لليوم الثالث على التوالي تتواصل عملية التصويت في الدوائر الانتخابية بالخارج. وقد سجلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال اليوم الأول أعلى نسبة مشاركة في الدول العربية وبقية دول العالم تلتها فرنسا 1 ثم فرنسا 2 وألمانيا ودول الأمريكيتين وبقية الدول الأوروبية في ما حلت دائرة إيطاليا في المرتبة الأخيرة. «التونسية» رصدت أجواء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في بعض الدوائر بالخارج حيث أجمع الناخبون والمشرفون على المراكز على أن الأمور التنظيمية كانت جيدة وأنه تم تلافي كل النقائص التي سجلت في الانتخابات التشريعية وفي الدور الأول من الانتخابات الرئاسية كما أكد الناخبون الذين رصدت «التونسية» انطباعاتهم أن الاقبال على التصويت كان محتشما في اليوم الأول وأخذ منحى تصاعديا نهاية الأسبوع خاصة في الدوائر الأوروبية. وأكد فتحي شويخ رئيس مكتب الإقتراع بمنطقة «راينز» بدائرة فرنسا 1 أن عملية التنظيم تسير على أحسن وجه مشيرا إلى أن إقبال الناخبين كان محتشما يوم الجمعة وأنه شهد منحى تصاعديا مع عطلة نهاية الأسبوع واعتبر شويخ أن هذا الأمر عادي لانشغال التونسيين يوم الجمعة وبُعد مكاتب الإقتراع عن مقرّات إقاماتهم في أغلب الأحيان. وأشار رئيس مكتب اقتراع «راينز» إلى أنه جرت العادة في انتخابات التشريعية والدور الأول من الرئاسية أن يتنقل التونسيون وخاصة منهم القاطنين بعيدا عن مراكز الانتخابات بشكل جماعي أو عائلات بأكملها لأداء الواجب الإنتخابي وذلك خاصة يومي السبت والأحد. شبكات التواصل الاجتماعي للتشجيع على الانتخاب في السياق ذاته قال فتحي شويخ أن شبكات التواصل الإجتماعي ومنظمات المجتمع المدني لعبت دورا كبيرا في حث التونسيين بالخارج على الإقبال على مكاتب الإقتراع والمشاركة حتى بورقة بيضاء. وأكد شويخ أن الطلبة التونسيين في فرنسا ساهموا بشكل كبير في هذه العملية لافتا إلى أن إقبال الشباب ممن كانت أعمارهم بين 20 و30 سنة كان محترما مقارنة ببقية الدورات وأعرب رئيس مركز «راينز» عن ارتياحه للإقبال الذي قال انه ينم عن وعي الشباب بقيمة الواجب الإنتخابي والمشاركة في الحياة السياسية بالبلاد خاصة أن العديد من الطلبة كوّنوا صفحات خاصة على «الفايس بوك» لمتابعة سير العملية الانتخابية أول بأول. وقال فتحي شويخ إنه تأثر جدا لإمرأة مسنّة جاءت للإنتخاب وقالت أنها أدلت بصوتها للمرة الأولى في حياتها وقد تكون الأخيرة (على حد قولها) وأنها أصرت على أن تشارك في إختيار رئيس البلاد للمرحلة القادمة. المجتمع المدني حاضر بكثافة من جانبه قال أيمن بوهلال طالب مرحلة ثالثة بجامعة «السوربون» أن الانتخابات في دائرة فرنسا 1 تسير في أجواء طيبة مستحسنا العمل الذي تقوم به منظمتي «عتيد» و«مراقبون» في مراقبة الإخلالات كما سجل بوهلال حضورا مكثفا لمنظمات المجتمع المدني التي تسهر على تأمين ومراقبة العملية الإنتخابية معتبرا المجتمع المدني صمام أمان. وتوقع أيمن أن تكون المشاركة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في دائرتي فرنسا 1 و2 أكبر من الدور الأول نظرا للحشد الكبير الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني ووعي فئات هامة من الشباب ولا سيما الطلبة بأهمية الإقبال على صناديق الإقتراع مشيرا إلى أن الطلبة التونسيينبباريس على إختلاف ألوانهم السياسية يواكبون عن كثب انتخابات الدور الثاني للرئاسية متوقعا أن يواصلوا المتابعة إلى حين انتهاء عملية الفرز والإعلان عن النتائج النهائية. لسنا جالية... نحن مواطنون الشاب أحمد نويصر أتفق أيضا مع أيمن بوهلال على أن وتيرة الإقبال كانت محتشمة يوم الجمعة وشهدت ارتفاعا مع نهاية الأسبوع مشيرا إلى أن منظمات المجتمع المدني في فرنسا تصدت لمنع المراقبين من القيام بمهمتهم في مراكز الإقتراع مشيرا إلى أن علاقة الهيئة العليا للإنتخابات بفرنسا متوترة بعض الشيء مع منظمات المجتمع المدني في باريس بسبب اختلاف الرؤى في طريقة العمل واستنكر أحمد استعمال كلمة الجالية معتبرا إياها استنقاصا من قيمة التونسيين المقيمين بالخارج مشيرا إلى أن التونسيين في الدول الأجنبية مكتملي المواطنة وليسوا حالات اجتماعية منعزلة. أدّينا واجبنا تجاه الوطن في مكتب الاقتراع لمدينة «ليون» التابع لدائرة فرنسا 2 أدت هيام بن يونس واجبها الإنتخابي في اليوم الأول معتبرة أن المشاركة في الانتخابات واجب تجاه الوطن يجب ألاّ يغفل عنه أي تونسي مقيم خارج الحدود وأكدت هيام أن الأجواء التي تسير فيها عملية الإقتراع طيبة رغم تواضع الإقبال خلال اليوم الأول مستحسنة طريقة العمل وتدارك الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لبعض النقائص التي تم تسجيلها في الانتخابات التشريعية. واعتبرت هيام أن إنجاح الانتخابات الرئاسية هي أول ثمار التحول الديمقراطي في تونس وأن نتائج ذلك ستنعكس على التونسيين في الداخل والخارج إضافة إلى الصورة المشرقة التي سيعطيها لتونس خاصة أن أنظار العالم تتجه نحو بلادنا. نشطاء المجتمع المدني في دور المراقبين أيمن الريحاني مدوّن وناشط على شبكات التواصل الاجتماعي مقيم بالعاصمة القطريةالدوحة قال إن الأمور التنظيمية في مركز الإقتراع الوحيد بالدوحة كانت على أحسن ما يرام مشيرا إلى ضعف الإقبال في اليوم الأول من عملية الإقتراع وتوقع أيمن أن ترتفع وتيرة الإقبال اليوم نظرا لما لاحظه لدى الجالية التونسية المقيمة في قطر من إهتمام كبير بالخطوة الأخيرة من المسار الديمقراطي. وقال أيمن إن شبكات التواصل الإجتماعي لعبت دورا كبيرا في التشجيع على الإقبال على التصويت متوقعا نسبة أكبر من الدور الأول على الأقل في الدوحة الذي يبلغ عدد المسجلين فيه 4975 ناخبا . وأكد أيمن أنه كمدوّن وكناشط في المجتمع المدني يعمل على مراقبة الإخلالات والتجاوزات وتوثيقها سواء عبر «الفيديو» أو الصور ونشرها على الصفحة الخاصة التي يديرها كمساهمة منه في ضمان شفافية ونزاهة الإنتخابات الرئاسية مشيرا إلى أنه سيواصل رصد التجاوزات وتوثيقها إلى حين انتهاء عملية الفرز.