحاحا على عزف النشاز بعد رفعها لشعارات مقيتة تدعو صراحة لتكريس نعرة الجهويات في صورة كنا نتمنى أن لا تتكرر في ملاعبنا التي تحولت وبفعل فاعل إلى « بطاحي» لاستعراض عضلات الفاعلين السياسيين وغابت عنها اللمسات الفنية للاعبين.ردة فعل جماهير النجم أو البعض منها على وجه التحديد أزعجت كل الحضور في الملعب من لاعبين ومسؤوليين وإعلاميين ولولا تدخل الأمن لنزع اللافتات لكانت الصورة أبشع وأفضع... الغريب في الأمر أن اللقطة المستفزة الواردة علينا من ملعب سوسة لم تحرك سواكن رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين أو مديره الرياضي حسين جنيح اللذين أقاما الدنيا ولم يقعداها ولهما الحق في ذلك بعد الاهانة التي تعرضت لها جهة الساحل في بنزرت ولكنهما صمتا أول أمس صمت القبور وفي صمتهما تبرير ضمني لما أتته جماهير الفريق التي أذاقت الفريق الصحفي للتلفزة الوطنية الأمرين قبل أن يسمح له بتغطية المباراة. لن نطيل الكلام في هذا المجال لأننا سئمنا أمانة الحديث فيه وكل ما نتمناه أن تنقشع عنا هذه الغمامة وأن تزول هذه المظاهر الهجينة من ملاعبنا لأن بلادنا ليست في حاجة لمن يغذي نار الفتنة بين الجهات...