رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوجمعة الرميلي (المدير التنفيذي ل «نداء تونس») ل «التونسية»:متفقون «علّي بيه الفايدة».. ولا مبرر للانقسام
نشر في التونسية يوم 14 - 03 - 2015


لا فرق بين ندائي وآخر إلا بالتقوى والعمل
بيننا وبين اتحاد الشغل «الخير والسلامة»
مطلوب هيكلة النيابات الخصوصية على ضوء نتائج الانتخابات
حاوره: عبد السلام لصيلع
نستضيف في حوار اليوم السيد بوجمعة الرّميلي المدير التنفيذي لحزب حركة «نداء تونس».. ويأتي حديثه ل «التونسية» هاما وشاملا في ظرف صعب ودقيق يمرّ به الحزب بسبب الخلافات والصراعات الداخلية التي أدت الى أزمة مفتوحة شغلت كامل البلاد نظرا لتموقع الحزب في السلطة.
وفي هذا الحوار أجاب الاستاذ بوجمعة الرّميلي على جميع أسئلتنا بصراحة ووضوح وأريحية وأكد تمسكه بالحوار وبالعمل الايجابي وبالمستقبل والتوافق، وبالالتزام بوحدة الحزب وتماسكه وبمصلحة البلاد مصرا على ضرورة تجاوز هذه الأزمة.
وفي ما يلي نص الحوار:
إلى أين تسير التطورات الأخيرة داخل «نداء تونس»؟
تسير التطورات نحو محاولة تطويق هذه الظواهر حتى لا أسميها شيئا آخر، لأننا أردنا أن نسميها خلافات، لكننا لم نفهم أين الخلافات.. لأن مسألة توسيع رقعة القرار في اطار مكتب سياسي والاسراع بمؤتمر وتعزيز المكتب التنفيذي بنواب الحركة واستقطاب الطاقات الشبابية والنسائية وتشريك المجلس الوطني وتفعيل اللّجان... كل هذا مطلب حزبي شامل دون أن يحسب على هذا الطرف أو ذاك. وبالتالي لم نفهم ما يحصل ونحن بصدد محاولة تطويقه.
ماهي الحقيقة في كلّ ما جرى ويجري من صراعات وخلافات بين مختلف أجنحة الحزب؟ وماهي أسبابها؟
«نداء تونس» حزب انطلق بقوّة لأن البلاد كانت في حاجة كبيرة الى حزب يملأ الفراغ الذي أنتجته انتخابات 2011، وبالتالي عندما قرّر سي الباجي ورفاقه الذين معه في الهيئة التأسيسية الانطلاق في هذه العملية، كان هناك تجاوب واسع ومنقطع النظير في ظرف وجيز، وذلك تطلب منا مجهودات كبرى في البناء والتوحيد. وهذه العملية كانت جسيمة نجحنا في جزء كبير منها وتوجت بالفوز في الانتخابات ولكن بقيت جوانب كثيرة لم ننجح فيها، منها توحيد القيادة وضمان تجانسها.
هل هناك مراكز قوى حقيقية في «النداء»؟
مراكز القوى التي تصب في تقوية «نداء تونس» مرحبا بها. فما معنى مراكز قوى؟ أما أن تكون مراكز قوى لا تخدم هذا الهدف النبيل فهناك تساؤل. على كل حال نحن نقول: هناك طموحات ربما لقيادات تريد بصفة طبيعية أن تتحمّل المسؤوليات، هذا وارد في كل الأحزاب لكنه يتطلب شرطا هاما جدا هو الاّ يكون ذلك بأي حال من الأحوال على حساب الحزب، وحتى الحزب نفسه لا ينبغي أن تكون شؤونه على حساب البلاد. أما أن تطرح في شكل مراكز قوى كما يطرحها الإعلام، فهذه الأمور قد نتباحث فيها مثلما يتباحث في شأنها كلّ من يهتم ب«نداء تونس»، لكن لا نريد أن نفسر الأمور إلا بما نحن نتحكم فيه ونعلمه، أي بشأننا الداخلي الذي لابد أن يسير إلى وضع أفضل.
تتحدّثون عن محاولة انقلاب تعرض لها الحزب بهدف السيطرة عليه، من يقف وراء ذلك؟
حقيقة المشهد الفجئي والذي صفع أكثر من «ندائي» في قناة لا أسميها، في الأسبوع الماضي، دون سابق إعلام، أحدث ضجة وحيرة وتخوفا، لأن الكل كان يعلم بأنه كان عندنا نقاش... وكان عندنا ربما بعض من لم يكن موافقا على تركيبة الحكومة وأنه كان هناك تصويت في البرلمان، والأغلبية الساحقة للنواب صادقت على الحكومة واعتبرنا أنه تم تطويق الخلاف وقلنا سنفتح المجال لتطوير الحوار في شأن كل المسائل العالقة في إطار مؤتمر مقبل قبل الصائفة القادمة.. وبالتالي ما شهدناه في التلفزة تركنا نفكر في كل الأمور بما فيها محاولة الانقلاب، لأنك إذا أنت تستعمل أداة اعلامية قوية من هذا النوع لتنصب نفسك قيادة جديدة دون أن تستشير أيّا كان ودون أن يشارك الحزبيون بمجملهم في هذه العملية فلا أدري كيف نسمّي هذا العمل؟
ماهي الأطراف التي تستهدف الحزب من خارجه وداخله؟
أنا شخصيا لست مع نظرية المؤامرة، لأنه لو كان «نداء تونس» متماسكا كما ينبغي لما وصلنا الي التخمين والتفكير في قضايا المؤامرات، ولكن في نفس الوقت هذا لا يعني أننا في جنة خضراء.. يعني هذا أننا عالم معقد وفيه تناقضات ومصالح وتجاذبات وصراعات داخلية وخارجية... وبالتالي الحديث ليس في امكانية النوايا السلبية في ما يخصنا، ربما تكون واردة.. وأكيد أنها واردة.. ولكن في كيفية التماسك والصلابة حتى نكون في مأمن من مثل هذه المخاطر التي كانت وهي موجودة وستبقى قائمة.
هل صحيح أن من أسباب الأزمة الحالية في «نداء تونس» الصراع بين الدساترة واليساريين؟
هذه فكرة خاطئة من الأساس، هناك دساترة أحترمهم شخصيا كثيرا وأتفق معهم، وهناك دستوريون لا أتفق معهم.. وهناك يساريون أتفق معهم، وآخرون لا أتفق معهم. ولكن ليس الخلاف بهذا المعنى، الخلاف هو أن هناك بالفعل حزبا تكوّن من روافد متنوعة.. كانت لنا في السابق اختلافات كبرى مع الدستوريين معروفة. وعلى كل حال أتكلم عن تجربتهم مع اليسار والنقابيين وبعض المستقلين ولكن عندما سقطت الدكتاتورية وسقط نظام الفساد فإن كثيرا من الجدران القديمة سقطت بين الذين لديهم فكرة وطنية وفكرة الدولة المدنيّة وفكرة تقدمية تجاه المرأة والانفتاح الفكري والثقافي والعلمي، وبالتالي هؤلاء اقتربوا من بعضهم بعضا، وبقطع النظر عن تجاربهم القديمة وكل واحد يستخلص منها ما يريد فقد انصهروا في إطار تجربة جديدة سميت «نداء تونس» وبالتالي أصبح لا فرق بين «ندائيّ» و«ندائيّ آخر» إلا بالتقوى والعمل الصالح.. وليس عندنا «أنت قادم من المكان الفلاني أو من المكان الفلاني»، نحن كلنا مناضلون سواسية في هذا الحزب الذي نريد فقط من خلاله تحقيق أهداف الشعب ومناعة الوطن.
هل تمثل الصراعات الداخلية في «النداء» خطورة على الكتلة البرلمانية الندائية وعلى الحكومة، وعلى البلاد بصفة عامة؟
الحمد لله، إلى حد الآن، رغم الخلافات داخل الحزب والكتلة النيابية والمكتب التنفيذي يمكن للرأي العام أن يلاحظ أن الكتلة النيابية تشتغل ككتلة متماسكة عندما يتعلق الأمر بالقوانين والعمل البرلماني والسير الطبيعي لمجلس نواب الشعب، وكذلك الحكومة حيث أن وزراء «نداء تونس» في الحكومة يشتغلون بصفة طبيعية، داخل الطاقم الحكومي متجانسون ومنسجمون مع بقية الوزراء وملتزمون بأهدافهم التي وضعوها لأنفسهم والتي لها علاقة هامّة ببرنامج «نداء تونس».
ثم اننا من هذا الباب نحمد الله أن ما يحدث من اختلافات تأخذ أحيانا أشكالا حادة لا يمسّ ولن نتركه يمس بالعمل البرلماني والعمل الحكومي ومؤسسة رئاسة الجمهورية، وما الى ذلك...
هل هناك مساع للتوافق ومواصلة الحوار مع «الغاضبين» وتجاوز الازمة بعد البيان الأخير للهيئة التأسيسية؟
قبل البيان وأثناء البيان وبعد البيان لم ينقطع الحوار بيننا أبدا، لأننا في الواقع نحن إخوة.. وإخوة نضال وإخوة صراع من أجل الوطن، ونجحنا معا و«أكلنا العصا» معا عندما كانت الأمور صعبة، وكانت «الروابط»، وكان «الاّكريموجان»، وكان الرشّ، وكانت أمور سلبية للغاية، ووقفنا عندما كان هناك الاقصاء... ووقفنا عندما كانت هناك الاغتيالات.. وقفنا في باردو مع إخوة آخرين في نطاق «جبهة الانقاذ»، وبالتالي لنا تجربة طويلة في الواقع.. ولنا لحمة ووحدة، ولكن للأسف الشديد، الأمور تدهورت في هذه الأيام، وبالتالي رغم التدهور فإن الحوار في الواقع لم ينقطع ونحن نعتبر أن الاجتماع الأخير للهيئة التأسيسية هو منعرج هام جدا، لماذا؟ لأمرين اثنين هما: أولا، الصرامة الكاملة في ما يخص العمل الموازي واستعمال التلفزة لحلّ المشاكل الداخلية بينما الأطر السليمة هي الأطر الداخلية، وفي نفس الوقت الانفتاح الكامل على المطالب الحزبية مهما كان مصدرنا، وقد لبينا مطالب كل الحزبيين من خلال ما أصدرنا من بيانات وليست المطالب لهذا الشق أو ذاك.. هي مطالب لكل الروافد الحزبية ومطالب كل الحزبيين.. و«ماعندناش في هذا الموضوع مزية»، انه واجب، وذلك هو دور القيادات وهو أنها تتفاعل مع اطاراتها وهياكلها ومناضليها ورموزها، وبالتالي نحن في هذا الأمر قمنا بتوازن وتوخينا في نفس الوقت الصرامة من أجل انقاذ الحزب وعدم التلاعب بمصالحه من أجل انقاذ الحزب وعدم التلاعب بمصالحه الحيوية، مع الانفتاح الكامل والشامل على الحزبين.
بصفة أوضح هل بدأتم في تجاوز الأزمة؟
الحقيقة أن الوضع الذي نحن فيه اليوم أفضل كثيرا مما كان عليه، أمس كانت لنا ندوة صحفية، ويوم الأحد 22 مارس الجاري سيكون لدينا انتخاب المكتب السياسي ويوم 19 أفريل المقبل لدينا مجلس وطني، ولدينا انطلاق بداية إعداد المؤتمر، ولدينا نزول الى الجهات لترميم وتنشيط الهياكل التي هي أحيانا في حالة ليست ايجابية نظرا لما مرّت به من تجارب فيها السلبي وفيها الايجابي، فلا بد من تقييم وتعديل وتصحيح وتدعيم وتطوير.. وهذا كلّه برنامج دسم، هذا بقطع النظر عن التفاعل مع البرنامج الحكومي والسند للبرلمانيين والعمل داخل المجالس الجهوية والنيابات الخصوصية.. ما شاء الله لا ينقصنا العمل، نحن فقط نتساءل: لماذا هذا التعطيل الفارغ والذي ليس له معنى بينما لدينا مهام خطيرة بقيت في بعض جوانبها معلقة للأسف؟ وهذا شيء غير محمود.
وهل أن موعد المؤتمر نهائي في شهر جوان القادم؟
قلنا في البيان انه لا يجب أن يتعدى شهر جوان ، هذا ما قررته الهيئة التأسيسية ولكن سوف يأتي مكتب سياسي جديد وسينظر في الموضوع وسيكون له القرار إما بتثبيت هذا التاريخ وإما بتقريبه وإما بتأجيله بأيام قليلة.. فليس هناك مشكل في أن يكون المؤتمر قبل شهر أو بعد شهر ... هذه فكرة أولية قدمتها الينا لجنة إعداد المؤتمر التي بدأت تشتغل وهي التي أعطتنا هذه الاشارة المتعلقة بالموعد.
إذا تواصلت الازمة هل تهدد بانقسام الحزب؟
أنا أقول لك بكل صراحة، بالنسبة للملاحظ الموضوعي، ليس هناك ما يبرر الانقسام. لماذا ؟ لأننا متفقون «علّي بيه الفايدة» مثلما نقول بلغتنا الشعبية. نحن متفقون على الفكرة والمشروع والتمشي والبرنامج والتحالفات الى آخره». وبمناسبة تكوين الحكومة دخلتنا خلافات، هل كان بالامكان أن يكون ل «نداء تونس» أكثر وزراء أو أقل؟ وعلى كل حال هذا اجتهاد وهذا ما تحصلنا عليه.. هل أحسنا التفاوض أم لم نحسن؟
هذه مسائل تبقي للمؤرخين لتقييمها. لكن ليس في كل ذلك ما يبرّر انقساما حزبيا.. هذا حوار يمكن أن يتواصل.. وبالتالي لا نرى هناك عناصر موضوعية يمكن من خلالها أن نفكر في أن هذا من شأنه أن يؤدي الى انقسام. هناك ظواهر أخرى للتنافس حول المسؤوليات. ولم لا؟
نحن نقول إن هذا يجب أن يبقى موجودا ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون على حساب وحدة الحزب وتماسكه لأن في وحدة الحزب وفي تماسكه مناعة وطنية، وبالتالي نحن سوف لن نلعب بهذا الشأن، وسنتصدّى الى كل محاولات التقسيم لأنها ضربة للبلاد وللمصلحة الوطنية.
سمعنا عن اجتماع للمجلس الوطني في دورة استثنائية أمس السبت من قبل الغاضبين، ماهو موقفك؟
بالنسبة للهيئة التأسيسية هي الهيكل الشرعي والقانوني والوحيد الذي له سلطة القرار في مثل هذه الاجتماعات، وهو الوحيد الذي يدعو الي الاجتماعات، الى حد الآن قبل أن يأتي المكتب السياسي ولا وجود لأي مجلس وطني خارج المجلس الوطني الذي قررناه في 19 أفريل المقبل.
إذن أنت تعتبر اجتماع أمس شرعيّ؟
لن يحضره أحد.. لن يكون مجلسا وطنيا.. وأعضاء المجلس الوطني معروفون فردا فردا.. سوف لن يحضروا، وبالتالي هي عملية فاشلة مسبقا.
كيف كان لقاؤك الأخير مع الأستاذ الباجي قائد السبسي مؤسس «نداء تونس» ورئيس الدولة؟
لا أخفي عليك، أنا كنت سعيدا أولا باللقاء وأعتبر أن انتخابه كرئيس جمهورية حرمنا منه كرئيس حزب، كنا نراه بأكثر تواصل، وهو رسميا لم تعد له مسؤولية في الحزب ولكنه رئيس دولة وقائد أمّة وقائد شعب وقائد تجربة سياسية يهمه ما يدور فيها ويهمّه ما يدور داخل الحزب الحاكم الذي أسسه ، وبالتالي هو لم يدخل معي في التفاصيل وفي الصراعات وفي مساندة هذا أو ذاك، هذا لا يدخل فيه لأنه فوق الجميع وفوق الأحزاب، ولكن فقط نبه وقال: «ردّوا بالكم» هذا حزب حاكم لا ينبغي أن يتعرض الى مخاطر... يجب بسرعة أن توحدوا صفوفكم وتتوجهوا الى مؤتمركم بشكل توافقي ووحدوي وديمقراطي ومسؤول لأن عندكم مسؤوليات وطنية، وليس لكم الحق بأن تظهروا للرأي العام وكأنكم لا تسطيعون القيام بها كما ينبغي... وحزبكم متماسك وشادد روحو».. وبالتالي نحن كلنا متفقون على تقييم سي الباجي، وكان البلاغ الذي صدر عن رئاسة الجمهورية حول هذا اللّقاء.
كمدير تنفيذي ل «نداء تونس» بماذا تتوجّه إلى مكوّنات الحزب من إطارات وهياكل وتنسيقيّات جهويّة ومحليّة وقواعد؟
هذا الحزب هو حزبهم هم وليس حزبي أنا شخصيا وليس حز ب أيّ كان. هذا الحزب هو حزبهم صنعوه بأيديهم ونضالاتهم بقطع النظر عن اختلافاتهم... كلّ الحزبييّن بلا استثناء صنعوا هذا الحزب ، وبالتّالي فإن حقهم على الحزب موجود وحقّ الحزب عليهم موجود كذلك، فلا بدّ أن يراعوا هذه الثّنائيّة، بقدر ماهم يريدون إثبات حقّهم في الديمقراطية وفي صنع القرار بقدر حقّ الحزب عليهم وأنهم لا يلعبون بوحدته وبتماسكه، وبالتالي الحزب مفتوح وسينجز مطالب الحزبييّن التي فيها طبعا موضوعيّة وعقلانية وديمقراطية وتوافق. ونحن سائرون على هذا الدّرب وسوف لن نتخلى عنه.
كحزب حاكم، ماهي العلاقة التي تربطكم ببقية القوى السياسية في البلاد؟
هي علاقة طبيعية ... وطبعا هناك أحزاب نحن حاكمون معها، وعلاقتنا بها فيها مسؤولية أكثر ولكنّي أقول لك بكل صراحة وللأسف الشديد فإن وصولنا إلى الحكم وإلى مجلس نوّاب الشعب وإلى رئاسة الجمهورية أو تجاذباتنا الداخلية لم تتركنا نعمل مع الأحزاب كما ينبغي سواء التي تشاركنا... في الحكم أو القريبة منا أو التي لم تدخل معنا للأسف إلى الحكومة أو إلى الأحزاب التي تعارضنا، وبالتالي ربّما التفاعلات والتشاورات الوحيدة هي التي بين الكتل البرلمانية التي هي طبعا وراءها أحزاب وتيّارات وحساسيات سياسية ولكني أقول إنّ هذا غير طبيعي، فالتفاعل اليومي مع الأحزاب الصديقة أو التي هي تعارض ولها موقف في المعارضة، تفاعل مطلوب... وبالفعل وقعت إتصالات بنا من طرف فعاليات حزبية وطنية طلبت منّا اجتماعات وحوارات، ونحن قلنا لهم: «أمهلونا قليلا حتى نرتّب بيتنا ثم نأتي إلى ما طلبتم منّا».
ماهو تفسيرك لعودة الإعتصامات والإضرابات والإحتجاجات في مختلف الجهات ومن جميع القطاعات والفئات تقريبا، في وقت واحد؟
هناك تراكمات لا يمكن ان نحسبها إلّا على الحكومات السابقة ... وطبعا نحسبها أيضا على الثورة، لأنّ في الثورة كذلك اضطرابا كبيرا للشأن الوطني، وفي وقت من الأوقات أعطت الصورة وكأنها في حالة انهيار ولو هي لم تنهر من حسن حظّنا لأن لنا دولة عريقة ولها مكاسب. وإن حكومة السنوات الفارطة والصعوبات الاقتصادية وما انجرّ عنه من احتداد في أمر التشغيل والأسعار والطلبات الاجتماعية تركت خزائن الوزراء مليئة بالمشاكل... وأقول أيضا حتى خزائن النقابات مليئة بالمشاكل الحلّ ليس في فتح جميع الملفات دفعة واحدة وفي وقت واحد ، لأنها ملفات لا تغلق... ولا يستطيع أحد أن يحلحل بصفة سحرية كل هذا الموقف بصفة كاملة وشاملة في لحظة واحدة.. وإنما لا بد من التحاور والتشاور حتى نتوصل الى الأولويات والترتيب ورصد القدرات التي لدينا ورصد ما ليس لدينا... هناك شيء نحن قادرون عليه.. وهناك شيء عاجزون عنه. وهذا موضوع في الحوارات بين الحكومة والأطراف الإجتماعية الأخرى، وبين الأطراف الإجتماعية فيما بينها، وبالتالي يجب ان نقول مهما كانت شرعية المطالب وهي في جوانب كثيرة منها شرعية فإنه لا بدّ من تبويبها وترتيبها والتحاور في شأنها وفهم ما هي إمكانيات الدولة وماهو خارج عن امكانياتها لأنك يمكن أن تحصّل على كل شيء إلّا ماهو خارج عن إمكانيات الدولة وإمكانيات الميزانية. اذا انطلقنا من هذا المبدإ فسوف ننطلق في الحلول حسب الأولويات حتى نصل الى ما يريد الشعب وما يستطيع الوطن تحمله.
في هذا الإطار ماهي طبيعة العلاقة بينكم وبين الإتحاد العام التونسي للشغل؟
لا يوجد بيننا وبين الإتحاد العام التونسي للشغل إلّا «الخير والسلامة» كل واحد قائم بدوره... لا نحن نتدخل في شؤونه، ولا هو يتدخل في شؤوننا... ولكن للإتحاد العام التونسي للشغل صبغة وطنية معروفة تعاملنا معها بشكل إيجابي في فترة الحوار الوطني، ونفس الروح تلك تبقى موجودة للتشاور سواء بين رئيس الدولة أو رئيس الحكومة، ذلك يدخل في الأمور الطبيعية... ولو حتى نحن في «نداء تونس» نستطيع ان نتشاور مع الاتحاد وهو إذا طلب نحن نتشاور معه ... ولكن كلّ طرف من موقعه وفي وظيفته، يجمعنا الوطن، وتجمعنا المطالب الاجتماعية الشرعية، مع ان لكل واحد منّا دوره الخصوصي.
هل بدأتم من الآن في الإستعداد للإنتخابات البلدية؟
مشكلة الانتخابات البلدية هي انها ليس لها مواعيد الى حدّ الآن... على كل حال ماهو مطروح ربّما بأكثر إلحاحا مع التفكير -وليس الاستعداد- في الانتخابات البلدية، هو النيابات الخصوصية. فأوضاع الكثير منها ليست إيجابية.
وهي«تاعبة» وليست قادرة على أداء دورها والمطلوب هو إعادة النظر فيها على ضوء الانتخابات الأخيرة، لأن تركيباتها وقعت في السابق على أساس الإنتخابات القديمة.. وهذا المنطق الذي تكونت عليه تجاوزه الوقت. وبالتالي المطلوب هو التسريع في حلّ النيابات الخصوصية الموجودة وإعادة هيكلتها على أساس النتائج الإنتخابية الأخيرة.
سي بوجمعة، ما هو مستقبل «نداء تونس»؟
«نداء تونس» هو حزب جاء لأمرين، أولا: نظرا لانخرام الخارطة (السياسية نتيجة انتخابات أكتوبر 2011، وهذا بإذن الله تم وحصل.. والآن هناك خارطة سياسية هي أقل انخراما على الأقل، إن لم تكن أكثر توازنا.. وهذا شيء هام بالنسبة للحياة السياسية.. والآن لدينا حياة سياسية أكثر استقرارا، صورتها العامة ايجابية، في ما يخصّ علاقات القوى السياسية بعضا لبعض.. وثانيا: ل«نداء تونس» مشروع وطني مبني على تطوير مكاسب تونس الإصلاحية منذ ما قبل بورقيبة ومعه وبعده.. في مسائل حقوق المرأة وبناء الدولة المدنية والتطوّر الإجتماعي والتعليم والصحة وغيرها من المكاسب، وكذلك السيادة الوطنية.. والتمسك بهذه المكاسب وتطويرها على ضوء ما جاءت به ثورة الحرية والكرامة.. من مطالب الشباب والجهات المحرومة... وهي مطالب الشعب التونسي في الحرية والديمقراطية والمساهمة في صنع القرار وفي تحرير الإعلام... هذا كلّه مشروع كبير..
ومادام «نداء تونس» متمسكا بهذا المشروع المستقبلي فهو حزب مستقبل.
وماهو مستقبل تونس؟
تونس بلد أبهر العالم بخصوصيته وتجربته الفريدة من نوعها. وأصبح «أوباما» يرسل إلينا في كل عام «كاسات» يمدح فيها التجربة التونسية وينادي بمساندتها.
نأمل أن تكون هذه المساندة حقيقية وفعلية وعملية.
إن مستقبل تونس هو النجاح كما نجحت في إنجاز ثورتها وفي إنجاز بداية ديمقراطيتها وجمهوريتها الجديدة. فبمحافظتنا على هذا المسار سيكون مستقبل تونس إيجابيا جدا وفريدا من نوعه وفي طليعة العالم العربي والإسلامي، ومتفاعلا مع العالم الأوروبي والغربي ومع قارته الإفريقية والمغرب العربي العزيز.. فتونس محبوبة وناجحة وهي صالحة ومفلحة.
ماهي أهمية كتابكم الجديد «التحدي الأكبر»؟
هذا هو كتابي الثاني الذي أصدرته بعد الثورة. كتابي الأول كان باللغة الفرنسية عنوانه: «Quand le peuple réussit là ou toute la sociétè a échoué» تناول أفكارا سياسية حول السياسة والقوى والدينامكية السياسية وما عاشته تونس في السابق وما يمكن أن تعيشه في المستقبل من تطوّرات.
وكتابي الثاني ألفته وكان بالنسبة إليّ تحدّيا، عنوانه «التحدي الأكبر» وهو نوع من التحدي لأني ألفته في شأن التنمية التي عادة ما يقع تناولها باللغة الفرنسية أو باللغة الإنقليزية. فقمت بمجهود في هذا الاتجاه، وحاولت من خلال تجربتي الخاصة وكفاءاتي الخاصة الميدانية والفكرية المتواضعة أن أضع عصارة تفكيري كمساهمة في دفع التفكير التنموي العام الذي نحن نحتاجه كثيرا.. وأقول إننا في حاجة إلى إعادة نظر في المنوال التنموي ولو أن هذه الكلمة أصبحت متداولة كثيرا ولكنّي أعرّف بماهية هذا المنوال التنموي وعوائقه القديمة والجديدة وأطرح توجهات وحلولا في قالب إمّا تصورات أو حتى حلول عملية وأطرح خاصة وربما لأول مرة في تأليف عربي الربط بين ماهو قطاعي وما هو ترابي، أي الإشكاليات التنموية القطاعية كفلاحة وصناعة وسياحة ونقل، وغير ذلك... طرحت هذه الإشكاليات وتوازناتها العامة وربطها بالتنمية المحلية والجهوية والتفاعل بين هذين البعدين.. هذا الموضوع لم يقع التطرق إليه من قبل في كتاب باللغة العربية وبهذا الشكل. وبالتالي أنا أتصور أنه ستكون له فائدة، وأتمنّى على الأقل ذلك لدى البرلمانيين والوزراء والعاملين في البلديات والصحفيين والمواطنين العاديين والعاملين في الشركات الذين سيجدون أجوبة متكاملة على شؤون اقتصادية، وإقليمية جهوية محلية في ربط متماسك حتى يتمكنوا من فهم ما يسمّى الآن ب«انخرام التنمية الجهوية» وماهي الحلول في هذا «الإنخرام» الخارق للعادة والعويص جدا والذي إلى حد الآن لم نر توجهات في حلوله وفي ما نسمعه وما نشاهده وما نقرأه.
كيف تختم هذا اللقاء؟
تحرّر إعلامنا الذي هو بصدد رفع مستوى الحوار.. ونحن مع رفع هذا المستوى، سواء في داخل الأحزاب كحزبنا «نداء تونس»أو بين الأحزاب أو في المستوى الوطني ككل.. نظرا للإشكاليات العويصة التي نحن نواجهها الآن رغم نجاحاتنا الكبيرة في اجتياز الامتحان الديمقراطي، وبالتالي لا خيار لنا إلاّ بالفكر والحوار والتشاور وبتطوير الفكر نحو ما هو أفضل. يعني مثلا أن ننزع إلى التموقع من أجل التّموقع، هذه نزعة سلبية لا مستقبل لها، ولا تغني ولا تسمن من جوع ولا تفيد. من يتموقع فليأت بمبادرات وأفكار ومشاريع وببناء وتصورات تفيد الناس والبلاد. أما التموقع من أجل التموقع فهذا أمر عقيم في أصله لا يؤدي إلى شيء. نحن لنا أمل في «نداء تونس» أننا سنتجاوز سلبياتنا.
وكما نجحنا في الانتخابات وفي المعركة الوطنية من أجل الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة فسننجح بإذن اللّه في الأهداف القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.