يمرّ الترجي الرياضي التونسي هذا الموسم بمرحلة سيئة تراجعت خلالها نتائج الفريق بشكل رهيب فقد معها جانبا كبيرا من حظوظ المحافظة على لقب البطولة وضاعفت من حجم الضغوط المسلطة على الإطار الفني واللاعبين وخاصة المهاجمين الذين كانوا محل سخط وغضب من قبل جماهير شيخ الأندية التونسية التي اضطرت إلى وقف التمارين لتمرير رسالة واضحة لأبناء بن يحيى مفادها أن هذا الوضع لا يجب أن يستمر كثيرا ولا بد لعجلة الفريق أن تدور وبسرعة العادة.أحمد العكايشي كان من بين أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للنقد في الفترة الأخيرة وقد طالبت جماهير الفريق صراحة بإبعاده من الفريق رفقة الكاميروني يانيك نجانغ،لذلك اخترنا استضافته عبر أعمدتنا فكان الحوار التالي: كنت في الفترة الأخيرة عرضة لانتقادات كبيرة من جماهير الترجي فبماذا ترد؟ أعتقد أن من حق جماهير الترجي أن تعبر عن سخطها وغضبها فهي لم تتعود منذ سنوات طويلة على مثل هذه النتائج وعلى مثل هذا الأداء المهزوز. وشخصيا أتفهم غضبهم وقد تعودت على أن أكون كبش فداء ففي السنة الماضية طلب مني أن ألعب على الرواق الأيسر والكل يعلم أنني لا أجيد اللعب في ذلك المركز ومع ذلك لبيت طلب الإطار الفني وعرضت نفسي للسب والشتم من قبل الجماهير التي ساندتني فيما بعد بعد أن تأقلمت مع ذلك المركز وفي بداية الموسم الحالي طلب مني كذلك أن أشغل خطّة لاعب رواق أيمن وفي بعض الأحيان لاعب وسط ميدان هجومي بنزعة دفاعية فقبلت. والنتيجة كما ترون سب وشتم وغضب كبير، أتمنى أن يزول بتأقلمي مع الخطة الجديدة التي لم أتعود اللعب فيها فأنا كما تعلمون قلب هجوم كلاسيكي ونجاحاتي كلها كانت في هذا المركز.على العموم تبقى هذه من قواعد اللعبة فالجماهير يبقى لها الحق في الغضب بما أنها تغار على ناديها وما على اللاعبين سوى العمل حتى نستطيع أن نكون في مستوى ما يريده عشاق النادي.صحيح أنني تأثرت كثيرا بالحملة الأخيرة ولكنني أعمل جاهدا على أن تبقى معنوياتي مرتفعة لأن الجميع يعلم حقيقة إمكانياتي.لم أكن موفقا كثيرا هذا الموسم وأضعت العديد من الفرص ولكن كما قلت عندما تشغل مركزا غير مركزك الأصلي فهذا سيكون له تأثير كبير على مستواك ويتطلب بالتالي وقتا للتأقلم مع الخطة الجديدة. أفهم من كلامك أنك ضحية اختيارات فنية خاطئة؟ أنا كما تعلمون لاعب محترف وعلي أن أطبق ما يطلبه مني الإطار الفني،صحيح أنني كنت في أغلب الحالات كبش فداء ولكن ما باليد حيلة وكما قلت لك سابقا فالجماهير التي انتقدتني بداية الموسم الماضي عادت وتغنت باسمي بعد أن تأقلمت مع خطة الجناح الأيسر وكل ما أتمناه هو أن يتكرر نفس السيناريو هذا الموسم وأن تقف الجماهير إلى جانبي لأنني أحتاج دعمهم والفريق بأكمله يحتاج إلى دعم الجمهور في هذا الظرف الصعب.نحن من جهتنا واعون بضرورة وحتمية التدارك وأعتقد أن القادم سيكون أفضل. وهل تحادثت مع «بن يحيى» في هذا الخصوص لأنك في النهاية من يدفع الفاتورة؟ كما قلت هذا هو قانون اللعبة، أنا أبذل قصارى جهدي من أجل تطبيق ما يطلبه مني الإطار الفني والتأقلم مع الخطة الجديدة التي كانت سببا في تراجع مستواي في الفترة الماضية.لن أشتكي كثيرا وسأعمل على الإجابة على أرضية الميدان وكما قلت أعتقد أنّ الجماهير ستقف إلى جانبي لأنني سأكون في أفضل حالاتي قريبا. نعود الآن إلى الظرف الصعب الذي يمر به الفريق فهل لك أن تطلعنا عن أسباب هذا التراجع الكبير؟ أعتقد أن المجموعة الحالية تفتقد إلى كثير من الثقة في النفس فالعثرات المتتالية ساهمت في الحط من معنوياتنا لأننا كما قلت لم نتعود على مثل هذه النتائج ولكن هذا هو الواقع وعلينا نحن اللاعبون أن نتحمل مسؤولياتنا حتى نستعيد ثقة جماهيرنا الوفية التي ما كانت لتتصرف بذلك الشكل لو لم يكن مستقبل فريقها في خطر.لقد تحدثنا كثيرا فيما بيننا واتفقنا على ضرورة التدارك في المواعيد القادمة. وأول هذه المواعيد لقاء الكلاسيكو ضد النجم أليس كذلك؟ مباراة النجم مباراة صعبة شأنها شأن بقية المباريات ولعلكم لاحظتم أن كل الفرق تلعب أمام الترجي بحماسة زائدة وتعمل بكل السبل على النيل منه.للمحافظة على حظوظنا في التتويج في البطولة علينا ألّا نضيع مزيدا من النقاط ولذلك لا بد من الخروج بنقاط الفوز في مباراة الأحد على الرغم من قوة المنافس الذي يحتل كما تعلمون صدارة الترتيب.أعتقد أن الكلاسيكو فرصة مواتية للمصالحة مع جماهيرنا الوفية وعلينا ألّا نضيعها. صراحة هل مازلتم معنيون باللقب؟ كما تعلمون نحن لم نبلغ منتصف الموسم واللقب لم يحسم بعد وعليه فإننا معنيون بالتتويج كغيرنا من الفرق، صحيح أننا أضعنا نقاطا مهمة مكنت منافسينا من أخذ الأسبقية ولكن هذا لا يعني أننا سنرمي المنديل بل سنواصل العمل لتحسين نتائجنا أولا وللمنافسة بجيدة على البطولة ثانيا. في الختام هل ستواصل المسيرة مع الترجي في هذا الظرف الصعب؟ عقدي مع الترجي يتواصل إلى غاية 2016 وعليه فإنني سأكون على ذمة الفريق إلا إذا رأى مسؤولوه عكس ذلك.لقد عملت منذ التحاقي بالفريق على أن أكون في مستوى الآمال المعلقة علي ولقد اجتهدت وتحملت الكثير من أجل ذلك.لن أجد الأعذار ولن أحاول تبرير فترة الشك التي تعصف بالفريق عامة وبلاعبي خط الهجوم خاصة ولكن فقط أطلب قليلا من الصبر وكثيرا من الدعم لأن المستقبل سيكون أفضل.