محمد بوغلاب علمت «التونسية» أن عددا من الشخصيات الحزبية المؤثرة في المشهد السياسي توافقت على ترشيح أحمد نجيب الشابي المرشح الرئاسي السابق والزعيم التاريخي للمعارضة الديمقراطية في تونس ليكون رئيسا لهيئة الحقيقة والكرامة بعد الجدل الذي أثارته «سهام بن سدرين» منذ إطلالتها الأولى بمحاولتها وضع اليد على أرشيف مؤسسة رئاسة الجمهورية حتى قبل أن تنتدب الهيئة الموارد البشرية الضرورية لمعالجة الوثائق. فقد نشرت الهيئة على موقعها على شبكة الأنترنت بلاغ إنتداب ثلاثة متصرفين في الوثائق والأرشيف و 10مساعدي إدارة وموثقين إثنين و5متصرفين مساعدين في الوثائق وغيرها من الاختصاصات ...وحدد تاريخ 29 ديسمبر آخر أجل لتقديم الترشحات، فكيف لهيئة دون موارد بشرية أن تجازف بنقل أرشيف رئاسة الجمهورية على متن شاحنات مثل التي ألف التونسيون رؤيتها على ناصية الشارع لنقل البضائع المختلفة «Transporteur» ؟ ما لا يمكن الجزم به حاليا هو موقف «أحمد نجيب الشابي» الذي آثر الإعتكاف منذ الإعلان عن نتائج الدور الأول للإنتخابات الرئاسية، وهل يقبل هذا المنصب أم لا؟ وعموما يظل الشابي شخصية سياسية جديرة بالإحترام لها مكانتها في تونس نظرا لإستقامتها ونظافة يدها وتعاليها عن الخلافات الشخصية ، ولعل الإنطباع السائد اليوم أن رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة أرادت وضع يدها على الساحة السياسية طيلة الخمس سنوات القادمة من خلال «الاستيلاء» على أرشيف رئاسة الجمهورية بتواطئ من الرئيس المنتهية ولايته قبل أن يفد الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي الذي لا يكن ل«بن سدرين» أيّة مودّة والواضح أن المشاعر متبادلة في هذا الإطار ... ولعل ما زاد علاقة قائد السبسي ببن سدرين توترا هو تحالفها مع وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي الذي لم يتردد قائد السبسي في «التشهير» به معتبرا انه لا يصلح ليكون وزيرا للداخلية ، ومعلوم أن الراجحي هو من رفع قضية حل التجمع الحزب الحاكم طيلة أكثر من عشرين عاما ومن الجلي ان سهام بن سدرين لم تكن بعيدة عن تلك الخطوة تماما مثل قرار عزل عدد من الإطارات الأمنية وحل جهاز أمن الدولة...وهي إجراءات لم تعد تحظى بأيّة شعبيّة بعد ظهور آفة الإرهاب في بلادنا... مصادر «التونسية» أفادتنا أن هيئة الحقيقة والكرامة ليست قرآنا منزّلا وهي في وضعية غير قانونية بعد إستقالة ثلاثة من أعضائها وسيكون ل«نداء تونس» وحلفائه كلمتهم في تركيبة الهيئة ورئاستها . بقي أن نسأل هل ترضى حركة النهضة ان يتم التخلص من سهام بن سدرين بمثل هذه السرعة ؟ فأي الكفتين سترجح في مونبليزير ؟كفة الشيخ «الباجي» الضامن لعدم تغول اليساريين وعودة التجمعيين، أو كفّة الحليفة «سهام بن سدرين» قريبة «أحمد المستيري» أب الديمقراطية بعبارة راشد الغنوشي ؟