ولدت «مريم» ذات العامين والنصف بتشوّه خلقي على مستوى الجهاز التناسلي والأمعاء لم يجد له الأطباء حلاً سوى وعود بعمليات جراحية بالتنسيق مع فريق طبي أجنبي ومراجعات متكررة ومتابعة يومية كلفت والديها الكثير من المال والاهتمام ، فأنفقا ما لديهما واقترضا وأغلقت الأبواب أمامهما . تقول «حياة» والدة الطفلة: «أنجبت ابنتي في مستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة حيث سلّموها لي على أساس أنها سليمة معافاة لكن بعد يومين أو ثلاثة اكتشفت أن صحتها تسوء وأنها لا تستطيع التبول ولا التبرز فقصدت طبيبا خاصا قام بفحصها وصدم بعد اكتشافه حقيقة التشوّه الغريب حيث أرسلني فورا إلى مستشفى الأطفال بباب سعدون أين تم التعهد بها».وتضيف الأمّ «تم الاحتفاظ بابنتي مدة أسبوع حيث أجريت لها الفحوصات وصور الأشعة اللازمة وتشخيص نوعية التشوّه ثم قابلني طبيبها المباشر ليعلمني ان التشوه من الحالات النادرة التي يستحيل علاجها في تونس ودربني على طريقة للتصرف معها ومتابعة حالتها وذلك بتوفير كيس طبي بشكل يومي يساعدها بعد القيام بفتحة جراحية على مستوى البطن». وتواصل حياة سرد معاناتها من أجل ابنتها قائلة: «رغم الصدمة واليأس فقد كرست جهدي ووقتي وكل إمكاناتي المتواضعة لابنتي على أمل أن تجري عملية جراحية قريبة كما وعدني الإطار الطبي وذلك بالتنسيق مع إطار طبي أجنبي يزور تونس كل سنة لكن مر العام الأول ثم الثاني دون أن تقع برمجة عملية لابنتي وهو ما فرض علينا مراجعات متكررة وتكاليف مادية إضافية خاصة ان ثمن الكيس يبلغ 14 دينارا يوميا فضلا عن الأدوية وبقية متطلباتها ». وناشدت الأم السلط الجهوية ومصالح وزارة الصحة التدخل العاجل لمساعدتها على التحوّل بابنتها إلى فرنسا لإجراء العمليات الجراحية اللازمة المقدرة كلفتها ب45 ألف دينار خاصة أن الإطار الطبي بمستشفى باب سعدون أكد لها ان التشوه الذي تعاني منه مريم نادر وان مثل هذه العمليات لا تجرى إلا في فرنسا آملة ان تمتد لها أيادي الخير لتخرج طفلتها من اعاقتها والأسرة من أحزانها.