بعد صدور بطاقة جلب ضدها: سنية الدهماني تحتمي بدار المحامي    عاجل/ الهجرة غير النظامية الوافدة على تونس: محور جلسة عمل وزارية    وزير الخارجية في زيارة رسمية إلى العراق    عاجل/ الأمم المتحدة: 143 دولة توافق على عضوية فلسطين    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    طقس الليلة    باكالوريا 2024: ترتيب الشعب حسب عدد المترشحين    قوافل قفصة تفوز على مستقبل سليمان...ترتيب مرحلة تفادي النزول للبطولة الوطنية    بالصور/بمشاركة "Kia"و"ubci": تفاصيل النسخة الثامنة عشر لدورة تونس المفتوحة للتنس..    نحو تنظيم مهرجان عالمي للكسكسي بهذه الولاية    قريبا ..مياه صفاقس المحلاة ستصل الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى    عاجل/ الإحتلال يوسّع عملياته في رفح    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    سيدي بوزيد: 15 مدرسة ابتدائية تشارك في الملتقى الجهوي للسينما والصورة والتّربية التشكيلية    تونس ضيف شرف مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بمصر    وزارة الشباب تفتح تحقيقا في واقعة حجب علم تونس بمسبح رادس    ماء الصوناد صالح للشرب لكن التونسي تعود على شرب المياه المعلبة... مدير عام الصوناد يوضح    عقوبات سجنية و خطايا مالية : أبرز ما جاء في التنقيحات المقترحة في القانون المتعلق بالأجانب بالبلاد التونسية    البنك المركزي التركي يتوقع بلوغ التضخم نسبة %76    القطاع الغابي في تونس: القيمة الاقتصادية وبيانات الحرائق    السلاطة المشوية وأمّك حورية ضمن أفضل السلطات حول العالم    الكاف: عروض مسرحية متنوعة وقرابة 600 مشاركا في الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    جندوبة: حريقان والحماية المدنية تمنع الكارثة    رادس: إيقاف شخصين يروجان المخدرات بالوسط المدرسي    اليوم: فتح باب التسجيل عن بعد بالسنة الأولى من التعليم الأساسي    بقيمة 7 ملايين دينار: شركة النقل بصفاقس تتسلم 10 حافلات جديدة    بلطة بوعوان: العثور على طفل ال 17 سنة مشنوقا    عاجل/ غلاء أسعار الأضاحي: مفتي الجمهورية يحسمها    وزير التشغيل والتكوين المهني: الوزارة بصدد إعداد مشروع يهدف إلى التصدي للمكاتب العشوائية للتوظيف بالخارج    كأس تونس: تغيير موعد مواجهة مباراة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    بطولة روما للتنس: أنس جابر تستهل اليوم المشوار بمواجهة المصنفة 58 عالميا    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    عاجل/حادثة اعتداء أم على طفليها وإحالتهما على الانعاش: معطيات جديدة وصادمة..    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    61 حالة وفاة بسبب الحرارة الشديدة في تايلاند    دائرة الاتهام ترفض الإفراج عن محمد بوغلاب    بسبب خلاف مع زوجته.. فرنسي يصيب شرطيين بجروح خطيرة    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    الكشف عن توقيت مباراة أنس جابر و صوفيا كينين…برنامج النّقل التلفزي    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    مدنين.. مشاريع لانتاج الطاقة    بلاغ هام للنادي الافريقي..#خبر_عاجل    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    ممثلة الافلام الاباحية ستورمي دانيلز تتحدث عن علاقتها بترامب    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    بنزرت.. الاحتفاظ بثلاثة اشخاص وإحالة طفلين بتهمة التدليس    نبات الخزامى فوائده وأضراره    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحبيب اللوز ل «التونسية» :التّقارب بين «النهضة» و«النداء» خطر على تونس
نشر في التونسية يوم 24 - 12 - 2014


لهذه الأسباب رفع الشعب «ديقاج» في وجهنا
خطأ «النهضة» أنّها لم تقطع مع دولة الفساد بالسرعة المطلوب
هذا سرّ التزامنا الحياد في «الرئاسية»
تحييد المساجد مرفوض
حاورته:رحمة الشارني
لقاؤنا بالحبيب اللوز القيادي في حركة «النهضة» برمج بسرعة سيارة اسعاف ... ضبط الموعد في ضاحية قريبة من العاصمة حيث وجدت بعضهم في انتظاري... ركبت الى جوارهم صحبة زميلي «المصور» حتى بلغنا حيث اختار الحبيب اللوز ان يكون مسرح الحوار ...
عرف عن الرجل صلابته وشدّته وقساوته في الدفاع عن نظرته لما يجب ان تكون عليه سياسة «النهضة» بل لعله من نقاط الضعف الكبيرة التي جنت على الحركة بسبب تدخلاته المتشنّجة في «التأسيسي» واعتبار أنّ أطروحاته النظرية لم تعد تجد من يصفق لها حتى من اخوانه في المعاناة سابقا... أطلّ برأسه فجأة بعد إعلان حمادي الجبالي انسلاخه عن الحركة وهو الذي اختفى بعد هزيمة «التشريعية». عن سرّ هذه العودة الصاخبة في شهر العسل بين «النهضة» و«النداء» جمعنا هذا اللقاء الذي استقبلنا فيه سي الحبيب بحفاوة مؤكدا على ثقته في نزاهتنا عند نقل الحوار.
كيف تفضّل أن يقع تقديمك لمن لا يعرفك ؟
اعتبر نفسي قياديا معتدلا في حركة «النهضة» رغم أن هناك آلة تسعى الى تشويه صورتي وتقديمي في شكل غير صحيح خاصة اثناء حكم «الترويكا» حين كانت هناك وجهات نظر عديدة وكنت اعبر عن رأيي الذي له خصوصية معينة وينزع الى فكرة الحرص على تحقيق اهداف الثورة والقطع مع الفساد والاستبداد بكل حرية. لكن مثل ذلك الخطاب اقلق أطرافا معينة بعضها سياسي وبعضها من مكونات «الدولة العميقة» التي اعتبرتني عقبة في الطريق، فسعت الى تحطيم هذه العقبة من خلال تقديم صورة مغشوشة وغير صحيحة عن الفكر الذي أتبناه.
ما هو هذا الفكر ؟
قد يُفاجأ البعض.. باعتبار التعتيم الذي حصل على أفكاري واستبدالها بأفكار أخرى متطرفة لأنني أدعو إلى فكرة اسلامية معتدلة تؤمن بالحداثة ومعايشة الواقع وتؤمن ايضا باعادة بناء الواقع وفق هذه الفكرة الاسلامية. بمعنى، أنّي عندما اطرح رؤية، لا يجب ان اطرحها منعزلة عن أصولها الشرعية الإسلامية.
لو تقدم لنا مثالا عن ذلك؟
عندما اتحدث مثلا عن حرية المرأة، البعض يقدم هذه الفكرة معزولة عن المرجعية الاسلامية بينما انا أنزع إلى تقديم المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية من خلال دمجها بأصولنا الإسلامية خاصة عندما عيّنت وزيرة في عهد عمر ابن الخطاب وأتحدث عن الإسلام الذي أكرم المرأة.
وعندما اتحدث عن الدولة المدنية يجب ان اتحدث عن الدولة المدنية التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. بمعنى ان النبي وضع عقدا سياسيا كالدستور يقوم على المساواة بين مكونات مجتمع المدينة من مسلمين و نصارى ويهود ومنحهم حق المواطنة. بالتالي أود أن أقول ان هذه القيم الحداثية للمواطنة والحرية والمدنية والديمقراطية هي قيم أصولها إسلامية.
فالسلطة أوكلها الله للأمة, والامة تمنحها لمن تشاء وتنزعها ممّن تشاء وذلك عبر الانتخاب أو العزل وأنا أود أن ابلّغ مفاهيم الإسلام الحقيقية التي عتّمت وشوّهت عبر التاريخ وبذلك احرص على أن يستند خطابي دائما الى هذه المرجعية الحداثية والمجتمعية والتي تقر بالقيم الانسانية، بالتالي لا شيء يجعلني استحي من المرجعية الاسلامية .
وهذا الطرح لا يتماشى مع جماعة «الدولة العميقة» والقوى المضادة التي تعتبره المشكل الأساسي ليشنوا حملات تشويهية على شخصي وشخص الصادق شورو وغيره.
القوى المضادة التي تشوه صورتكم تنتمي الى أي طرف سياسي ؟
انا خطابي دائما يميل الى الصراحة والوضوح وهذا كلفني الكثير... وأقول إنّ مكونات النظام السابق من التجمع والدساترة ويسار التجمع وأصحاب المصالح في النظام القديم ما قبل الثورة والمتخوفون من حماسنا للقضاء على الفساد والاستبداد، هم القوى المضادة التي تشوه صورتنا.
لكن بعض وجوه النظام السابق والدساترة واليسار موجودون في المشهد السياسي الحالي؟
نعم الآن هم مكون من مكونات الساحة السياسية لكن كان هناك خيار آخر أمام التونسيين وهو القطع مع رموز المنظومة القديمة وتحييدهم لفترة ما حتى تستطيع الديمقراطية ان تقف على قدميها ليحصل التوازن داخل المجتمع من خلال التكافؤ في الفرص والإمكانيات، لانهم كانوا يمتلكون الإعلام والإدارة والنفاذ الى كل مؤسسات الدولة والمجتمع والقدرة على الهيمنة من خلال الدعاية والاعلام الموجه ومن خلال امتلاك الادوات أو ربما من خلال التزييف وهناك مقادير من هذا القبيل حتى في الانتخابات الفارطة.
ترى ان الانتخابات التشريعة زيّفت؟
نوعا ما فيها تزييف، لكن بأحجام معينة.. وأقول انه كان من الاولى إرساء الديمقراطية بتونس لمدة 5 سنوات، تحدث فيها التوازنات داخل مكونات الدولة حتى اذا حصلت بعد ذلك التنافسات السياسية تكون قائمة على موازنات حقيقية. بينما الآن استطاعت «الدولة القديمة» والعميقة ان تحتكر مؤسسات الدولة والاعلام والقضاء والادارة بحيث حرمت تونس من ديمقراطية حقيقية فيها تكافؤ فرص بين الحساسيات السياسية ولو حصّنَا الثورة لمدة 5سنوات لكانت هنالك في الدورة الانتخابية القادمة توازنات سياسية حقيقية وفيها الرأي والرأي المخالف.
هل أربك فوز «نداء تونس» في «التشريعية» «النهضة» وجعلها تتهم الطرف المقابل بالتزوير؟
بل إنّ ما وقع هو العكس .. «النهضة» رحّبت وهنأت الناجح كما أنها لم تقدم الطعون التي تشكك في الانتخابات برمتها لأن مردودية الطعون لم تكن لتؤثر على النتائج .
هل ترى ان الدّفع للتقارب بين «النهضة «و»النداء» خطر على وحدة الحركة؟
انا اعتبر أن التقارب بين «النهضة» و«النداء» ليس خطرًا على «النهضة» فقط وانما خطر على تونس
كيف ذلك؟
أرى أنه لا معنى للديمقراطية اذا لم يكن هناك تجاذب ايجابي مهذّب وبطريقة حضارية بين سلطة ومعارضة, «النداء» فاز في الانتخابات وبالتالي سيكون في موقع السلطة الاول في حين أن تونس في حاجة الى القطب الثاني وفي الموقع الطبيعي لكل الديمقراطيات وهو المعارضة، لأننا نحتاج إلى إرساء تجربة ديمقراطية لا تعتم فيها الصورة ولا يلحق القطب الثاني بالقطب الاول. لأنّي اعتبر ان في هذا التحالف خطر على الديمقراطية, ومن يقول ان هذه التجربة لا تحتمل التنافس، أجيبه بأنها أقاويل الأنظمة الطاغوتية. فالشعب التونسي له من النضج والوعي ما يكفي لتحمّل التجربة المقبلة وحين تغيب المعارضة الجدية من المشهد السياسي سيكون هناك خلل وستتضخم السلطة ويتقلص حضور المعارضة وهذه فتنة في التجربة الديمقراطية وفتنة في حق الشعب.
ما المطلوب من حركة «النهضة» لتنجح التجربة الديمقراطية في الوضع الراهن حسب رأيك؟
المطلوب من حركة «النهضة» حتّى تنجح التجربة الديمقراطية أمرَان، الأول بأن تكون في المعارضة ,والثاني بأن تجعلها معارضة مهذبة ومسؤولة في سياق تعايش وطني يشمل كل مكونات الساحة السياسية لأنني ضد ان تمرّ البلاد بتجاذبات حادة وبصراعات مريرة وبتناحر بين سلطة ومعارضة وهذا ليس مفيدا، لأننا لسنا في حالة ثورة ولن نثور على «النداء» لكننا سنعارضه وهذه المعارضة لا تكون الا بمواقف ومبادئ واضحة, ولن نضع لهم «العصا في العجلة »مثلما فعلوا لنا عندما كنّا في الحكم ومثلما فعلت «الجبهة الشعبية» مع «الترويكا».
لابد ان نكون معارضين نوضح الرأي و نتحد مع جماهير شعبنا ونهذب هذا السلوك ليكون سلوكا حضاريا ومعارضة مسؤولة وهذا هوما يخدم الديمقراطية في تونس .
في تقديري، سيخدم هذا التوجه «النهضة» لانها اذا تموقعت في السلطة سوف تعكر صورتها ولن يقبل أنصارها بهذا وسيتأثر موقفهم منها تأثرا سلبيا ...فالذي يتموقع في السلطة سيجد نفسه مضطرا للتآزر مع حليفه في السلطة وسيتحمل تبعات المواقف السياسية غير الواضحة وسيضطر للدفاع على الحكم الجديد بأخطائه وزلاته باعتبار ان هذا الجهاز دأب على تصرف إداري وسلوك أمني وسياسي لن يقدر على التخلّص منهما . سيكون هناك امتداد للمنظومة القديمة.
التحالف مع «النداء» سيجرنا الى التموقع معهم والدفاع عن اخطائهم وسنتحمل مسؤولية هذا الخيار في حين ان حركتنا هي حركة مبادئ ومشروع حضاري وقيم ومفاهيم ونضال ومعارضة وهذه الصور المتألقة هي التي جعلت الشعب التونسي يصوت لها بعد الثورة و الحركة ستخسر شعبيتها وابناءها اذا لم تحافظ على وضوح مواقفها والتحامها بالمستضعفين وبالجماهير وبالمظلومين.
كانك تلوم الشعب التونسي على نوعية اختياره ؟
أنا ألوم حركة «النهضة» أكثر من لومي للشعب التونسي.
لماذا؟
أعتبر أننا كحركة لا بد ان نقيّم انفسنا بكل صراحة وأن نقّر بأخطائنا بأسلوب أعمق وأصدق وأقوى مما فعلنا ..صحيح اعترفنا سابقا بالأخطاء لكنها جاءت بطريقة جزئية جدا وضيقة... ومادام الشعب انتخب انتخابا غاضبا فلأنه حكم على «النهضة» بأنّها لم تكن كما تصورها وكما علق عليها الآمال بل أثار عليها خصومها من الذين كانوا في موقع السلطة الذين نجحوا في اثارة الجماهير عليها, ومن البداهة هنا أن نقر بأخطائنا العميقة.
و هي ؟
اخطاؤنا، أننا لم نقطع مع دولة الفساد والاستبداد, لم نكن واضحين في إحداث النقلة بالسرعة المطلوبة لم نقدم الخدمات الكافية لجماهير شعبنا لم نشّغل العاطلين عن العمل بالقدر المطلوب لم نحدث النقلة على مستوى الخدمات التي وعدنا بها... وهذه حقيقة .
ولماذا عجزتم عن ذلك؟
لأن تجربتنا في الحكم كانت ضعيفة, كنا حركة معارضة ومناضلة من اجل الصدق والمثالية والمبدئية لكن التجربة التسييريّة والإدارية والسياسية لم تكن بالحجم المطلوب الذي من شأنه ان يحقق المعادلة الصحيحة وبالتالي لابد أن نقّر بهذا الامر لشعبنا الذي فهم المسألة وكان جوابه واضحا في الانتخابات.
ومن الأشرف لنا ومن الأصدق أن نكون صرحاء مع شعبنا وأن نقول بأننا سنعود الى موقع المعارضة لأننا لم ننجح في تسيير الدولة. أعتبر أن الشعب التونسي من خلال نتائج التشريعية قال لنا «ديقاج» بأسلوب معين.
انت تعلن عن فشل الحركة في فترة حكمها؟
لم نكن فاشلين تماما بل حققنا الكثير من الاهداف والكثير من مقادير التنمية والنمو والناس يشهدون على ذلك ولذلك تم انتخابنا مرة أخرى لنكون قطبًا من أقطاب السياسية وفي المركز الثاني ولكن هذا لا ينفي بان المنظومة القديمة عادت و«النداء» نجح بدرجة اكبر وبالتالي فإنّ الصراحة والوضوح تدعواننا لصفوف المعارضة وهو الانسب للحركة لعودة تلاحمها مع جماهيرها دون ان ننسى دور الاعلام في تضخيم اخطائنا والتعتيم على انجازاتنا.
للحركة إعلامها الخاص ان خذلتها أطراف إعلامية؟
لا اعني بكلامي الاعلام عموما بل اغلبية منه وقفت ضدنا تحت تأثير قوى خفية تسوق المعلومة بوجهة غير بريئة ...ونجحت في تشويه «الترويكا» و«النهضة» والاقناع بفشلهما في التفاعل مع الناس ومن غير المعقول ان نجد إعلاما حكوميا يشوه حركة «النهضة» لصالح المعارضة وهذا خطأ فادح.
هل ترون ان حياد حركة «النهضة» في «الرئاسية» وضع زعامة الغنوشي على المحك؟
أولا وصف موقف الحركة بالحياد هو تعبير غير دقيق. نحن رفضنا داخل دواليب مؤسساتنا هذا المصطلح واعتبرناه في الحقيقة «تفويضا». لقد فوضنا ابناء حركة «النهضة» الذين عبروا بوضوح عن انحيازهم للثورة وانحيازهم الى مرشح الثورة، معبرين عن رفضهم للتحالف مع «النداء» ,اكثر من 95 بالمائة من ابناء الحركة ضد التحالف مع «النداء»
(قاطعناه) لماذا لم تتخذ «النهضة» موقفا رسميا يدعم المرزوقي ؟
لست مكان الشيخ راشد الغنوشي, هو رئيس المؤسسة(الحركة) لكن ليس كل المؤسسة، لأن أعلى سلطة في الحركة هي مجلس الشورى الذي ترجع له سلطة القرار وأقول إن مؤسسة الحركة ارتأت أن إعلان الموقف من طرف البعض قد يحدث تجاذبا سياسيا حادا ليس بالضرورة لصالح الخيار الذي طالبت به قواعد الحركة بل ارتأت انّه من الحكمة أن تبقى الحركة أداة لترسيخ الحوار بين التونسيين كالاسمنت بالنسبة للبناء. وحركة «النهضة» تريد ان تكون حكما وشاهدا على المرحلة ولذلك فإنها كمؤسسة ارادت ألاّ تقع في هذا الانحياز وهذا خيار منهجي في التعامل مع الساحة السياسية التونسية وفي تقديرنا حين نفوض ابناء حركتنا لتفعيل اختياراتهم نتجنب انفصاما بين القيادات و القاعدة ...
يرى البعض ان غياب دعم رسمي من «النهضة» للمرزوقي مساندة ضمنية للسبسي؟
لا...نحن دعونا أبناء حركة «النهضة» الى المشاركة بقوة في الإنتخابات لمنع التزييف والتلاعب بصوت الشعب و ان يصوتوا لمن يرونه خادما اكثر للمسار الديمقراطي ولتحقيق اهداف الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة .
ماهو السبب الرئيسي الذي منع النهضة من دعم المرزوقي؟
من أجل تحقيق حالة من التعايش داخل المجتمع التونسي امتنعت «النهضة» عن الإنخرط في التجاذبات الحادة وفضلت ان تكون حكما وشاهدا في الانتخابات الرئاسية ...
«تفويض» افرز تصدعا داخل الحركة ؟
لم يخلق تصدّعا بل هناك البعض من المشاكل داخل «النهضة» مردها أن البعض من ابناء الحركة وبعض العناصر القيادية سمحت لنفسها ان تستبق بيانات الحركة وقرارات المؤسسات فهناك من قال «سنمد أيدينا إلى نداء تونس» ومن قال أن «التحالف مع نداء تونس أمر مقبول»و من يقول « ان الحكومة يجب ان تتشارك فيها المعارضة والسلطة» ومثل هذه القضايا الكبرى لم يقع البتّ فيها أصلا داخل مؤسساتنا إلى هذه اللحظة ومن غير المقبول ان تعلن بهذا الشكل، لذلك اضطررت إلى اصدار بيان ضد التجاوزات وليس ضد قرار المؤسسة.
اذن بما تفسر استقالة الجبالي ؟
الاستاذ حمادي الجبالي كان مسكونا بفكرة تجنيب تونس مسألة الاستفراد بالسلطة وهيمنة الحزب الواحد وكلّ ما من شأنه ان يمس من سلامة المسار الديمقراطي و في تقديري انّه بعد أن احتكر«النداء» الرئاسات الثلاث ربمّا تدفع مواقع السلطة هذه المنظومة المتكونة من دساترة و يسار إلى الإستبداد لأنّني أعتبر أنّ هذه «الماكينة» مستعدّة للعودة و بقوّة.
و أنا أتفهّم موقف الجبالي وأشاطره الرأي ان كان ذلك خوفا من ترجيح الكفة لصالح السبسي لكني اعتقد ان قرار الحركة لا يرجّح كفة السبسي على المرزوقي، إضافة إلى أننّي أشعر و كأنّ السيّد حمادي الجبالي لاحظ أنّ هناك اشكاليات في اتخاذ القرارات في الحركة وفي مجلس الشورى وهذا الامر يحتاج الى معالجة داخل الحركة التي تظل الى هذه اللحظة نموذجا في الشورى والتدافع الايجابي داخل المؤسسة كما أرى أنّه كان من الأحسن للاخ حمادي بألّا يستقيل وغيابه ليس في صالح التوازنات داخل الحركة .
هل تراودكم فكرة التخلي عن «النهضة»؟
إذا إلتحقت «النهضة» ب«نداء تونس» و تحالفت معه وإنخرطت في السلطة ستراودني نزعة قوية لأعمل في ساحة أخرى وسوف تكون اللحظة مناسبة لتقديم مشروع «حركة» يكون فكرها وخيارتها ومبدئيتها واضحة وجلية للشعب «حركة» ليست بحزب سياسي بل كيان له بعد مجتمعي، ثقافي، خيري، حقوقي، ليصبح محضنا لاستيعاب جماهير الحركة الذين لن يجدوا انفسهم في حزب ملحق ب«النداء» ومتحالف معه.
يمكن خلال الايام القليلة القادمة ان نجدك في حزب جديد رفقة حمادي الحبالي؟
أنا أرى أن الاخ حمادي لا يميل الى تأسيس حزب سياسي وأظن انه يؤمن بالعمل السياسي في القطب الديمقراطي لابراز معارضة سياسية صلبة ومتميزة عن السلطة ولا أظن أنه يميل الى مشروع «الحركة» الدعوية الثقافية الشاملة.
أيمّة وإطارات دينية في صفاقس يستنكرون التحريض على المساجد ويرون ان اساليب الوشاية التابعة للمنظومة السابقة رجعت بقوة ما هو موقفكم من ذلك؟
اعتبر استنكار الأيّمة والإطارات الدينية صحيح واساليب الوشاية والتقارير الكاذبة والتضييق على جمعيات والأنشطة الاسلامية موجودة خاصة عندما صرح خميس قسيلة احد اعضاء الحزب الذي نجح في الانتخابات انه ليس من حق الشيخ البشير بن حسن إعتلاء المنابر و أنا أعتبر أن أن هذه الإشارة كافية لتدل على أنهم ينزعون إلى عملية تصفية داخل المساجد بشكل تعسفي.
كما انني لم اسمع إماما ذكر اسما لمرشح ما وهذا هو الممنوع في التوظيف الحزبي أما تحييد المساجد عن العمل السياسي فهو مرفوض ولم يأت به لا الدستور ولا القانون لان الشأن الديني هو شان سياسي ونحن كرواد مساجد معنيون بالشأن العام كالشأن الفلسطيني أو عندما يتعرض الشعب التونسي لمظلمة(لا قدّر الله) فيجب ان نتحدث عن ذلك داخل المساجد لمحاربة الارهاب والتطرف وبالتالي لا يجب ان يكون الامام سلبيا خاصة في ما يتعلق بالدين الاسلامي الذي يشمل كل ابعاد الحياة.
التمازج بين الدين والسياسة دفع بعدد من الأيمّة إلى التحريض وبالاسماء وهذا موجود وموثق؟
هذا التحريض نحن ضده. المسجد لا يجوز ان تكون فيه الدعاية السياسية لحزب ما أو بيع وشراء لوجوه سياسية، لا يجوز لإمام ما أن يعلو المنبر ويدعو لحزب معين أو مرشح معين بل يجب تحييد المساجد عن هذا والنأي بها عن هذه الاشياء المبتذلة.
يتهمون الحركة بالإنقسام الى شقين: شقّ منفتح وشقّ متزمّت يدعم الارهاب والأمن الموازي ؟
(ضاحكا)....ومن هو هذا المتزمت؟
يتهمونك انت بتبني الفكر المتطرف والمنغلق داخل الحركة ؟
الكثيرون يعتبرونني متطرفا وهذا ليس من صفاتي ولا من فكري ابدا ..يحاولون أن يسوقوا لي صورة المتطرف والمتشدد وبأنني املك الاموال والقصور في حين انني ( مقسما بالله) لا املك الا قطعة ارض ورثتها عن والدي ولا املك شيئا غيرها لا حسابات بنكية ولا اموال بل بالعكس. انها صورة خاطئة ودعايات ضدي وكل دعايات مغرضة هدفها التشويه لان فكري يقوم على ضرورة تأسيس ثقافة إسلامية وفق معطيات العصر والحداثة والواقع انني ضد التطرف والتعصب والغلو حتى وانا ادعو إلىأن تكون «النهضة» في المعارضة اقول ذلك في اطار عقد التعايش بين كل مكونات الساحة السياسية وبعيدا عن التجاذبات الحادة.
يدعو مورو الى التشارك في السلطة مشيرا الى ان هناك بعض الاطراف داخل الحركة تسعى الى عرقلته بسبب افكاره كيف ترون ذلك وكيف هي علاقتكم به؟
علاقتي بسي عبد الفتاح طيبة وموقفه واضح باعتبارأن ما عبرت عنه بالتعايش عبر عنه هو بالتشارك اما من يضع له «العصا في العجلة» اسأليه هو وأنا لست من الذين يعرقلون ابناء الحركة لاجل التنوع والاختلاف في الآراء والتدافع الايجابي فيها .
كلمة الختام؟
اود ان اوجه نداء الى ابناء الحركة وللشعب التونسي والى ابناء المشروع الاسلامي ان نكون في قمة التوازن والاعتدال في التصرف وبلادنا تمر بمراحل صعبة. وما ادعو اليه الآن هو الحكمة في التصرف والتعويل على التدافعات السلمية المدنية داخل الشعب لانجاح التجربة الديمقراطية والنجاح في تقديري يتمثل في تواجد قطب معارضة قوي صلب يتعامل باسلوب حضاري بنّاء وايجابي في ظل عقد تعايش سلمي ينخرط فيه الجميع حتى يصبح ميثاق شرف بين كل التونسيين لضمان عدم اضطهاد المعارضة وعدم إرباك السلطة باصطناع الإرباك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.