دخل ثمانية من أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بجهة قابس في اضراب عن الطعام منذ شهر في مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان و ذلك للحصول على عمل بالوظيفة العمومية. و لقد أثر هذا الاضراب في الحالة الصحية للمضربين حيث تم نقل 4 منهم إلى المستشفى الجهوي بقابس في حالة حرجة فيما دخل بعضهم في غيبوبة . أنيس القناوي أحد المضربين عن الطعام و هو تقني سامي في الالكترونيك الصناعي ومتخرج منذ سنة 1997 تحدث بصوت متقطع في تصريح ل «التونسية» عن حالته الصحية و وصفها بالحرجة جدا خاصة و انه تم نقله الى الانعاش و أشار الى انه يعاني من عدم استقرار في السكري و ضغط الدم نظرا لدخوله في اضراب جوع و أضاف أنّه لن يتنازل عن مطلبه وهو التشغيل عبر الانتداب في الوظيفة العمومية. و أوضح ان سنة واحدة تفصله عن العقد الأربعين فيما أحلامه بالعمل و الزواج أصبحت مستحيلة قائلا « لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت» . «الحل ... تشغيلهم في القطاع الخاص» من جهته أكد حسونة الناصفي النائب بمجلس النواب عن جهة قابس ل«التونسية» انه التقى برئيس الحكومة بشأن هذا الموضوع و ان هناك مساع لتشغيلهم في القطاع الخاص و انه مازال يتحاور مع المضربين لإقناعهم بهذا المقترح في اقرب وقت ممكن لانه من المستحيل ان يتم الحاقهم بالوظيفة العمومية بشركة البيئة خاصة و أنّه لا توجد أي مناظرة حاليا كما لا يمكن ان يقع الحاقهم بصفة استثنائية . من جهته أكد رفيق الرحالي عضو المكتب الوطني لاتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل دعم الاتحاد ومساندته المطلقة لمطالب المضربين عن الطّعام . و عبر عن رفض الاتحاد لسياسة التعنّت والمماطلة التي تنتهجها السلطة في التعامل مع الملفات الحقيقيّة التي قامت عليها الثورة وهي الشغل والحرية والكرامة الوطنيّة.كما حمل حكومة « الصيد» المسؤولية الكاملة في الحفاظ على صحّة المضربين . ودعا في هذا الإطار مكونات المجتمع المدني والسياسي إلى تحمل مسؤولياتها تجاه مطالب المضربين عن الطعام بصفة خاصّة ومطالب عموم المعطّلين عن العمل بصفة عامّة . تدهور الحالة الصحية للمضربين و في ذات السياق أكدت اللجنة الطبية في بيان لها أنه بعد تدهور الحالة الصحية لاغلب المضربين و التي استوجبت نقل أربعة منهم الى المستشفى للتداوي فإن اللجنة الطبية المتابعة لحالة المضربين تؤكد على خطورة حالتهم الصحية وخاصة المصابين منهم بأمراض مزمنة و خطورة تواصل هذا الاضراب على صحة المضربين مطالبة بتعليق إضرابهم لأيام من أجل تفادي أي تعكرات صحية و اكد نص البيان ان اللجنة تستنكر تجاهل السلط الرسمية و التعاطي اللاّ إنساني مع حياة خيرة شباب هذا الوطن وتحملها مسؤولية أي تدهور في الحالة الصحية للمضربين. منحة شهرية وحلول أخرى كما رفض المضربون جميع مقترحات الحكومة التي تتمثل في متابعة هذا الملف والاتصال بالمعنيين بالأمر قصد إيجاد الحلول المناسبة لتسوية وضعياتهم بالتنسيق مع الهياكل المركزية والجهوية المعنية . وكانت قد انعقدت في هذا الغرض عدة جلسات عمل بوزارة التكوين المهني والتشغيل وبمقر ولاية قابس حضرها ممثلون عن المجتمع المدني بالولاية والطرف الحكومي الذي عبر عن الاستعداد التام لدعم المعنيين بالأمر ومساعدتهم على إحداث وتمويل مشاريع لفائدتهم باعتبار صعوبة انتدابهم بالقطاع العمومي.كما وقع اقتراح تمتيع المعنيين بالأمر بإعانة اجتماعية ظرفية تقدر ب 150د شهريا لمدة ثلاثة أشهر إلى حين إيجاد حلول جذرية لفائدتهم.وتم التأكيد أيضا على ضرورة إيجاد الحلول الملائمة في إطار تفعيل برنامج انتداب الإطارات المزمع انجازه بشركة البيئة والغراسة وتخصيص حصة لفائدة المضربين عن الطعام دون اعتماد صيغة التناظر .وقد عُهد لوالي قابس ونائب بمجلس نواب الشعب ممثل عن الجهة بدراسة الإمكانيات المتوفرة بخصوص انتداب عدد من المضربين بمؤسسات تابعة للقطاع الخاص وكذلك مدى استعداد عدد آخر لبعث مشاريع خاصة .