أصبح الترجي الرياضي اليوم وأكثر من أي وقت مضى من هذا الموسم منافسا جديا وكبيرا على لقب البطولة بعد نجاحه في تدارك تأخره في الترتيب بفضل مرحلة إياب متميّزة جنى خلالها انتصارات عديدة ومتتالية ولم يتعثر سوى في مناسبة واحدة رافقتها هفوة فادحة من المساعد الأول للحكم السرايري حكمت على الأحمر والأصفر بتكبد هزيمته الوحيدة في هذا النصف الثاني من البطولة... الترجي التحق لأول مرة في هذا الموسم بالجار النادي الإفريقي وأعلن بالتالي عن عودته القوية في البطولة بعد أن ظن جل الملاحظين أنه خرج من دائرة المنافسة في ختام مرحلة الذهاب التي تعثر خلالها في عدة مناسبات ولم يتسم آداؤه ونتائجه فيها بالإنتظام... إلى جانب هذا التحسن الملحوظ على مستوى النتائج فإن الملفت للنظر - وهذا هو الأهم – أن الفريق سجل تطورا كبيرا في الآداء وأضحى يتميّز بنقاط قوة مختلفة تصنع تفوّقه وتساهم بصفة رئيسية في تحقيقه انتصارات ثمينة مكّنته من تدعيم حظوظه مائة بالمائة في لعب الأدوار الأولى والدفاع عن لقبه بشراسة، والسؤال المطروح هنا هو هل يواصل الترجي الرياضي عند استئناف نشاط البطولة سلسلته الإيجابية وحصده النقاط الثمينة والمهمة؟ سيّد نفسه قبل الإجابة على هذا السؤال المهم والغوص في العوامل والشروط التي يمكن أن تمهّد الطريق نحو تتويج جديد للأحمر والأصفر لا بد من الإشارة والتأكيد على عنصر مهم جدا ومؤثر بشكل كبير على تطوّرات ما تبقى من جولات في بطولة هذا الموسم وحظوظ فريق باب سويقة خلالها هو أن الترجي الرياضي وبعد نجاحه في تقليص الفارق والإلتحاق بالإفريقي في المركز الثاني أصبح سيّد نفسه ، بمعنى أنه لم يعد يحتاج إلى انتظار نتائج اللقاءات الأخرى مثلما كان الأمر مؤخرا بل يكفيه النجاح في مقابلاته لضمان المحافظة على لقبه وتصدر طليعة البطولة في النهاية وهذا هو أبرز تغيير في مصير ومستقبل الترجيين هذا الموسم... صحيح أن نتائج منافسيه في المقابلات الأخرى حاسمة للتطلع إلى مزيد كسب النقاط عليهم مثلما كان الأمر خلال الجولات التي مضت من مرحلة الإياب غير أن الوضعية ستكون مختلفة في قادم المواجهات ويكفي الترجي الرياضي الفوز في لقاءاته لإضافة بطولة جديدة إلى سجله الذهبي. تحوّل المتلوي مصيري نأتي الآن إلى شروط مواصلة الترجي الرياضي الصعود في سلم الترتيب والتطلع مستقبلا إلى المركز الريادي بعد أن ضمن الآن الوصافة للتأكيد أولا على أهمية اللقاء القادم الذي ينتظر أبناء جوزي دي مورايس والذي ستكون نتيجته مصيرية على حد بعيد لعدة اعتبارات ومعطيات أهمها أن الفريق سيتنقل إلى ميدان صعب للغاية وهو ملعب نجم المتلوي وأن اللقاء سيضعه أمام منافس سجل استفاقة واضحة في الجولات الأخيرة ويمرّ بالتالي بفترة انتعاش قصوى وبأفضل مراحله إطلاقا في هذا الموسم... هذا اللقاء يذكّر الترجيين بالتحوّل إلى قابس لملاقاة الجليزة التي كانت وقتها تحصد النتيجة الإيجابية تلو الأخرى وتمر بفترة زاهية وأكيد أن أبناء باب سويقة استوعبوا الدرس من تلك العثرة وسيضعون كل ممهدات النجاح إلى جانبهم هذه المرة لاجتياز هذه العقبة المصيرية والصعبة بسلام... نتيجة هذا التنقل المحفوف بالمخاطر ستؤثر بشكل كبير على مستقبل الترجي الرياضي في باقي السباق حيث ستقلص الهزيمة من حظوظه فيما سيفتح له الفوز آفاقا أخرى ستجعله أقرب أكثر فأكثر من اقتلاع المركز الأول في الجولات الموالية. المواجهات المباشرة بعد التحوّل إلى المتلوي ستكون المواجهات المباشرة مع المنافسين على البطولة المنعرج الذي سيحدد مصير الترجيين في هذا الموسم ، فالأحمر والأصفر لم يلاق بعد في مرحلة الإياب فرق كوكبة الطليعة ونعني النجم والإفريقي والصفاقسي وهي مقابلات من فئة ست نقاط وستحسم بالتالي العديد من الأمور في ما يخص التتويج... الملفت للنظر في هذا الشأن أن الترجي الرياضي ينزل ضيفا على منافسيه في هذه المواجهات الشيء الذي لا يجعل فقط النتائج مصيرية وإنما أيضا مهمته في هذه المباريات عسيرة للغاية وهذا ما يضعه أمام ضرورة إعداد نفسه على الوجه الأكمل وخاصة القضاء على سلبياته ونقاط ضعفه قبل دخول غمار هذه اللقاءات «الكبرى» التي ستكون فيها الهزيمة ممنوعة لأنها وبكل بساطة ستقضي على كل أحلامه في البقاء في السابق إلى آخر جولة والتطلع إلى افتكاك اللقب في الأمتار الأخيرة. لا للمساومة في اللقاءات داخل الديار كل هذه التنقلات الصعبة ستتخللها مقابلات في رادس أمام منافسين يتصارعون من أجل البقاء على غرار قوافل قفصة وجمعية جربة أو يسعون إلى مزيد الإبتعاد على منطقة الخطر مثل الملعب القابسي أو دربي العاصمة الثاني أمام فريق باردو ... الأمر واضح في كل هذه المواجهات وهو الإنتصار ولا شيء غيره إذ لا مجال للترجيين إذا ما أرادوا فعلا المنافسة بكل جدية عن اللقب أن يفرطوا ولو في واحدة من هذه المقابلات أوأن يساوموا في نتائجها لأن مجرد عثرة في هذه المواجهات التي سيكون فيها الترجي الرياضي مضيفا لها عواقب وخيمة جدا على حظوظه في آخر المطاف ... الأحمر والأصفر كان موفقا بشكل مثالي إلى حد الآن على أرضه وأمام جمهوره في الشطر الثاني من بطولة هذا الموسم وله من الإمكانيات والمؤهلات ما يسمح له بإعادة نفس السيناريو في قادم اللقاءات التي سيخوضها في رادس وسيكون هذا الخيار الوحيد أمامه للبقاء في مكانة تفتح أمامه أبواب التتويج على مصراعيها. تحسين مردود الخط الخلفي ... هذا ما يجب أن يفعله الترجي الرياضي خلال الجولات المتبقية من مرحلة الإياب للتطلع إلى خطف اللقب من منافسيه في نهاية المشوار لكن هذا الهدف يتطلب نجاحا مثاليا على مستوى الآداء، وفي هذا الصدد فإن أحوال الخط الخلفي لا تطمئن بالمرة فالفريق يقبل أهدافا في كل مبارياته ويقوم خطه الخلفي بهفوات فادحة على العديد من المستويات في كل لقاء ولا يمكن أن تسلم الجرة في كل مرة ناهيك وأن العثرة الوحيدة التي تكبدها الترجيون في مرحلة الإياب جاءت بسبب غلطات قاتلة كلفت الأحمر والأصفر ثلاث نقاط في غاية من الأهمية كانت ستسمح له بتصدر الترتيب اليوم في انتظار مآل لقاء الهمهاما والنجم... إذن لا مجال لتواصل مردود دفاع الترجي الرياضي بذلك المستوى المهزوز الذي يصعب المهمة في كل مرة ويحرم الفريق من انتصارات سهلة وهذا ما هو مطلوب من الإطار الفني مستقبلا وعلى رأسه جوزي دي مورايس وهي كذلك مهمة عناصر هذا الخط الذين يمتلكون من التجربة وايضا من المؤهلات ما يسمح لهم بالمساهمة الفعالة في نجاحات فريق باب سويقة فيما تبقى من عمر بطولة هذا الموسم.