ماذا يحصل لك وأنت تجالس فتاة تتّقد حيويّة ونشاطا.. تسرد لك محطّات نجاحها.. ثم تصمت.. ترنو إلى الأفق البعيد.. تبتلع ريقها في حياء.. وتهمس لك.. «أهدي نجاحي إلى أمّي رحمها الله.. لقد تزامنت وفاتها مع حصولي على الأستاذية»... وانحنيتُ نحو الأرض أستغفر الله تعالى. أحسّت بوقع الخبر على نفسي فأرادت أن تنقذ الموقف.. «سامحني سيدي الكريم.. المعذرة».. تنهّدت وواصلت الحديث.. «والدي الكريم وقف إلى جانبي وصبر معي لأحقّق ما حلمت به.. والحمد لله.. كان الحصاد على قدر البذر والعمل.. شهادة الأستاذية في التنشيط الشبابي والثقافي.. الماجستير في العلوم الثقافيّة من المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي بتونس.. شهادة تخرج من مركز «إكسلنس» للتدريب فرع «الجزائر» التّابع للفرع الأم بنيويورك وشهادة التخرّج من مركز «الجزيرة» للتدريب والتطوير في التقديم التلفزيوني.. ومازالت البركة». تألق وامتياز هُما جوهر الموضوع لأحسن بداية رسمتها ضيفتنا «أحلام رحومة» تذكرها لنا وكأنّها تتصفّح «ألبوم» صور الماضي الجميل.. «درست بالمعهد الثانوي شارع الجمهورية بقابس وفيه تحصّلت على شهادة الباكالوريا شعبة آداب دورة جوان 2000 ثم التحقت بشعبة التنشيط الشبابي والثقافي بالمعهد الأعلى للتنشيط الشبابي ببئر الباي ودرست به أربع سنوات ختمتها بالأستاذية ثم أكملت فيه دراستي لمدة ثلاث سنوات أخرى تحصّلت لقاءها على الماجستير».وخلال حديثنا الممتع عادت بنا «أحلام رحومة» إلى أجمل اللحظات في كلّيتها لما كانت رفقة أصحابها تنشط في المجال الإذاعي والثقافي من خلال تأثيث ملتقيات ثقافية وأمسيات شعريّة داخل وخارج المعهد وذلك عبر التواصل مع المراكز الثقافية والنوادي الفكريّة وعديد الكليات والمعاهد العليا. «أيام امتحانات آخر السنة كنّا نراجع مع بعضنا البعض إلى ساعة متأخرة من الليل دون أن نكلّ أو نملّ.. ونفرح جميعا عند النجاح لأنه ثمرة تعبنا وجهدنا وغربتنا.. مازلت أذكر أساتذتي الأفاضل على غرار «نجلاء بن محمّد» و«أرسلان شرف الدين» والدكتور «المنجي المبروكي» والدكتور «هشام عيسى». مسيرة دراسية ثرية بالعطاء والنشاط والإبداع أهلت ضيفتنا الكريمة لدخول معترك الحياة من أوسع أبوابها وتبصم على النجاح لأنه منها وإليها.. «أنا اليوم منشطة بدار شباب وأنشط في المجال الصّحفي.. وعضوة بالصّالون الأدبي ونادي العرب للثقافة والأدب العربي حيث أشارك في عديد الملتقيات الإبداعية في داخل تونس وخارجها». كنت أسمعها ولم أرغب في قطع كلامها لأن حديثها يكتنز معاني الطموح والأمل والحلم وهي تنظر إلى الأفق البعيد تستجدي أمانيها.. «أحلم.. نعم أحلم بخوض تجربة تلفزيّة وخاصة ما تعلق بتقديم الأخبار والبرامج الحوارية».