قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إن الهجوم الإرهابي على متحف باردو كان يستهدف ما عبّر عنه ب ''النموذج التونسي'' وهو المشروع المضاد للإرهابيين. وأكّد في حوار لبرنامج ''لو غران رانديفو'' (Le Grand Rendez-vous)، الذي بُث عل أمواج اذاعة أوروبا 1 (Europe1) بالإشتراك مع قناة إي تيلي (itélé) و صحيفة لوموند (Le Monde)،واوردت منه اذاعة موزاييك مقتطفات أن هذا الهجوم الإرهابي لن يثني تونس عن المضي قدما نحو ارساء الديمقراطية. وقال السبسي ''من يعلن الحرب علينا نعلن الحرب عليه بدورنا''، مشيرا إلى أنه ضد النظام البوليسي وأنه مع الحرية لكنه اعتبر أن مثل هذه التجاوزات لا يمكت السكوت عليها، مؤكدا عزم الدولة على محاربتها. وأكد رئيس الجمهورية أن البحث في ما يتعلق بهجوم باردو الإرهابي سيذهب بعيدا، دون أن يفصح عن تفاصيل، مشيرا إلى طلب النيابة العمومية إلى التحفظ بهذا الخصوص حفاظا على سير التحقيقات وسريتها. وأوضح أن عدد الإرهابيين المشاركين في العملية هم 3 عناصر، تم القضاء على اثنين منهم في حين تحصن العنصر الثالث بالهرب، مضيفا قوله ''لكنه لن يذهب بعيدا نظرا ليقضة الأمنيين''. وأثنى السبسي على التدخل الأمني السريع دون أن يمنعه ذلك من الإشارة إلى بعض النقائص. وقال في هذا الصدد ''هناك بعض الإخلالات وسيتحمل المقصرون مسؤولياتهم''، مشيرا إلى التحويرات في المؤسسة الأمنية والتي انطلقت حتى قبل هذا الهجوم. واعتبر أن هجوم باردو ليست مأساة تونسية فحسب بل مأساة للعالم أجمع، مضيفا قوله ''لقد جاء الضحايا للتمتع بانجازات الإنسانية لكنهم وجدوا أنفسهم أمام ظلاميين''. وقال السبسي إن الإرهاب ليست مسألة تونسية بل هي مسألة إقليمية تتطلب أن يواجهها الجميع، معتبرا أن الفرنسيين والإيطاليين يجب أن ينخرطوا على وجه الخصوص في ذلك. وأشار إلى الأوضاع الليبية، معتبرا أن مشكلة ليبيا هي في الواقع مشكلة تونس بحكم الجوار والعلاقات التي تربط البلدين منذ مدة طويلة. كما أكّد على تعقد الوضع الليبي بحكم وجود حكومتين وعدة أطراف مشاركة في الصراع الدائر هناك فضلا عن تركة الأسلحة الضخمة للقذافي. وأضاف بأن الحكومة غير المعترف بها هي الحكومة التي تسيطر على الأراضي المجاورة لتونس. وقال السبسي إن ''عودة جهاديين تونسيين يشغلنا، فإما أن نقضي عليهم وإما أن نضعهم في السجون أو أن نراقبهم''، متابعا ''وان راقبناهم فقد تكون هناك بعض الإخلالات". واعتبر السبسي أن تونس دولة مهددة ولكن التونسيين يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم، مشددا على عزم التونسيين على التخلص من الإرهاب. كما تحدث عن المشاكل الإجتماعية التي قد تعيق عمل الدولة من فقر وبطالة وتهميش، مشددا على ضرورة العمل على معالجة هذه المشاكل. كما تطرق إلى التراخي في العمل بعد الثورة، مضيفا قوله ''سنعيد تونس للعمل لأننا لا نعمل كثيرا في المدة الأخيرة''. وقال إن الحكومة ستقوم بمجهود لتدارك ما فات خصوصا في الفترة الأخيرة كما ستعمل على معالجة الوضع الإقتصادي، مؤكدا حاجة لكل أبناءها لتنهض وتصبح تعيش عصرها كدولة من القرن 21. وأشار في هذا الخصوص إلى الإصلاحات التي يجب أن تطال قطاع التعليم الذي يجب أن يراعي التطورات الحاصلة في العالم.
وحول التحديات الإقتصادية أشار السبسي إلى حاجة الإقتصاد إلى الدعم الخارجي، موضحا تلقي تونس العديد من الوعود ولكنها لاتزال تنتظرها إلى الآن وأكّد عدم تلقي تونس للكثير من الدعم من الإتحاد الأوروبي وقال بهذا الخصوص ''ربما لأن تونس ليست أولويتهم و ربما لأن اليونان أولى بذلك بحكم انتماءها إلى الإتحاد الأوروبي..'' وأضاف ''لكننا في البحر الأبيض المتوسط وسلامة أوروبا هي من سلامة المنطقة المتوسطية''، معتبرا أن أوروبا لا تفعل ما يكفي من أجل تونس... أو ربما هي تفعل ما بوسعها''، مؤكدا حاجة تونس للدعم حالا. وقال إن ديون تونس نحو فرنسا تبلغ 2.4 مليار دينار، مضيفا مازحا سنكون سعداء لو تعرض علينا فرنسا الغاء هذه الديون. كما أشار إلى تطلع تونس إلى التحالف الإستراتيجي مع حلف شمال الأطلسي وأن يكون تحالفه مع تونس بنفس مرتبة التحالف القائم بينه وبين الأردن ومصر على سبيل المثال.