انتظم صباح أمس موكب رسمي لإحياء الذكرى الرابعة لعيد الثورة والشباب برئاسة الجمهورية، ألقى خلاله رئيس الجمهورية السيد الباجي قائد السبسي خطابا بالمناسبة وتولى خلاله توسيم الرباعي الراعي للحوار الوطني وممثلين عن عائلات كل من الشهيد شكري بلعيد والشهيد محمد البراهمي والشهيد لطفي نقض وآخر شهيد للأمن الوطني محمد علي الشرعبي. وقال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إنّ حماية المسار الديمقراطي تستوجب مواصلة منهجية الاستئناس بمشروعية التوافق الوطني لتدعيم شرعية الانتخاب الديمقراطي الحر التي اعتبر أنها «المنهجية التي ميزت التجربة التونسية وحمتها من الهزات والويلات». وبيّن أن تونس تستعدّ بعد استكمال بناء المؤسسات الدستورية للجمهورية الثانية، لحلّ المشاكل التي كانت وراء الثورة مؤكدا أنّه «لا خوف على الثورة سوى ممن يريد احتكارها ويكون وصيا على التونسيين وضمائرهم»مشيرا إلى ضرورة حماية الوطن من اخطار العنف والجريمة المنظمة والارهاب. وأضاف أن الدولة ستولي كل اهتماماتها ل«حماة الديار من جيش وامن» ودعم قوات الامن والجيش في الحرب ضد الارهاب التي يخوضونها في مقدمة الصفوف بما يحتاجونه من قوانين حامية وتجهيزات فعالة واجراءات مادية واجتماعية في حجم المخاطر التي يتعرضون لها هم وعائلاتهم. وشدّد رئيس الدولة على أن الحرب على الارهاب «تعني أنه لا يمكن التسامح مع من يبرر او يشجع على ممارسته وعلى أنه يمكن تسخير كلّ إمكانيات الدولة لذلك إذا اقتضت الظّروف مشيرا إلى أن «النجاح في هذه المعركة لن يكون مضمونا دون توحد قوى الامة وتوافقها وتضامنها». وبخصوص الاغتيالات السياسية جدد قائد السبسي التزامه بالعمل على كشف حقيقة اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي بعد النجاح في كشف قتلة لطفي نقض قائلا: «أنا لا أدين أحدا لكن من واجبنا أن نفهم ما وقع». وقال رئيس الجمهورية إنّ «الثورة انطلقت وهي الآن تتوسع بأشكال مختلفة فهي نص في الدستور وهي مؤسسات وبرامج وهي برلمان منتخب وإعلام حر ومجتمع مدني نشيط وهي رئيس منتخب». وأثنى على جهود كل من ساهم في نجاح الثورة «الذي لم يكن ممكنا لولا عمل الحكومات المتعاقبة منذ الثورة والادارة التونسية المخلصة والاعلام الحر ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية الكبرى وكل من دفعه حبه لعلم بلاده ان يقدم شيئا لخدمة تونس خلال الظروف الصعبة». وشدد على مسؤولية الجميع في مواصلة التعاون لبناء دولة عصرية مسلمة والإيفاء بالوعود للشباب مؤكدا ثقته في أن الحكومة الجديدة ومجلس نواب الشعب سيعملان وفق برامج هادفة تجعل من حل مشاكل الشباب وتحرير طاقاته في مقدمة اولوياتها. وفي ختام كلمته قال قائد السبسي إنّ المغرب العربي «وطننا الثاني امنه امننا وقضاياه قضايانا وانحيازنا لقضاياالحق في الوطن العربي والعالم واجب في اطار المنظومة الدولية واحترام القانون الدولي ومراعاة موازين القوى الاقليمية والعالمية وعلى رأسها قضية فلسطين الحبيبة». وإثر انتهاء الموكب الرسمي، اكد رئيس الجمهورية خلال اجتماعه بعدد من عائلات شهداء وجرحى الثورة، تفهمه لاحتجاجاتهم المتعلقة ببقاء جوانب من وضعياتهم دون حل خلال السنوات الاخيرة. وقد بيّن رئيس الجمهورية أن ملف انصاف الشهداء والجرحى يجب أن يكون من أولويات الدولة خلال الفترة المقبلة وأن تونس لن تنسى تضحيات أبنائها، داعيا كل التونسيين إلى الالتفاف من أجل تدعيم بناء أسس الجمهورية الثانية. وأكّد عدد من عائلات شهداء وجرحى الثورة خلال هذا الاجتماع أن مطلبهم الأساسي يتمثل في إيلاء ملف الشهداء والجرحى المكانة التي يستحقها.