رغم إصابتها بمرض نادر، وما تعانيه من فقر وخصاصة وضيق حال فقد همست في أذني قائلة ببراءة الأطفال: «أرجو أن تبلّغ أبناء الحلال أنني في حاجة إلى مساعدتهم حتى أتماثل للشفاء... وأنقل لهم أنني أحلم بأن أصبح طبيبة تداوي المرضى... قل لهم ألّا يبخلوا عليّ لأحقق حلما أدرك جيدا أنه ليس صعب المنال»... هذه كانت رسالة الطفلة «ثراء الحاج صالح» ابنة ال6 سنوات والمصابة، عافانا وعافاكم الله، بمرض جلدي نادر، يتسبب للمصاب به في تشوه جسدي نتيجة كثرة الالتهابات والانسلاخات الجلدية، بالإضافة إلى ندبات وجروح وقروح وانتفاخ وفقاقيع مائيّة بصفة متكررة ومُؤلمة. ولدت ثراء ابنة ال6 سنوات بمنطقة «العلالشة» من ولاية المنستير وسط عائلة فقيرة يعجز فيها علي الحاج صالح (والد الطفلة) على توفير لقمة العيش بصفة يومية ومنتظمة،حسب زوجته ريم، التي قالت لنا: «يشتغل زوجي في حضائر البناء... يعمل يوما ويظلّ عاطلا لأيام... ليس لنا مأوى ولا مورد رزق قارّ... ومع ذلك نحمد الله على ما ابتلانا به». مرض وراثي و تقول ريم إن «ثراء» ليست الأولى في العائلة التي تتعرض إلى الإصابة بهذا المرض الجلدي النادر،كاشفة أنها فقدت ابنها البكر أياما قليلة بعد وضعه نتيجة إصابته بذات المرض،معربة عن خوفها الشديد من خسارة ابنتها،لا قدّر الله، نتيجة استفحال المرض بها. و في توصيفها لحالة «ثراء» الصحية، قالت ريم: «مرضها نادر، اذ لا تنحصر الإصابة على الجلد فقط بل قد تتعداه إلى الأظافر... وبشكل عام تكثر الالتهابات الجلدية وغير الجلدية، وفي معظم الأحيان تكون الالتهابات شديدة مما يؤدي الى تكوّن فقاعات مائية على الجلد سواء بشكل تلقائي أو عند حدوث احتكاك ... وكثيرا ما تنفجر الفقاعة لتترك مكانها جرحا او قرحة»، مؤكدة ان الفقاعات والجروح والقروح مؤلمة وقد تكون مصدر لتجمع البكتيريا وحدوث التهاب بداخلها. انقطعت عن الدراسة بسبب المرض و اعربت ريم عن حزنها الشديد نتيجة انقطاع ابنتها عن الدراسة بسبب المرض الذي تعاني منه، مؤكدة ان المرض يجعلها عاجزة عن الجلوس في مكان واحد لوقت طويل لأنها تشعر في مثل هذه الحالة بآلام لا يعلم حدّتها الا الله،حسب قولها. و وصفت أم «ثراء» مصاريف علاج ابنتها بالباهظة جدا، مضيفة أن العائلة عاجزة عن تسديد ولو جزء بسيط من مصاريف العلاج والأدوية والتي يقدر ثمنها الاجمالي بحوالي الألف دينار كل 3 أشهر ،و الحال أن الأب عاجز حتى عن ادخار 100 دينار واحدة طيلة هذه الفترة ،على حد تعبيرها دائما. «عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم» و في ختام حديثها ل«التونسية»، توجهت أم ثراء الى أهل البر والإحسان بطلب مفاده ان ينظروا بعين الرحمة والرأفة الى حال «ثراء» وأن يساعدوا عائلتها قدر الامكان لإنقاذ حياة طفلة في عمر الزهور ،مستشهدة بقوله تعالى :و عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون.. صدق الله العظيم.