شهدت أحواز مدينة عين دراهم نهاية الأسبوع الفارط جريمة قتل فظيعة هزت كامل ولاية جندوبة تمثلت في اختطاف أب لرضيعة وخنقها حتى الموت ثم دفنها في حفرة داخل كهف بمنطقة جبلية تبعد عن محل سكنى العائلة حوالي خمسة كيلومترات ثم الإيهام بتحوله إلى مقر عمله... غير أن حنكة الوحدات الأمنية لإقليم الحرس الوطني بجندوبة وتحديدا على مستوى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبرقة توصلت بعد يوم من الجريمة وبعد ساعات قليلة من تعهدها بالبحث في ملابسات اختفاء الرضيعة من كشف النقاب عنها(الجريمة) وتحديد هوية القاتل وإيقافه والعثور على جثة الرضيعة مدفونة في كهف جبل، وقد صدمت هذه الجريمة ووقائعها أهالي ولاية جندوبة لبشاعتها وفظاعتها. وكشفت مصادرنا أن الرضيعة كانت ثمرة علاقة غير شرعية بين شاب وفتاة دون العشرين من عمرها سرعان ما أصلحا الخطأ بالزواج بقرار من المحكمة قبل الوضع، ولكن بعد أشهر قليلة من الزواج وضعت الزوجة رضيعتها، غير أن عملية الوضع لم تفرح الزوج عكس كل أب وأصبح سريع الغضب وكثير الخصام مع زوجته بعد ان شك في أبوته للرضيعة، وقد صارح زوجته في أكثر من مرة بأنه يعتقد بأنه ليس الأب البيولوجي للرضيعة وهدد بالتخلص من الطفلة. وفي يوم الواقعة غادرت الزوجة منزلها رفقة شقيقة زوجها نحو المرعى لجلب بقراتها تاركة ابنتها التي لم يتجاوز عمرها الخمسة أشهر نائمة بغرفة النوم وزوجها بالبيت على أن يغادر نحو مقر عمله. ولكن بعودتها فوجئت باختفاء رضيعتها فاسترابت من الامر وسارعت بالتوجه إلى مركز الحرس الوطني بعين دراهم والإعلام عن فقدان طفلتها في ظروف غامضة فسجل الأعوان البلاغ وقاموا بعمليات تفتيش حينية لم تثمر على أية نتيجة كما تحروا مع الأم بعد أن شكوا في إمكانية أن تكون وراء اختفاء الرضيعة. وفي اليوم الموالي أذنت السلط القضائية بجندوبة لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبرقة بمواصلة التحريات في القضية بعد المعلومات الواردة المرجحة لإمكانية مقتل الرضيعة، فقام الأعوان بتحريات مكثفة نجحوا إثرها في حصر الشبهة في الأب الذي انهار فجأة واعترف بكامل تفاصيل الجريمة. إذ ذكر أنه ربط علاقة غير شرعية بفتاة وعندما أعلمته بأنها حامل تزوجها بحكم قضائي ثم سرعان ما أنجبت له مولودة شك في أن يكون والدها البيولوجي لذلك قرر إجراء اختبار الفحص الجيني(ADN) لمعرفة إن كان فعلا الأب البيولوجي للرضيعة أو لا ولكن الأطباء أعلموه بأن مثل هذه التحاليل تستوجب بلوغ البنية شهرها السادس ليتسنى التأكد من صحة نتيجة الاختبار، ولكنه قرر فجأة قتلها فاستغل فرصة انفراده بها ولفها في غطاء صوفي وتوغل في ثنايا الغابة الجبلية حتى بلغ منطقة وادي الزان حيث خنقها بوضع يده على أنفها حتى اختنقت وماتت ثم حفر حفرة داخل كهف بجبل ودفنها فيها وغادر المكان، إلى أن ألقي القبض عليه.