مسيرة طالب العلم بوابتها ليست الا شهادة الباكالوريا... وخاتمتها تتلألأ حتما بأعلى الشهائد لقاء تعب السنوات وسهر الليالي بدعم من العائلة حتى تثمر الامنيات ويكتب الطالب او الطالبة اسمه بحروف من ذهب في مدارج الكليات على نخب تجربة يجني منها القارئ اثمن المواعظ طالما من كبارنا نتعلم وخلف المتميزين نسير ونقتفي الأثر نحو الامتياز في باب أنه «من زرع حصد..ومن عمل وجد». ضيفتنا درصاف العرفاوي العيادي، استاذة تعليم عالي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس اختصاص «القانون الرياضي».. تحصلت على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب دورة 2005 من المعهد الثانوي «حمودة باشا» بمنوبة.. درست في نفس هذه الكلية واليها عادت كأحسن ما يكون بعد ان نالت شهادة «الماجستير» وتقترب اليوم من دكتورا المرحلة الثالثة. وأنت تحادث ضيفتك الكريمة تختصر حديثها في عناوين واضحة وضوح الشمس تؤشر الى ان النجاح حتما هو رهين الاجتهاد والانضباط وخاصة رفعة الأخلاق والسلوك الحسن وحب الخير للناس مثلما رباها الأب الفاضل رحمه الله.. «أبي في القلب ووفاته ذكرى لا يمكن ان أنساها ولكن تلك هي مشيئة الله تعالى.. والحمد لله اني نجحت وتألقت في دراستي الجامعية.. وهذا النجاح هدية أقدمها له كلما ترحمت عليه». وفي حديثها الممتع ذكرت لنا درصاف انها لم تكن قريبة من الحراك السياسي لأن السياسة لم تأخذها من التزامات الدروس والفروض والمحاضرات مع اغتنام اوقات الفراغ للمشاركة في انشطة الرياضة الجامعية من باب الترفيه والتوازن الفكري والذهني والتعود على المنافسة النزيهة. «السنوات تضيء بأحلى التتويجات.. الباكالوريا سنة 2005 والاستاذية سنة 2010 والماجستير سنة 2012 في انتظار دكتورا المرحلة الثالثة.. علاقتي بمكتبة الكلية جد وطيدة خاصة اني ملتزمة بالبحوث وبقراءة المراجع والمنشورات.. علاقتي بزملاء القسم والمدارج رائعة.. احترم كل اساتذتي وخاصة مؤطرتي الاستاذة منية بن تردايت وكذلك الاستاذ كمال دقيش». ولم تغفل ضيفتي الكريمة أن تذكرنا بأجواء الامتحانات لما كان الاحساس يبدأ بالخوف وينتهي بالفرحة.. أفراح النجاح لقاء العمل ولا شيء غير العمل مع ذكر وقفة الاسرة معها وخاصة الأم الكريمة. ونحن نحادث ضيفتنا ظل كلامها يتأرجح بين الامل الوضاء مع مسحة من الحزن بدت على ملامحها وكأنها تخفي سرا في داخلها.. دفعناها الى الكلام فقالت: «ايماني بالله كبير.. الطريق امامي طويل لأحقق ما أصبو اليه ولكن وفاة والدي..» صمتت وخيّم على المكان ما شابه السكون.. انتظرتها ثم شجعتها لتقول كلمة الختام فردت بصوت حنون.. «لو كان من الممكن ان اهب حياتي لأبي.. لفعلت.. ولكن حبّ الله يكبر في قلبي ويدفعني لأواصل الرسالة التي رباني عليها».