استفحلت ظاهرة الاكتئاب بين التونسيين حيث بلغت نسبة الذين يعانون منه أكثر من 40 بالمائة وتعيش شريحة كبيرة من المواطنين بالأقراص المهدئة ومضادات الاكتئاب نتيجة تأزم الوضع الاجتماعي وتعقد الحياة وارتفاع تكاليفها وضبابية المستقبل. وعن اسباب تفاقم هذه الظاهرة اتصلت «التونسية» بالدكتورة ناجية بن موسى رئيسة جمعية مقاومة الامراض المزمنة التي اكدت ان الوضع الاجتماعي المتأزم ساهم في تزايد ظاهرة الاكتئاب النفسي. و اشارت الى ان غلاء مصاريف العلاج يسبب بدوره في عدم اقبال المرضى على عيادات الاطباء النفسيين. وتبدأ علامات الاكتئاب بالحزن والمعاناة النفسية و الانهاك العام و انعدام الرغبة في القيام باي شيء و والشعور الدائم بالارق و عدم القدرة على النوم والتغيير الملحوظ في الوزن و الانفعال السريع و البكاء المستمر و الشعور بالام في الجسد. و عرفت هذا المرض على أساس أنه اضطرابات في المزاج تظهر علاماته بالحزن والوجع النفسي من خلال الانغماس في نظرة تشاؤمية للمستقبل قد تصل إلى الرغبة في الانتحار واشارت الى ان عدم استقرار الأوضاع الاجتماعية والمادية والنفسية هو ما يدفع نسبة كبيرة من الناس لتعاطي الأدوية رغبة منهم في الاحساس بالراحة. و اوضحت ان الاكتئاب يكون مرفوقا باضطرابات في النوم والشهية للأكل واضطرابات أخرى جنسية .وبيّنت أن علامات الاكتئاب تظهر لدى الطفل من خلال اضطرابات في النوم وفي شهية الأكل ومن خلال الفشل الدراسي. واشارت إلى وجود عدة علامات دالة على ارتفاع نسبة الاكتئاب في تونس بعد الثورة، منها ارتفاع نسبة حوادث السير وتصاعد معدّلات الانتحار والطلاق والإدمان على الكحول وتعاطي المواد المخدرة . و افادت ان علاماته تتشابه لدى المراهق فتكون نتائجه الدراسية سلبية بالاضافة الى اضطرابات السلوك وخطر سرعة مروره الى فكرة الانتحار.و بالنسبة الى الكهول فقالت ان علامات الاصابة تظهر من خلال اضطرابات في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز والانتباه . الوقاية من الاكتئاب وللوقاية من الاضطرابات النفسية شددت الدكتورة بن موسى على ضرورة توفير مناخ يخفف من الاصابة بالاكتئاب من ذلك تحسين ظروف عيش الأفراد من خلال تحسين الوضع الاجتماعي وكذلك تحسين الوضعية المهنية والاستقرار المهني للعاملين مشيرة الى ان التوازن الاجتماعي والأسري والعاطفي يحمون الاشخاص من الاصابة بالاكتئاب .و اكدت على ضرورة ممارسة الرياضة و التفاؤل و النوم الجيد و تجنب كتمان المشاعر من اجل التصدي لهذا المرض .ودعت الدولة الى رصد ميزانية اكبر لمجابهة مرض الاكتئاب . واشارت الى ان عدد المصابين بالاكتئاب في العالم، يُقدر بنحو 350 مليون شخص و ان 70 بالمائة من السكان في العالم يصابون بالاكتئاب مرة واحدة على الأقل و ان 10 بالمائة فقط منهم يلجؤون إلى العلاج الطبي. وعن أسباب توجه فئة من التونسيين إلى استعمال الأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئة للأعصاب أكدت أن غياب الاطمئنان وعدم الرضا عن الوضع السياسي دفع بالكثيرين إلى اللجوء لمثل هذه الحلول منبهة من خطورة استعمال هذه الأدوية دون الرجوع إلى أهل الاختصاص .