محمد بوغلاب صادق أوّل أمس مجلس الأمن الدولي على تعيين وزير الشؤون الخارجية الدكتور المنجي الحامدي في منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا خاصّا للأمين العام ورئيسا لبعثة الأمم المتحدّة في مالي وذلك باقتراح من الأمين العام للأمم المتحدّة السيّد بان كي مون. وقد بادر رئيس الحكومة مهدي جمعة بتهنئة الدكتور الحامدي كما أصدرت رئاسة الحكومة بلاغا أوردت فيه أن مصادقة مجلس الأمن الدولي على هذا التعيين يعد تتويجا للديبلوماسية التونسيّة ولمسيرة السيّد المنجي الحامدي في مهمّة سيسعى من خلالها إلى العمل على استتباب السلم والأمن في منطقة تعدّ من دول الجوار والمؤثرة في الوضع الداخلي التونسي. من جانبه اتصل رئيس الجمهورية للمنصف المرزوقي بالدكتور الحامدي الموجود حاليا في جينيف وهنأه على تعيينه في هذا المنصب الأممي الرفيع . ومعلوم أنه في تقاليد الأممالمتحدة يقوم الأمين العام بإقتراح التعيين لدى مجلس الأمن وينتظر لمدة 48ساعة ليتم تأكيد التعيين أو يتم التراجع عنه ، وقد حظي الحامدي بثقة مجلس الأمن الذي زكى مرشح الأمين العام بان كي مون. وفي تصريح خاص ب«التونسية» من جينيف، قال وزير الخارجية المنجي الحامدي «هذا التعيين الذي تشرفت به هو تقدير لتونس الجديدة التي يبني أبناؤها مسارها الديمقراطي منذ ثلاث سنوات، وأنا فخور بأني ساهمت في وضع لبنة في هذا البناء من خلال مهامي كوزير للخارجية والحمد لله أن حكومة السيد مهدي جمعة بتظافر الجهود الخيّرة تمكنت من إعادة تونس إلى تموقعها في الخارطة الدولية بفضل ديبلوماسية هادئة ومتزنة، ولا يمكنني في هذه اللحظة سوى توجيه التحية لكل أبناء وزارة الخارجية الذين عملت معهم كأخ وصديق من أجل إعلاء كلمة تونس وتمثيلها أفضل تمثيل في المحافل الدولية». وردا على سؤالنا «هل إنتهت علاقته بتونس بتعيينه في منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة» قال الحامدي «أنا إبن تونس وسأظل معترفا بالجميل وأنا على إستعداد لخدمة بلادي متى إحتاجتني ولكن من حق الحزب الفائز في إنتخابات 26 أكتوبر أن يشكل حكومته وفق رؤيته». يذكر أن المنجي الحامدي أصيل سيدي بوزيد ويُعد من «أبناء» المنتظم الأممي إذ قضى 26 عاما في خطط متنوعة، ويمثّل تعيينه في خطة نائب للأمين العام سابقة في تاريخ الديبلوماسية التونسية التي عرفت الراحل الهادي العنابي في خطة مساعد الأمين العام ورئيس بعثة الأممالمتحدة في هايتي حيث لقي حتفه في زلزال في 12جانفي 2010 . وتعد بعثة الأممالمتحدة في مالي قرابة 15 ألف عنصر جلّهم من الأمن والجيش من بينهم 150 تونسيا، وسيواجه المنجي الحامدي تحديات كبرى لتحقيق السلام في شمال مالي الذي يشهد توترا مزمنا بين «جبهة تحرير أزواد» والسلطة المركزية فضلا عن تغول الحركات الدينية المتشددة .