أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، أن ليبيا تمثل خاصرة تُونس وأن أمن التونسيين من أمن الجارة الليبية موضحا أن تونس هي أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة الليبية مضيفا أن إستعادة الجارة الليبية لاستقرارها من أهم أولويات الديبلوماسية التونسية وفق تعبيره. و أشار قائد السبسي خلال إشرافه اليوم على موكب ديبلوماسي رسمي لتقديم التهاني بمناسبة السنة الإدارية، حضره عدد من السفراء و رؤساء البعثات و المنظمات الإقليمية و الدولية إلى أن تونس "احتضنت الليبيين خلال ثورة فبراير 2011 و عملت ما في وسعها لتوفير كافة أنواع المُساعدة لتسهيل إقامتهم بها". و شدد على أن تونس تدعم كل " الجُهود الرّامية إلى إيجاد مخرجٍ سياسيٍّ للأزمة اللّيبيّة عَبْرَ الحوار والتّوافق بين كافة الأطراف وَوِفْقَ ثَوَابتَ ومرجعيّاتٍ أهمّها وِحْدَةُ ليبيا وسلامَتُها التّرابيّة ورفضُ التّدخّل الأجنبي". و تابع الرئيس في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، بأن تونس و بهدف تكريس الحوار بين الفرقاء الليبيين و رفض التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية "سَتَسْعَى إلى دفْعِ التّنسيق مع الدُّول المُكوّنة لآلية الجِوَار، وكذلك مع مَبْعُوث الأمم المتّحدة إلى ليبيا" على حد قوله. و بخصوص عملية إعدام تنظيم داعش الإرهابي للمواطنين المصريين، عبر السبسي عن تضامن تُونس الكامل مع مصر في معركتها ضدّ الإرهاب الذي ضرب مواطنيها في ليبيا. و أكد أن الإرهاب " ظاهرةً تستهدف استقرار وأمن كلّ الدّول، بما في ذلك تُونس التي فقدت قبل يومين أربعةً من بواسلها ممّن طالتهم يَدُ الغدر في جهة القصرين وسط غرب البلاد". و شدد السبسي على أن الارهاب آفةً عابرةً للحُدود ليس بِوِسْعِ أيّ دولةٍ بِمُفْرَدِهَا التّوقّي منها أو القضاء عليها. و أضاف أن الإرهاب يتغذى من حالات عدم الاستقرار وغِياب الدّولة والنّزاعات العِرقيّة والمذهبيّة، من جهة، ومن الفقر والتّهميش والحرمان وثقافة الغُلوّ ونَفْي الآخر، من جهة أخرى، حسب كلامه. و أعقب بأن ّ الارهاب "لاَ مَوْطِنَ ولاَ دينَ لَهُ وهو يُمثّل عُنصرَ تهديدٍ دَاهمٍ للاستقرار والأمن الدّوليّين. كما يتطلّب القضاء عليه تَوَفُّرَ إرادةٍ سياسيّةٍ دوليّةٍ حقيقيّة وتَحَرُّكٍ جدّيٍّ وسريعٍ في إطارِ مُقاربةٍ تَضَامُنيّةٍ بين الأطراف والحُكومات". و أكد أن تونس و بعد تكريس مسارها الديمقراطي و استقرار نظامها السياسي واثقة من قُدرتها على "درءِ خطر الارهاب، باعتباره ظاهرةً غريبةً عنها و ذلك بفضل تَمَاسُكِ أجهزة الدّولة ووحدةِ صفِّ التّونسيّين والتّنسيق الأمني مع دُول الجوار وباقي الدّول الصّديقة المعنيّة بمكافحته، وفق ذات المصدر.