اتصل بنا المواطن توفيق الباني صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 01278924 صادرة بتاريخ 17 افريل 2000 وهو عامل يومي وقاطن بجبنيانة من ولاية صفاقس ... جاءنا وكله هموم يحملها من أجل فلذة كبده هدى المولودة بتاريخ 16 ديسمبر 2000. وأشار توفيق في البداية إلى أن ابنته تحمل إعاقة عضوية صنف 3 وقال انها ولدت بتشوه خلقي على مستوى كيس التبول مبينا أنها لا تستطيع التبول اراديا ممّا أدى إلى اصابتها بقصور كلوي وأصبحت تقوم بتصفية الدم بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع بين جبنيانة وصفاقس. صعقة كهربائية تؤدي بحياة أخيها وهنا سكت توفيق برهة والدمع ينهمر من عينيه قبل ان يضيف أنه يوم 31 أوت 2011 لما ذهب رفقة ابنته للقيام بأول حصة لتصفية الدم ترك ابنه ذا ال 15 ربيعا بالمنزل وان هذا الأخير لمّا اراد فتح الثلاجة لشرب كأس ماء صعقه التيار الكهربائي وتركه بلا حراك. وقال الوالد أن ذلك الخبر نزل عليه كالصاعقة وهو في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة حيث أغمي عليه ولم يدر ما سيفعل وقتها : هل سيترك ابنته المريضة في المستشفى ويعود سريعا الى المنزل بجبنيانة ليتفقد حالة ابنه ؟ ... واضاف بنفس الحرقة أنه رغم جهود الأطباء لم يتسن لهم انقاذ الطفل الذي فارق الدنيا وخلف لوعة في القلوب. زراعة الكلية اليسرى وسكت محدثنا مرة أخرى ليعود بنا الى ابنته هدى قائلا انها بقيت سنة كاملة بلا عناية طبية والمرض ينخر جسدها وواصل أنه بعد سنة من وفاة أخيها أجرى عملية جراحية للتبرع لابنته بكليته اليمنى لانقاذها من الموت وانّها أقامت في المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس لمدة شهرين على التوالي للتأكد من نجاح عملية زرع الكلية لكن أحزانه لم تنته مشيرا إلى انه بعد العملية الجراحية انطلقت مأساة أخرى حيث أصبح هو نفسه عاجزا عن العمل جراء العملية الجراحية التي قام بها وأضاف أنه بالرغم من زراعة الكلية فإن ابنته لم تعد إلى حالتها الطبيعية بالتبوّل اراديا مشيرا إلى أنه تم تثبيت كيس خارجي على مستوى جنبها لتتمكن من افراز البول في ذلك الكيس وأضاف أنه منذ تلك اللحظة أنفق كل ما يملك من اجل علاج ابنته التي تتطلب حالتها الكثير من العناية الطبية مع العديد من الأدوية التي تعتبر باهظة الثمن وتصل كلفتها سنويا الى قرابة ثمانية آلاف دينار بقطع النظر عمّا تتطلبه صحة هدى من أغذية صحية ومن مواد تعقيم في المنزل والمدرسة خوفا من تسرب أية جرثومة لها قائلا إنها تدرس هذه السنة بالسنة السابعة من التعليم الأساسي وأنها تبذل كل جهدها من أجل التفوق في الدراسة . عملية جراحية ثانية على مستوى الرجلين وصمت توفيق طويلا قبل ان يواصل حديثه قائلا إنه منذ 6 أشهر أجرت ابنته عملية جراحية على مستوى رجليها لأنها تعاني من اعاقة عضوية ممّا تسبب لها في قلة الحركة وعجزها عن المشي طبيعيا ولفت الى أن زوجته أصبحت تحمل هدى على كتفيها الى المدرسة التي تبعد 3 كيلومترات عن المنزل مضيفا ان كل أمواله نفدت وانه أصبح عاجزا عن شراء الأدوية لابنته والعناية بأولاده الأربعة ملتمسا من ذوي القلوب الرحيمة مساعدته على شراء الأدوية لابنته حتى تستطيع العيش كبقية الأطفال. وفي معرض حديثه ل«التونسية» أشار محدثنا إلى ان والده توفي منذ 3 اشهر نتيجة سقوطه من الطابق الثاني بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر وأضاف أن أباه وهو من مواليد 20 جويلية 1930 ويدعى محمد الباني شعر في أوت الماضي بآلام فتم نقله الى المستشفى الجامعي الهادي شاكر للقيام بالفحوصات الطبية اللازمة وأقام في قسم الأمراض الصدرية لمتابعة حالته الصحية في انتظار التحاليل اللازمة التي يجب القيام بها مضيفا أنه بالرغم من أن سنه يفوق الثمانين فإنه كان يتمتع بصحة جيدة وبكافة مداركه العقلية. ثم قال إنه صباح الخميس 28 أوت 2014 ذهب رفقة إخوته لزيارة أبيهم فتم أعلامهم بأنه توفي ونزل الخبر عليهم نزول الصاعقة واعلمهم الطاقم الطبي بأن أباهم توفي نتيجة سقوطه من نافذة المستشفى على الساعة الثانية من فجر الخميس 28 أوت .