أكّدت أمس ليلى بحريّة رئيسة «تنسيقيّة شاهد» في تقديمها لتقرير حول الدورة الأولى للإنتخابات الرئاسيّة أنّ الخروقات والتجاوزات التي تمّت معاينتها في الإنتخابات الاخيرة فاقت بكثير ما تمّ تسجيله في «التشريعيّة» مرجعة السبب إلى ضعف الإدارة الانتخابية في التصدّي للخروقات بصفة فورية بعد تعذّر التواصل معها موضّحة أنّ ما وقع من تجاوزات لم يشكّل مفاجأة نظرا لإتسام الحملة الانتخابية الرئاسية بدرجة كبيرة من العنف والتشنج على مستوى الخطاب وخروج بعض وسائل الاعلام عن واجب الحياد تجاه كل المترشحين على حدّ تعبيرها. ودعت بحريّة الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات إلى أن تكون على درجة من اليقظة تجاه الخطابات السياسيّة للمترشّحين مندّدة بالتضييق الممنهج على أعضاء تنسيقيّة شاهد مبيّنة أنّ حجم المسؤولية المحمولة على عاتقها والضغوط المسلطة عليها سواء من السياسيين أو الإعلام أو المجتمع المدني مقابل ضغط الوقت لا يبرّر الكم الهائل من التجاوزات الخطيرة وعدم التدخل بصفة فورية لوقفها وتحرير محاضر في شأنها مؤكّدة أنّ الإجراء الوحيد الذي لم يسجّل في شأنه تجاوز هو فتح المكاتب أمام الناخبين ملاحظة أن ذلك تم في الوقت المحدد مع توفر المواد الانتخابية وحضور رؤساء وأعضاء المكاتب خلافا لبعض الاخلالات المسجلة في الانتخابات التشريعية. وأوضحت بحريّة إستنادا إلى ما تمّ رصده في التقرير أنه في إطار أهمّ التجاوزات التي تمّ تسجيلها يمكن ذكر عدم التزام بعض رؤساء مكاتب الاقتراع بواجب الحياد رغم ما اتخذته الهيئة من إجراءات عقب نتائج التشريعية مشيرة الى أن بعضهم كان يقوم على مرأى الجميع بتوجيه الناخبين نحو مترشح معين مؤكّدة أنّ رئيسة أحد المكاتب في الدائرة الإنتخابية بالقيروان وضعت ملصقة فوق مكتبها عليها اسم أحد المترشحين في حين تغاضى رئيس مركز العهد الجديد بالزّارات (قابس) عن تواجد أشخاص بدون صفة قانونية ولا يحملون بطاقات اعتماد من الهيئة وقاموا بتوجيه الناخبين لصالح مترشح معيّن مشيرة الى أنه عند احتجاج ملاحظة التنسيقية تم الاعتداء عليها مضيفة أنّ أحد ممثلي الهيئة الفرعية بحمام الشط كان يوجه الناخبين للتصويت لمرشح معين وأن رئيسة مكتب الاقتراع بمدرسة حشاد بأريانة كانت توجه الناخبين لمترشح بعينه. وأضافت بحريّة انّ رصد التجاوزات الخطيرة داخل مكاتب الإقتراع التي لم تحترم الصمت الإنتخابي أدّى إلى الإعتداء على ممثلي التنسيقيّة مشيرة الى أنه تمّ الاعتداء على ملاحظ بمركز شط مريم بالدائرة الانتخابية بسوسة لأنه قام بتصوير عدد من التجاوزات وتهديد أحد الملاحظين (الوردية) بالاغتيال إن لم يغادر وذلك من قبل ممثلي أحد المترشحين وأنه تم منع أحد الملاحظين في منزل بوزيان (سيدي بوزيد) من مراقبة الخلوة قبل بدء عملية الاقتراع إضافة إلى منع الملاحظين من التواجد بساحة بعض مراكز الاقتراع أين تقع الخروقات والتجاوزات في صفوف الناخبين موضّحة أنّ التضييق لم يقع على ملاحظي التنسيقية فحسب وأنه تعداه إلى ممثلي بعض المترشحين مثل ما تم رصده بمدرسة حشاد بأريانة أين طرد ممثل أحد المترشحين بالاستعانة بالقوة العامة لاحتجاجه على خروج رئيس المكتب عن واجب الحياد. من جهة اخرى كشف التقرير أنّ نسب التجاوزات المرصودة تتراوح بين 45 بالمائة (أنشطة دعائية انتخابية داخل وخارج مراكز ومكاتب الاقتراع) و10 % (محاولة شراء أصوات) و8 بالمائة (تخويف ومضايقة الناخبين) و8 بالمائة (عنف داخل مراكز الاقتراع). ليلى بن إبراهيم