كانت المباراة الودية الأخيرة للترجي الرياضي والتي جمعته بكوكب مراكش المغربي أفضل بكثير من اللقائين الوديين اللذين سبقاها لكن هذا لا يعني أن الأداء كان طيبا وارتقى إلى مستوى فني رفيع يليق فعلا بفريق باب سويقة ويلبي طموحاته وأهدافه، هو تحسن مقارنة مع المقابلات الودية التي سبقت هذه المواجهة في المغرب لا أكثر ولا أقل بما أن الهفوات الدفاعية وخاصة من الأظهرة هذه المرة والبطء في عملية تصعيد الكرة ومحدودية إمكانيات نفس العناصر التي تؤكد من لقاء إلى آخر عدم قدرتها على إفادة الفريق في شيء كانت من بين أهم السلبيات والنقائص التي ميّزت مردود الأحمر والأصفر في هذه المباراة ... نعود إلى التحسن الذي سجلناه مقارنة مع مواجهتي مولدية بجاية واتحاد طربلس لنشير إلى أنه لم يقتصر فقط على مستوى النتيجة التي كانت إيجابية هذه المرة وإنما خاصة من ناحية الإختيارات التكتيكية التي وضعت كل لاعب في مكانه الأصلي الذي يتماشى ومؤهلاته من جهة ومن ناحية دخول بعض اللاعبين الذين يمثلون ركائزا أساسية في التشكيلة ويستحيل الإستغناء عنهم مهما كانت الإعتبارات ونذكر هنا على وجه التحديد شمس الدين الذوادي في محور الدفاع ويانيك نجانغ في خطة رأس حربة وما أضافه هذا الثنائي للخطين الخلفي والأمامي... ونبقى مع المستوى الفردي لبقية العناصر لنشير إلى عدم بروز أي منهم بصفة خاصة وبالتالي ظهور الجميع بأداء متوسط جدا لا يضمن لهم أماكنا مؤكدة في التشكيلة الأساسية المثالية عند عودة الدوليين وكذلك المصابين مثل أسامة الدراجي الذي يظل صانع الألعاب رقم واحد في الترجي الرياضي في الوقت الراهن. بين «ايدوك» و«كروز» أبرز ما يشغل بال أحباء الأحمر والأصفر اليوم معرفة مستوى الثنائي الأجنبي المنتدب حديثا ونعني ساموال إيدوك ومانيو كروز ومدى قدرة كل منهما على إفادة المجموعة وتقديم الإضافة للفريق... طبعا لا يمكن الحكم بصفة قطعية على هذين اللاعبين حتى لا نظلمهما لأن المنطق يفرض أن نشاهدهما في إطار مغاير أي في المقابلات الرسمية وبوجود كل اللاعبين الأساسيين لكن وحسب أولى المؤشرات يمكن القول أن النيجيري يملك بعض الخصائص الإيجابية التي يحتاجها لاعب رواق في أي فريق وهي السرعة والمراوغة وسهولة التوغل وهي ميزات تربك خطوط الدفاع وتصنع الفارق ولذلك كانت المحاولات الهجومية الخطيرة في لقاء مراكش وخاصة في فترته الأولى من أقدام هذا اللاعب وبمشاركة فعلية منه وكادت أن تعطي التقدم لفريق باب سويقة ، وعلى هذا الأساس فإن نسبة نجاح إيدوك مستقبلا مع الترجي الرياضي كبيرة في انتظار التأكيد في قادم اللقاءات... أما فيما يتعلق بمانيو كروز فقد كان أداؤه في لقاء مراكش عاديا جدا وقد كنا ربما ننتظر منه مستوى أفضل بكثير لما سمعنا عنه من أشياء إيجابية جدا عند استقدامه إلى تونس وانتدابه لكن هذا الحكم نسبي وينحصر فقط على المباراة الأخيرة ويجب انتظار بقية المباريات سواء الودية القادمة أو خاصة الرسمية لمزيد التثبت من إمكانياته وبالتالي الحكم القطعي عليه. «أسماء» لا تغني من جوع تحدثنا مرارا وتكرار على محدودية إمكانيات بعض اللاعبين في الترجي الرياضي وعلى مدى امتلاكهم لأبسط المؤهلات التي تسمح لهم بالإنتماء إلى فريق كبير ، لقد عجزوا في السابق عن تقديم أية إضافة وهم في كل مرة يؤكدون فشلهم في إفادة الأحمر والأصفر بشيء وقد كان مردودهم في اللقاء الودي الأخير في مراكش مماثلا للمرات السابقة من حيث العجز والفشل، وفاقد الشيء لا يعطيه ونحن نتساءل باستغراب على تواصل وجودهم بالتشكيلة الأساسية... لا نريد هنا أن نقدم أسماء هؤلاء بل نشير فقط إلى أنهم كانوا أساسيين في كل المقابلات الودية الأخيرة ويتواجدون في الدفاع وخط الوسط على الأروقة وأكيد أن خالد بن يحيى يعرفهم جيّدا لكنه بصدد الصبر عليهم ومنحهم المزيد من الفرص لكن «للصبر حدود» وقد حان الوقت لإدخال التعديلات اللازمة في هذا الصدد للتطلع إلى القضاء على السلبيات وتطوير أداء الفريق لكي يلبي الطموحات والأهداف وينجح في جني النتائج الإيجابية المتتالية بوصفها الخيار الوحيد للعودة إلى المنافسة الجديدة على لقب البطولة. «عبود» أفضل الشبان بالنسبة للعناصر الشابة التي شاركت في هذا اللقاء يمكن التأكيد على أن معز عبود الذي لعب مباراة كاملة في المغرب يعدّ أفضلهم بدون منازع لما أظهره من قوة شخصية رغم صغر سنه ورغبة في العطاء بتكفله بعملية تصعيد الكرة من الدفاع ولضغطه المستمر على صاحب الكرة وشل المحاولات المغربية من وسط الميدان مظهرا بالمناسبة إمكانيات طيبة للغاية على المستويين الهجومي والدفاعي على حد السواء وهي ميزات « البيفو» العصري ، وأكيد أن أداء هذا اللاعب سيتحسن أكثر فأكثر في المستقبل شريطة ترسيمه بصفة نهائية وكاملة في التشكيلة الأساسية للسماح له بالتمرّس وكسب النسق... في خصوص غيلان الشعلالي فقد لعب كعادته بدون حسابات بالتحرك المستمر لتأمين الجانب الدفاعي من جهة والمشاركة في عملية البناء الهجومي من جهة أخرى ومن المنتظر أن يتطوّر أداؤه بعد نهاية الفترة التحضيرية وتكون إضافته أكبر في المقابلات الرسمية... أما فيما يتعلق بوسيم النغموشي فقد لعب لفترة قصيرة حاول خلالها أن يضغط على اللاعبين المغاربة وتحرك باستمرار لكن يجب مشاهدته في إطار مغاير للحكم الصحيح عليه ولو أننا قد اكتشفنا مؤهلاته الكبيرة في السابق وهو اليوم في حاجة لتأكيدها لضمان مكان في التركيبة الأساسية في القادم القريب. إنهاء التحضيرات في تونس عاد الترجي الرياضي الى تونس بعد أن ختم تربصه المغلق بمراكش بهذا اللقاء الودي الذي فاز فيه على الكوكب بهدف لصفر سجله يانيك نجانغ في الدقيقة 52 وأكيد أن هذا التربص الخارجي كان مفيدا للإطار الفني واللاعبين على مستويات عديدة ومختلفة ستكون حافزا لهم لمواصلة فترة التحضيرات في مرحلتها النهائية قبل استئناف نشاط البطولة وهي مرحلة ستدور في تونس من خلال برنامج يومي تتخلله بعض الوديات وكذلك راحة للاعبين في نهاية الأسبوع... هذه المرحلة الأخيرة من استعدادات الترجي الرياضي للنصف الثاني من بطولة تونس وكذلك لانطلاقة المغامرة الإفريقية في رابطة الأبطال سترتكز على الجانب التكتيكي بالأساس لإقتراب المواعيد الرسمية شيئا فشيئا وستتميّز بتحديد المجموعة النهائية التي يحتاجها الإطار الفني خلال الإلتزامات المقبلة والتي سيعمل معها في قادم الأيام لتجهيز الفريق كأحسن ما يكون.