بأقل ما يمكن من المجهود و بعرض كروي لم يرتق إلى مستوى التطلعات، نجح النادي الإفريقي في تحقيق فوز مهم ضد ضيفه نجم المتلوي بثلاثية نظيفة في مستهل مباريات مرحلة الإياب. ولئن كان الجميع متفقا على أهمية الانتصار و الكسب الذي حققه زملاء زهير الذوادي، الذين عمقوا الفارق الذي يفصلهم عن أقرب ملاحقيهم إلى ثلاث نقاط، فإن الأداء المقدم و خاصة في الفترة الأولى كان مخيبا للآمال و لم يرض لا الأحباء و لا الإطار الفني الذي يعي جيدا أنّه بمثل هذا الأداء و خاصة مردود الخط الخلفي سيجد الإفريقي صعوبات كبيرة في قادم المواجهات و خاصة مواجهة الغد التي ستجمعه بالملعب التونسي في دربي ساخن تفوح منه رائحة «الثأر» الكروي طبعا. سانشاز و بحسب ما بلغنا ثار على لاعبيه في فترة ما بين الشوطين و قام بتوبيخهم بعد التراخي الكبير الذي أظهروه إثر تسجيلهم الهدف المبكر في مرمى بلال السويسي.مباراة الأحد لا يمكن أن يحتفظ منها الأفارقة إلاّ بنقاط الفوز و على اللاعبين مراجعة حساباتهم سريعا و الابتعاد عن التعلات الواهية والتي لا تسمن ولا تغني من جوع. دفاع كارثي من بين النقاط السلبية في مباراة أول أمس الأداء الكارثي للخط الخلفي و خاصة لكل من ثنائي المحور بلال العيفة و هشام بالقروي، اللذان ارتكبا جملة من الأخطاء على مستوى التغطية الدفاعية لا سيما في الكرات الثابتة و التي كادت أن تكلف الفريق قبول أهداف عديدة لولا غياب النجاعة عن مهاجمي المتلوي. الخط الخلفي يحتاج «تروشيكات» عاجلة حتى يستعيد صلابته خاصة و أن الفريق تنتظره مواجهاتان هامتان، الأولى ضد الملعب التونسي غدا الأربعاء و الثانية يوم الأحد ضد نجم المتلوي في المتلوي لحساب الدور السادس عشر لكأس تونس. «الميكاري» إلى أين؟ لئن أكد الظهير الأيمن حمزة العقربي علو كعبه و أحقيته بالتواجد في التشكيلة الأساسية بعد أدائه الغزير دفاعا و هجوما، فإن الظهير الأيسر ياسين الميكاري لم يقدم بعد ما يشفع له بالتواجد ضمن تركيبة الفرنسي دانيال سانشاز فلقد كان أداؤه الدفاعي كارثيا بما للكلمة من معاني و إضافته الهجومية تكاد تكون منعدمة و إذا ما واصل على نفس الشاكلة فإنه من الأجدى إراحته و التعويل على أسامة الحدادي الذي يبقى أفضل منه و خاصة في الناحية الدفاعية. «ناطر» بإمتياز مرة أخرى يثبت حسين ستيفان ناطر أنه صفقة رابحة للأحمر و الأبيض و أنه أحد الركائز التي ينبني عليها لعب الفريق و التي لا يمكن الاستغناء عنها. ناطر و رغم قلة مشاركاته مع المنتخب في «الكان» و التحاقه المتأخر بالتمارين كان أحد أفضل العناصر في مباراة الأمس و أمن افتكاك الكرات و الربط بين الدفاع و الهجوم و ساهم في إنهاء الهجمات و سجل الهدف الأول الذي سهل المهمة على رفاقه. نفس الاختيارات أغلق الأفارقة ملف مباراة نجم المتلوي و انطلقوا منذ الأمس في الإعداد لقمة الغد ضد الملعب التونسي و التي لن تكون سهلة خاصة مع العروض القوية لأبناء لسعد الدريدي. هذا و ينوي الإطار الفني التعويل على نفس التشكيلة التي واجهت نجم المتلوي الأحد الماضي حيث سيحافظ كل اللاعبين على مراكزهم و ذلك رغبة من سانشاز في منح هذه التوليفة أكثر وقت ممكن من اللعب لتستعيد وجهها المعهود في القريب العاجل. مباراة الغد ستكون هامة للغاية و لا خيار فيها لأبناء الفرنسي سوى النقاط الثلاث التي ستبقي على مسافة الأمان التي تفصلهم عن النجم في انتظار الحوار الذي سيجمعهم نهاية الأسبوع القادم لحساب الجولة الثالثة من البطولة. «الوحيشي» يعزف النشاز في الوقت الذي يسير فيه أبناء الفرنسي دانيال سانشاز بخطى ثابتة نحو اللقب رغم كل ما يقال وما يحاك لهم في السر و العلن ، اَثر المدير الرياضي منتصر الوحيشي أن يخرج عن النص و أن يعزف النشاز مرة أخرى بعد أن عرض على هيئة الملعب التونسي تغيير مكان إقامة الدربي من زويتن إلى العاصمة مع تكفل فريقه بخلاص معاليم كراء الملعب عوضا عن هيئة الحداد التي رفضت العرض جملة و تفصيلا و أصرت على خوض المواجهة في معقلها. تصرف لا مسؤول من الوحيشي الذي عليه أن يعي جيدا أن فريقه لن يخوض كل لقاءات الإياب على أرضية مشابهة لأرضية ملعب رادس و أن الفوز بالبطولة يقتضي فرض الألوان على كل المنافسين و على أرضية الميدان لا خلف أبواب الغرف الموصدة وعبر ألاعيب الكواليس. كتيبة سانشاز قادرة على التغلب على أي فريق و في أي ملعب. و عليه، فإنه لا جدوى من مثل هذه التصرفات التي تسيء في المقام الأول للإفريقي قبل أن تسيء إلى مديره الرياضي، لأن الإفريقي باق و الأشخاص راحلون...