إعداد: باسم السندي عرفت جبال ولاية الكاف خلال الليلة الفاصلة بين الاحد والاثنين عدة تحركات ارهابية نوعية تمثلت اساسا في اختطاف وقتل عون حرس وطني والسطو على كميات هامة من المواد الغذائية المتنوعة. ومثلت حادثة الاختطاف سابقة في تونس منذ انطلاق الحرب المفتوحة على الارهاب مما يوحي بحدوث تغيير نوعي في طبيعة العمليات الارهابية التي تنفذها فلول الارهاب المنتشرة بجبال المنطقة.. اختطاف عون حرس وطني قامت ليلة أول أمس مجموعة من العناصر الارهابية باختطاف عون حرس وطني كان في طريقه من مدينة الكاف في اتجاه مدينة الطويرف. وتتمثل صورة الواقعة في تعمد عشرة عناصر ارهابية (وفق ما أفاد به مرافق عون الامن الذي تم اختطافه) نصب كمين على شاكلة دورية أمنية. وصادف تواجد العناصر الارهابية على طريق مرور عون الحرس الوطني مصحوبا بشقيقه على متن سيارة مدنية. وبعدما تفطن الارهابيون الى صفته كعون امن قاموا بإنزاله عنوة من السيارة وطلبوا من شقيقه مغادرة المكان بينما اخذوا «الرهينة» وتوجهوا نحو الغابة المجاورة بينما اتصل شقيقه بأفراد عائلته وبالأمن لإعلامهم بتفاصيل واقعة الاختطاف.. ورغم المجهودات الامنية والعسكرية التي انطلقت سريعا للبحث عن الجناة وتحرير الرهينة فإن الظلام الدامس وصعوبة التضاريس حالت دون تحقيق النتائج المرجوة. العثور على عون الحرس مقتولا فجر يوم أمس وبالتزامن مع تواصل عمليات التمشيط في غابات «الحزيم» وجبل «للة عيشة» و«كسار القلال» عثرت وحدات الحرس والجيش الوطنيين على عون الحرس الوطني المخطوف مقتولا وملقى في مكان ليس بالبعيد عن موضع الاختطاف. والشهيد هو وكيل بالحرس الوطني يدعى حسن السلطاني يقطن بمدينة الطويرف ويعمل بالفوج الجهوي لوحدات التدخل التابعة لاقليم الحرس الوطني بالكاف. عمليات أمنية وعسكرية مختلفة بجبال ورغة مباشرة بعد حادثة الاختطاف انتشرت تشكيلات عسكرية وامنية مختلفة على طول الطريق الممتدة بين الطويرف والكاف. كما تنقلت فرق خاصة الى الاماكن المشبوهة في اعماق الجبال بحثا عن مخابئ الارهابيين. يذكر ان الوحدات الامنية بالكاف تمكنت مؤخرا من ايقاف عدد هام من مموني ومموّلي العناصر الارهابية الامر الذي دفع بالإرهابيين للخروج من جحورهم والاعتماد على انفسهم لتدبير قوتهم... في حمام ملاق: عناصر ارهابية تسطو على كميات هامة من المواد الغذائية توجهت ليلة اول امس مجموعة من العناصر الارهابية الى قرية حمام ملاق من معتمدية الكاف الشرقية حيث داهمت أحد الدكاكين المجاورة للحمام الاستشفائي المعرف بالجهة اين تزودت بكميات كبيرة من المواد الغذائية قالت عنها صاحبة المحل ان قيمتها تتجاوز الخمس مائة دينار بينما لم يدفع لها الارهابيون سواء مائة وخمسة دنانير. وبعدما اخذ الارهابيون ما يلزمهم من اغراض ومؤونة وسلع مختلفة ، وضعوا غنيمتهم في شاحنة سوداء رباعية الدفع ركبوها واتبعوا مسلكا فلاحيا وعرا في اتجاه سلسلة جبال «ورغة». ارهابيون تونسيون وجزائريون ضمن المجموعة ذكرت صاحبة المحل الذي تزود منه الارهابيون بالمؤونة تحت تهديد السلاح ان عدد العناصر الارهابية في حدود 16 فردا من بينهم تونسيون وجزائريون، كلهم يلبسون لباسا عسكريا ويحملون أسلحة. وذكرت محدثنا ان الارهابيين التونسيين غطوا وجوههم بينما ظهرت بقية العناصر بوجوه مكشوفة. وأكدت المواطنة ل«التونسية» ان الارهابيين استماتوا في المطالبة بمادة «الدقيق» لكنها اخبرتهم بأنّها لا تملك سواء كمية قليلة من «الكسكسي» فأخذوها. وأضافت السيدة ان الارهابيين كادوا ان يطلقوا النار على اميرهم بعدما ذهب بنفسه لمراقبة الطريق ثم العودة الى الدكان، حيث ذكرت في هذا الاطار ان بعض العناصر استعدت لتطلق النار في اتجاهه لكن احدهم صرخ «لا تطلق النار هذا الامير». وقبل ان يغادروا المكان، قام الارهابيون بفصل شرائح الهواتف الجوالة من اماكنها وأعادوا الى كل من حضر من الاهالي هاتفه مبررين ذلك بتخوفهم من ان يقوم المواطنون هناك بإبلاغ الامن سريعا فيلحقوا بهم. وذكر حراس احد المشاريع السياحية كان متواجدا هناك زمن الحادثة ان العناصر الارهابية نتشرت في المناطق المرتفعة بالقرية وتوزعوا على مجموعات صغيرة كانت تؤمن الحماية للعناصر التي تعبئ المواد الغذائية والاستهلاكية المختلفة من الدكان في الصندوق الخلفي للسيارة .. استنكار شديد للحادثة عبر عدد من أهالي ولاية الكاف ومن بينهم عدد من الناشطين في الحقل المدني من جمعيات ومنظمات ل«التونسية» عن استنكارهم للعملية الإرهابية التي استهدفت واحدا من ابناء تونس ومن ابناء الحرس الوطني.. وأكد المستجوبون ان أهالي ولاية الكاف صف واحد الى جانب قواتنا المسلحة في حربها على ما تبقى من فلول الغدر والارهاب...