الباجي: «الرسالة مستفزّة ومافيهاش حتى باسم الله الرّحمان الرحيم» ! تمّت صباح أمس داخل الحوار الوطني مناقشة الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية المؤقت إلى رئيس حزب «نداء تونس» لتشكيل الحكومة الجديدة. ولئن برز توافق كامل داخل الحوار الوطني على أن يتم تكليف الحكومة القادمة من طرف الرئيس الجديد المنتخب فإن مصادر مطلعة أكدت أن ردّ رئيس حزب حركة «نداء تونس» كان قويا للغاية ضد ما اعتبره «حركة استفزازية قام بها المرزوقي بتوجيهه تلك الرسالة في ذلك التوقيت بالذات». وبينت مصادرنا أن السبسي قال لأطراف الحوار الوطني أن تونس تحت أنظار العالم المعجب بتجربة الحوار الوطني الذي فصل بنجاح في كل المسائل الخلافية وأنه تمّ اعتبار الحوار الوطني آلية مهمة رغم أن «نداء تونس» لم يكن راضيا عن كل قراراته وأن بعضها لم يكن في صالحه لكنه قبل بها. وكشفت مصادرنا أن السبسي أستهجن الطريقة التي بعثت بها الرسالة وقال «ما فيهاش حتى باسم الله الرحمان الرحيم» وأنّها رسالة استفزازية تستهجن الحوار الوطني وتضع صاحبها خارج الحوار الوطني. وبينت مصادرنا أن الباجي قائد السبسي دعا الرباعي الراعي للحوار إلى تحمل مسؤولياته ودعا الأحزاب إلى احترام ما تم الاتفاق حوله. وأجمعت كل الأحزاب المتدخلة على ضرورة احترام محمد المنصف المرزوقي لقرارات الحوار الوطني باعتباره آلية للتوافق واستكمال ما تبقى من المسار الانتقالي. وعبرت الجبهة الشعبية عن نفس موقف «نداء تونس» وكذلك كان الشأن بالنسبة لأغلب الإحزاب في حين اقترحت حركة «النهضة» على جميع الفرقاء السياسيين وفي إطار تخفيف الأزمة السياسية بين رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي و«نداء تونس»، قيام الرباعي الراعي للحوار بوساطة بين المرزوقي والسبسي والاتصال بالطرفين لعدم تصعيد الأزمة بينهما. وأفادت مصادرنا أن «النهضة» ستدعو إلى المحافظة على سيرورة الدولة حتى لا تحصل أزمة تهدد الاستقرار في البلاد. واعتبرت «النهضة» أن الأزمة الحالية هي أزمة سياسية لكن لها خلفية قانونية وأنه مطلوب من الحوار الوطني التدخل للبحث عن مخارج وإيجاد مصالحة وتوافق بين الاحزاب والعودة لمبدإ التوافق. واقترحت «النهضة» التدخل بين المرزوقي والباجي عبر مراسلة المرزوقي لمطالبته بتأجيل القرار وتكليف لجنة قانونية لإعطاء قراءة قانونية. موقف «النهضة» الذي اعتبره الحاضرون متوازنا تم اعتماده حيث قرر الرباعي الراعي للحوار الاتصال برئيس الجمهورية لإبلاغه بمقترحات الحوار الوطني وحتى تتمّ حلحلة الوضع السياسي المعقد الذي ينذر بأزمة حقيقية في صورة عدم ايجاد الحلول لها وذلك بالحوار ولا شيء غير الحوار حسب أغلب مواقف الأحزاب المشاركة في الجلسة الأخيرة التي سجلت عدم حضور «التكتل».