شرعت أوّل أمس محكمة الجنايات بمدينة أنتويرب كبرى المدن الفلمندية في بلجيكا في محاكمة عجوز وابنتها بتهمة قتل رضيعة بخنقها وإغراقها في وعاء ماء.. وتعود أطوار هذه الجريمة البشعة والتي لها علاقة بتونس إلى تاريخ نهاية مارس 2012 بمنطقة «سانت أماند» حيث أقدمت الأم الشابة «فان فيري» البالغة من العمر 32 عاما على خنق رضيعتها من أب تونسي «فين» ذات الثلاثة اشهر ثم اغراقها في وعاء ماء. ولما تأكدت من وفاتها وضعت جثتها في كيس بلاستيكي وألقت بها في حاوية الفضلات بحضور والدتها «أدريان» البالغة من العمر 64 عاما .. وقد قامت الأم ووالدتها بالتمويه على ما اقترفتاه في حق الرضيعة المسكينة حيث أطلقتا عقيرتهما بالصياح فهبّ جيرانهما لاستطلاع الأمر فأعلمتاهم باختفاء الطفلة «فين» في ظروف غامضة وبلغ الخبر الى الشرطة البلجيكية التي فتحت تحقيقا فوريا في بلاغ الاختفاء.. ولم تمر ساعات قليلة حتى انكشف المستور حيث عثر أعوان النظافة على جثة الطفلة أثناء تفريغ حاوية الفضلات في شاحنة رفع القمامة وتم فتح تحقيق في الجريمة لتحصر الشبهة في الأم وابنتها اللتين اعترفتا بما اقترفتاه حيث اعترفت الأم الشابة بأنّها فضّلت قتل رضعيتها على قيام والدها التونسي بحرمانها منها.. وقد كشفت التحريات أن القاتلة الرئيسية تزوجت ب «الصادق» وهو مهاجر تونسي تعرفت عليه في عطلة بتونس في 2006 وفي 2011 حملت برضيعتها «فين» التي أنجبتها في ديسمبر من نفس السنة لكن العلاقة بينهما ساءت فباشرا اجراءات الطلاق. طلب الحضانة المشتركة ... ولما تاكد الاب التونسي من ولادة ابنته قام بالاجراءات القانونية اللازمة التي تخوّل له الحصول على كافة حقوق الابوة. وقد علمت الام القاتلة عبر رسالة من محام ان زوجها تقدم بطلب الحضانة المشتركة و انه يريد اصطحاب ابنتهما ثلاثة أيام في الأسبوع للعيش معه وهو أمر أكدت الأم القاتلة في التحقيق انه اربكها وجعلها تدخل دوامة من الذعر والخوف بعد ان ساورتها ظنون بأن الأب سيحرمها من ابنتها للأبد وسيقوم باختطافها إلى تونس وان ذلك دفعها للتفكير في إنقاذها بقتلها وحرمانه منها . وتتواصل طيلة هذا الأسبوع جلسات محاكمة المتهمتين اللتين تواجهان عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة القتل.