التونسية (تونس) توجه صاحب «الركن الجميل» إلى البلدية والولاية ليحصل على الترخيص ويدفع للدولة نظير استخلاصه للرصيف طبقا للقانون الذي ألح على احترامه... ليفاجأ بعد صبر طويل ب «دعوة رسمية» بسحب ترسانة الطاولات والكراسي وحرمان زبائنه من نعمة الشمس. حصل ذلك دون أن يحصل «جاري العزيز» على ردّ من بلدية تونس بالقبول أو الرّفض لمطلبه ذاك.. وفي وقت تغتصب فيه الأرصفة كما اتفق ودون أن تغنم الدولة «مليما أحمر». ذكرتني هذه الحادثة بمشهد ذاك السيد المحترم الذي تسمر في مكانه بفعل نظرات «التقزز» حوله عندما همّ باقتطاع تذكرة ليكتشف بعد ذلك أن «الترسكية» في الحافلة التي يمتطيها أضحت بمثابة القاعدة! كما عاودني مشهد ذاك الرئيس المدير العام الذي أبى إلا أن يغتصب كلّ القوانين والتراتيب ويقفز حتى على أحكام القضاء ليفتك عنوة واقتدارا موقعا في سوق الجملة تُسيره إمرأة... وهي صورة قد تكون اختزلت ذاك الصراع بين المشروع الهمجي والمكتسبات الحضارية للبلاد الذي وسم الأوضاع على مدى السنوات الأخيرة. في كل ساعة.. وفي كل مفصل من هذا البلد تهتز صورة الدولة القوية العادلة التي يفترض أن تستمد نفوذها من إعطاء المثال في احترام القانون والمؤسسات.. وذلك بفعل ممارسات «المسامير الصدئة» المتقوقعة داخلها والتي أكاد أجزم أنها باتت في حالة استنفار أمام بوادر استفاقة بدأت تترسخ لتؤكد أن الدولة ماضية في استرجاع هيبتها بما يهدد نفوذ تلك المسامير ووقودها. ألم أقل إن أولى معارك الحكومة الجديدة ستكون داخلها من خلال عودة الانضباط ووقف نزيف التسيب والعبث بمصالح البلاد والعباد. ؟